شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحب فوق مراتب العرفان
ماذا دهى قلمي، وكَمَّ لساني
وبقلبي المخزونُ، فيضَ معاني
كلُّ الكلام لدى مقامك قاصرٌ
مهما سما بمحاسن التِّبْيَان
الشوق أبلغ من حديث رائع
والحبُّ فوق مراتب العرفان
لكنها القربى إليك وشيجة
عزّ النسيب بها إلى القرآن
الشعر بعض فنونها ولسانُها
والعلم قبضة ساعد الميزان
العلم نافذة الهداية والتقى
منها تجلّى الله في الإنسان
والمدح فيك تَبَتُّلٌ وعبادة
زكى بها الرحمنُ كلَّ لسان
يا سيّد البلغاء إني طارق
باب الرجاء بمدحتي: قرباني
شعري الذي شرفته بملامح
من نورك الأسنى إذا يغشاني
فإذا نطقتُ فرَوْحُ حبّ صادق
وإذا عجزتُ فذاك حَدُّ بياني
ما يبلغ الشعراء فيك وإنما
أنت الغَنِيُّ بمِدْحَة الرَحمن
لكنه حق الوفاء وإننا
نرجو عليه مثوبة الإحسان
هو بعض حقّك في الرقاب وطاعة
لله تسلكنا إلى الغفران
فإذا أذنت فليس لي من شافع
في العفو إلا صادق الإيمان
وإذا أذنت ففي الفؤاد مواجع
والصَّدْرُ مطويٌّ على أشجان
فإذا نطقت فدعوة وتوجُّه
وإذا سكتُّ فليس من كتمان
أنا في جوارك عائذ بل لائذ
بالله، كَرَّمَ حُرْمةَ الجيران
أدعوه في حرم النبي وجاهه
وضراعة القلب الأسيف العاني
وعليّ من كرم المضيف شفاعة
عزّت مقاماً في حمى السلطان
ربّ المشارق والمغارب من حبا
هذا المكان بأشرف السّكان
فإذا بطيبة روضة في جنة
شرفت بمثواه على الأكوان
يا رحمة الرحمن عَمَّتْ خلقَه
يرقى بها لرضائه الثَّقلان
الحقُّ بعدك ضائع ومُضَيَّع
إلا سنون ذهبن في الحسبان
لكنْ شريعتك التي بلغتها
ظَلَّت سبيل هداية الإنسان
هي في مبادئها وفي غاياتها
شرف الحياة وبلسم الأحزان
إن الحضارة في كريم شكولها
قبس من الإسلام والعرفان
لولا هوى غلب النفوس فحرَّفت
فاهتز بالتحريف كلّ كيان
لولا هوى غلب النفوس فعطّلت
بعض النصوص بشهوة الطّغيان
والمسلمون عن الهدى في غفلة
بالجهل أو بالظلم والبهتان
لكننا - بعد الضياع ونالنا
منه الهوان وحيرة الخسران
أُبْنا إلى أعماقنا وتلفتت
أبصارنا للمجد بعد هوان
فإذا أذنت فنظرة وشفاعة
بهما تضيء مسالكُ الحيران
لي في رحابك حاجة مقضية
بشفاعة في ساحة الدَّيان
عَزَّت على الكلمات لكن سرّها
أدنى إلى سِرَّيْك من إعلاني
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :583  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 860 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.