غضِبَتْ مني ولمّا ترني |
وشكت ذنبي الذي لم أُذْنِب |
وتصالحنا فطابت نفسها |
بحديث هاتف مقتضَب |
هكذا كان احتجاج ورضى |
في ثوان، نَمَّ عن مضطرب |
هو قلب جدُّ حسّاس الهوى |
طّيب الوجد، رقيق السبب |
ثائر من بسمة غامضة |
راقص خفقة في طرب |
هكذا أدركت من نبرتها |
أَتُراها هكذا عن كثب؟! |
قد تلاقينا بلا لقيا على |
صُوَرَتْي.. فصل، ووصل، عجب |
وتحدتني، فأسلمت لها |
إنني عند التحدي عربي |
لا يرى النصر على غانية |
أيَّ معنى من معاني الغلب |
فهي قد تُغُلَبُ من أرذالنا |
وهي لا تُغُلَبُ من حُرَّ أبي |
ليس ما يسعدني أن تُهْزَمي |
إنما يسعدني أن تَغْلبي |
واستفزتني إلى الشعر وما |
أضيع الشعر إذا لم أجب |
فانتشت من طرب في عجب |
واستزادتني، فزادت لهبي |
ثم قالت: أنت قد صوَّرتني |
لم تُحَدِّث عنك؟!! يا لَلْعَجب |
رنّ في سمعي صدى إحساسها |
نغماً يصرخ في قلب الغبي |
فصحا قلبي من شيبته |
واستردّ العمر من قلبي الصبي |
وتواعدنا على أن نلتقي |
وكلانا مجمل في الطلب |
وبقلبي مثل ما في قلبها |
شغفاً بالغامض المحتجب |
وتلاقينا فكانت ندوة |
للنهي، والشعر، دنيا الأدب |
وزها يومي على أمسي بها |
رُبَّ يوم يزدري بالحقب |
وتصافينا، فلولا صلة |
تمنع الوصل لكانت مأربي |
غير أن الود في القلب انطوى |
رُبّ وُدّ جاء بعد الغضب |
* * * |