ماذا دهى قلمي، وكَمَّ لساني |
وبقلبي المخزونُ، فيضَ معاني |
كلُّ الكلام لدى مقامك قاصرٌ |
مهما سما بمحاسن التِّبْيَان |
الشوق أبلغ من حديث رائع |
والحبُّ فوق مراتب العرفان |
لكنها القربى إليك وشيجة |
عزّ النسيب بها إلى القرآن |
الشعر بعض فنونها ولسانُها |
والعلم قبضة ساعد الميزان |
العلم نافذة الهداية والتقى |
منها تجلّى الله في الإنسان |
والمدح فيك تَبَتُّلٌ وعبادة |
زكى بها الرحمنُ كلَّ لسان |
يا سيّد البلغاء إني طارق |
باب الرجاء بمدحتي: قرباني |
شعري الذي شرفته بملامح |
من نورك الأسنى إذا يغشاني |
فإذا نطقتُ فرَوْحُ حبّ صادق |
وإذا عجزتُ فذاك حَدُّ بياني |
ما يبلغ الشعراء فيك وإنما |
أنت الغَنِيُّ بمِدْحَة الرَحمن |
لكنه حق الوفاء وإننا |
نرجو عليه مثوبة الإحسان |
هو بعض حقّك في الرقاب وطاعة |
لله تسلكنا إلى الغفران |
فإذا أذنت فليس لي من شافع |
في العفو إلا صادق الإيمان |
وإذا أذنت ففي الفؤاد مواجع |
والصَّدْرُ مطويٌّ على أشجان |
فإذا نطقت فدعوة وتوجُّه |
وإذا سكتُّ فليس من كتمان |
أنا في جوارك عائذ بل لائذ |
بالله، كَرَّمَ حُرْمةَ الجيران |
أدعوه في حرم النبي وجاهه |
وضراعة القلب الأسيف العاني |
وعليّ من كرم المضيف شفاعة |
عزّت مقاماً في حمى السلطان |
ربّ المشارق والمغارب من حبا |
هذا المكان بأشرف السّكان |
فإذا بطيبة روضة في جنة |
شرفت بمثواه على الأكوان |
يا رحمة الرحمن عَمَّتْ خلقَه |
يرقى بها لرضائه الثَّقلان |
الحقُّ بعدك ضائع ومُضَيَّع |
إلا سنون ذهبن في الحسبان |
لكنْ شريعتك التي بلغتها |
ظَلَّت سبيل هداية الإنسان |
هي في مبادئها وفي غاياتها |
شرف الحياة وبلسم الأحزان |
إن الحضارة في كريم شكولها |
قبس من الإسلام والعرفان |
لولا هوى غلب النفوس فحرَّفت |
فاهتز بالتحريف كلّ كيان |
لولا هوى غلب النفوس فعطّلت |
بعض النصوص بشهوة الطّغيان |
والمسلمون عن الهدى في غفلة |
بالجهل أو بالظلم والبهتان |
لكننا - بعد الضياع ونالنا |
منه الهوان وحيرة الخسران |
أُبْنا إلى أعماقنا وتلفتت |
أبصارنا للمجد بعد هوان |
فإذا أذنت فنظرة وشفاعة |
بهما تضيء مسالكُ الحيران |
لي في رحابك حاجة مقضية |
بشفاعة في ساحة الدَّيان |
عَزَّت على الكلمات لكن سرّها |
أدنى إلى سِرَّيْك من إعلاني |
* * * |