شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحيَة شَعب العِراق
(في 14 يوليو سنة 1958، ألقيت في حفل خاص أقامته رابطة الأدب الحديث في القاهرة لسماعها).
حييت يا شعب العراق
حييت في ركب الرفاق
ووصلت بعد قطيعة
وقطعت أسباب الشقاق
حييت بل أحييـ
ـت إخواناً أمضهمو الفراق (1)
حييت يا شعب العراق
حييت في ركب الرفاق
قالوا استبد بك الدخيـ
ـل، فأنت منه على وفاق
وطواك في أثوابه
وقضى على سمة العراق
أغرى ضعافك بالعطا
ء، وبالكذاب وبالنفاق (2)
أغرى بك الأطفال من
أهليك. أهليك الرقاق (3)
قالوا لقد أقصاك عن
ركب العروبة ذا الدخيل
أغواك عن نهج الصرا
ط، وقد أضل بك السبيل
فمضيت وحدك في الطريـ
ـق، وأنت ذيل أو ذليل
وغفلت عن حق الدما
ء ففي العروق لها عويل (4)
الرافدان هما النضا
ر جرى بأرضك وهي بِكْرُ
اليسر فيضهما عليـ
ـك وإن فيض اليسر بر
فإذا الحضارة أينعت
ولها بأرضك كان سحر
ومضت سنون تعاقبت
لله في ما كان أمر
وعدا عليك الأجنبـ
ـي فعاد يسرك وهو عسر
نهبوا نضارك من حما
ك وكل حظك منه خسر
فتفجرت - غيظاً - ربا
ك وفاض "بالبترول" قفر
وإذا به شر عليـ
ـك وأنه لسواك خير
وكأنه العبء الجديـ
ـد عليك من جراه وزر
وكسبت أنت لظى اللهيـ
ـب، ومكسب الدخلاء تبر
ومضى الغريب بخيره
ومضيت ملء رباك فقر
قالوا: وجوّعك الطغا
ة وما وقاك الجوع وفر
قالوا: ومزقك العذا
ب، وهدك الخطب الجسيم
وأذاقك العملاء أصـ
ـنافاً من الألم الأليم
قالوا: وألهب بالسيا
ط قفاك جبار زنيم (5)
أدماك حتى لا تفيـ
ـق وكى يعيث بك اللئيم
قالوا: رجالك في السجو
ن وفي السجون أذى فظيع
طلقاؤك المتشردو
ن ولا مجيب ولا سميع
وسواد شعبك هائمو
ن وشأنهم شأن القطيع
والطفل غُذِّي بالهوا
ن ولم يزل منه رضيع
قالوا فحسبك لن تفيـ
ـق، وهل يفيق الميتون
وتظل ترسف في الهوا
ن وأنت تأكلك السنون
فإذا بُعِثْت فيوم تحـ
ـشر للعذاب أو الفتون
خابت ظنون الفاجريـ
ـن وبئس هاتيك الظنون
وصبرت صبر المُبْتَلَيْـ
ـن وقد طغى الألم السحيق
ضمدت بالصبر الجرو
ح وما ركنت إلى الزعيق
وظللت تسمع ما يسو
ؤك من عدو أو صديق
حسبوك أنك لا تحـ
ـس ولُذْتَ بالصمت العميق
ومضيت تهزأ بالخطو
ب وبالدخيل وبالعميل
وسخرت من دنيا السجو
ن ولم يرعك دم القتيل
وصمدت للأحداث كالـ
ـجبل الأشم فلا يهيل
ورأوك في صمت الصخو
ر فلا أنين ولا عويل
حسبوك في الأموات.. لا
ركز ولا ألم دفين (6)
وأرابهم صبر العظيـ
ـم فما دروا أين الكمين
وكأنهم لا يفهمون سوى الأنيـ
ـن لُغى، وما يجدي الأنين
إن الصراخ وسيلة البأ
سى من المستضعفين (7)
ولكم فجعنا حين كنا
لا نحس صدى الخطوب
ونحار في مجرى الأمو
ر على رُبى البلد الحبيب
ويَؤُزُّنا وقع الحوا
دث من بعيد أو قريب
وعرا القلوب لما يصيـ
ـبك - كُلَّ أمسية - وجيب
وتناقل الراوون أخبا
ر المجاعة والنحيب
وبشاعة الأقِطاع والـ
أجراء في البلد الخصيب
وفظائع المستعمريـ
ـن ووضعك التعس العجيب
والناس حولك هائجو
ن، وأنت في صمت مريب
وتساءل المتسائلـ
ـون ولم تجب، وبِمْه تجيب
أفتشتكي؟ ماذا تفيـ
ـد شكاة محزون ثليب
يتآمر الأُجَراء من
أهليه والعادي الغريب
