وكلت إليك أمرهمو وأمري |
فَدَبِّرني وإياهم، وكن لي |
وتعلم أنني ما كنت يوماً |
لغيرك في مقامي أو بِرَحْلي |
وأني ما عصاك القلب مني |
إذا انزلقت على العثرات رجلي |
ولا شفتاي أسكتها حرام |
ولا نفسي تطيب بغير حِلّ |
ولم أركن لغيرك في رجاء |
لأخفر ذمتي، وأَعقَّ أصليّ |
وعيبي أنني استكبرت دوماً |
على المستكبرين، ولم أذلّ |
ربأت بحاجتي عن كل فَدْمٍ |
وصنت كرامتي عن كل نَذل |
ومن نكد الزمان على بنيه |
إذا يعلو الخسيس على الأجَلّ |
تمنى التافهون، على صَغار، |
سماعَ تَوَسُّلي ورقيقَ قولي |
سكتُّ على أذى هذا احتقاراً |
ولم أمنح أخاه رجاءَ مثلي |
ومن عجب يغيظ الصمتُ مني |
كلا الاثنين، يزحف خَلْفَ ظِلِّي |
وما عجبوا لأنفسهم ولكن |
- هوان نفوسهم - عجبوا لفعلي |
ولم أعجب ففيك بَلَوتُ هذا |
، وذاك بلوتُه، فَلَمَمْتُ حَبْلي |
وعندك، عند بابك، كُلَّ يوم |
أطأطئ هامتي وأَلَذُّ ذُلي |
فأشعر بالكرامة ملء نفسي |
وأشعر بالسعادة ملء حِمْلي |
* * * |