فيزيد حظك من أذى
من لا يحس بما يعيب
أفتنذر الجبار بطـ
ـشك يوم لا يغنيه جند
الحول يومئذ - بحو
ل الله - إيمان وعمد
الحول يومئذ لشعـ
ـب ملء هذا الشعب حقد
لو قد فعلت لما أصبـ
ـت وفرّ من عقباه وغد
لو قد أذعت السر قبـ
ـل أوانه أخطأت جدا
ولساء تقدير الأمو
ر أو انحرفت بهن قصدا
ولخاب جِدُّك في خطا
ك كما عداك الرأي جَدّا
والحق منتصر ولكـ
ـن قد يُمَدّ الزود مدا
وأصبت حين سكـ
ـت لولا هالنا الصمت الرهيب
لكنّ إيمان العرو
بة بالعروبة لا يخيب
كنا نظن الخير - كل الـ
ـخير - بالشعب السليب
وبثورة الأحرار في
يوم على الباغي عصيب
كنا نهد بمنطق العـ
ـربي يأس المستريب
ونرد دعوى المرجفيـ
ـن بما رموك من المعيب
ونقول للمتعجليـ
ـن وما لهم صدر رحيب
الحق منتصر وإن
طال الطريق على الدبيب
السجن؟. ماذا السجن؟
هل يمحو المشاعر في النفوس
السجن يلهب في الشعو
ب مشاعر الحس النفيس
السجن بوتقة النفو
س ومنتدى الشعب البئيس
إن غص بالأحرار بشـ
ـر كُلَّ سجان خسيس
السجن إن كان العذا
ب فما استكان له كريم
والسجن للأحرار ينـ
ـفي عنهمو صدأ السؤوم
هو صيحة الأحرار يحـ
ـبسها ليقتلها الخصيم
فإذا بها صوت الحيا
ة ونفثة الوطن الكظيم
قالوا العذاب فقلت من
أجل الكرامة والوطن
قالوا نعم قلنا يهو
ن على غريمهما إذن
من كان يشعر بالكرا
مة لم تنهنهه المحن
والحرص في طلب السلا
مة يقتضي دفع الثمن
وضريبة التسليم بالسلـ
ـم الذليل أذى مقيم
فمجانب الألم المُلِـ
ـمّ يعيش فوق لظى الجحيم
من كان إنسان الحيا
ة أيرتضي المرعى الوخيم
تالله لا يرضى المها
نة من له قلب سليم
أما البلاد وحقها
فالله في حق الوطن
من كان يفقه ما (الكرا
مة) فهو يفقه ما الوطن
والمشفقون على (كرا
متهم) يُفَدُّون الوطن
هل واجد (لكرامة)
من لا يكون له وطن
ولقد يقول مُضَلَل
كم من غريب محترم
فأقول. يا لسفاهة
أولى بصاحبها الندم
إن يكرم الرجل الغريـ
ـب فباسم موطنه كرم
الليث - ملك الغاب - أمـ
ـنع في الفلاة أم الأجم
من لم تكرمه العرو
بة هل يكرمه العجم
أما الأجير المستعز
من الغريب بما احتكم
فكفاه هذا سُبَّة
في الناس ظاهرة السيم (8)
ودع الشواذّ فأمرهم
ليس الطبيعة في الأمم
والجوع؟ ما أثر المجا
عة في أحاسيس الفقير
أفلا يزيد الجوع نقـ
ـمته على (الرجل الكبير)
هلا يحس الحقد يد
فعه إلى العمل الخطير
الحقد مزرعة الفظا
ئع حين ينهش في الصدور
إن جاع كلبك لم يِفَرْ
ك كما يظن الغافلون
هو لم يتابعك الخطى
إلا وأنت به حنون
ولقد يضحي إذ تجو
ع وإذ يجوع ولا يخون
ويثور للحرمان إن
ألفاك - رغم الوفر - دون
فاحذر إذ ثار الفقـ
ـير فللحياة أو المنون
قد جاع حتى لم يعد
بحياته - أبداً - ضنين
ورأى الممات نهاية
لا بد منها أن تكون
إن عضه الظمأ الأليم
سيرتوي بدم سخين
تباً لوغد سافِلٍ
سمّى عشيرته كلابا
مستشهداً بمقالة
حوت الجهالة والكذابا
لو كان يفقه ما يقو
ل لما أساء بها خطابا
ما فضل من حكم الكلا
ب على الكلاب؟ في من أعابا
والدجل. هل ألغى الحقا
ئق أو أفاد العابثين
الدجل إن أجدى لحيـ
ـن سوف يفضح بعد حين
والدجل كالزبد الغثا
ء يمجّه موج السنين
الدجل كالثوب المُعَا
ر على الدَّعى المستهين
مهما يضلل بالشعو
ب مُؤجَّرون على الشعوب
متآمرون مع الغريـ
ـب على القرابة والنسيب
فالشعب باق والغريـ
ـب بقاؤه فيهم غريب
وجلاؤه عن أرضهم
أمر - وقد عزموا - قريب
والظلم؟ ما وقع المظا
لم في الهضيم وفي الظلوم
هو في الهضيم حزازة
يغلي بها صدر الهضيم
فإذا بها نار مؤجـ
ـجة وعزم لا يريم
وإذا الجبان قد استحا
ل كأنه الأسد الشكيم
فاحذر إذا ثار الجبا
ن فإن ثورته جنون
سئم الحياة ثقيلة
مرت عليه بها السنون
واليأس - إن فقد الرجا
ء - بكل فاجعة قمين
ومن الفواجع ما يكسو
ن فواتح الأمل السجين
والظلم في نفس الظلو
م يقضّ مضجعه الوثير
فإذا به القلق الجزو
ع على المطارف والحرير
بئس الضجيع الظلـ
ـم للحكم الغرير
هو قوة بَهْرَ العيو
ن حقارة مِلءَ الصدور
ولقد تَغُرُّ الحاكميـ
ـن بلادة في الحاكمين
الفاقدين الحس هل
يدرون حس الآخرين
إن تغف عين الذئـ
ـب فلترجُ السلامة للضئين
هي سنة الله العزيـ
ـز بمن طغى في العالمين
من قال لم تلد النسا
ء فتى يحد نهايته
صرعته أيدى الشعب نا
قمة تكذب قالته
هبلتك أمك من ظلو
م قد أطال غوايته
أفتحسب الشعب المعذ
ب لا يردُّ ظلامته
كنا نطمئن من طغى
وقع الأمور على هداه
واستيأست آماله
وتحطمت وَهْناً قواه
وتجسدت آلامه
شبحاً يهدده.. رؤاه
كنا نطمئنه الغدا
ة وصدّق الصبح الغداه
كنا نقول له: أخي العـ
ـربي صلب كالحجر
عبثاً تنهنهه الخطو
ب ولا تغيره الغير
لا يستبد به الدخيـ
ـل ولا يفارقه الحذر
وهو الأبي فلا يليـ
ـن قناته إلا القدر
حاشى ربيب الرافديـ
ـن عقوق خَوّان لئيم
إن الكريم إذا تعشـ
ـق يعشق النَدْب الكريم
وبنو العروبة أخوة
يسمو بهم حسب صميم
خير الوشائج ما يوثقـ
ـها جديد في قديم
إن يرهق الظلم العبا
د فإنه شحذ الهمم
إن النوائب والكرو
ب مَحَكُّ مختلف القيم
لم يفضل الليل النها
ر لغير حالكة الظلم
والليل مهما طا
ل غايته الصباح المبتسم
مرحى شباب الرافديـ
ـن، ومرحباً بالثائرين
الثائرين لحق أنفسـ
ـسهم وللشعب الطعين
الوافدين إلى رحاب الـ
ـمجد في عزم مكين
والدافعين ضريبة الـ
أمجاد في بذل ثمين
الوافدون إلى رحاب الـ
ـمجد خير الوافدين
وعلى الوفود لغير سا
حته سمات الهاملين
شتان بين منكسي الـ
هامات كالضب الكنين
والرافعين إلى العلا
هاماتهم مستبسلين
والدافعون ضريبة الـ
أمجاد خير الباذلين
أن أديت كل الضرا
ئب دون بذل الدافعين
فضريبة الأمجاد لا
يقوى عليها الباخلون
هي من تكاليف (الكبا
ر) ومن حظوظ النابهين
مرحى شباب الرافديـ
ـن، ومرحباً يوم النشور
يا طلعة اليوم الذي
عَمّ البشاشة والحبور
أشرقت في دنيا العرو
بة بالرجاء المستطير
والنور كالنيران.. إذ
يسري فنوراً فوق نور
أشرقت كالصبح المبيـ
ـن على العيون الساهرة
أشرقت من (بغداد) خلـ
ـف سنا الجباه الثائرة
وزحفت كالإشعاع تحـ
ـملك الحشود الزاخرة
فكحلت أبصار العرو
بة بالأماني الباهرة
يا أيها اليوم الذي
يسمو به معنى الغَلَب
إن جَبَّتِ الأيامَ أيا
ماً فإنك لا تُجَبُ
ستليك أيام نوا
ضر في تواريخ العرب
لك في حوادثها وفي
آثارها أقوى سبب
يا شعب (بغداد) العظيـ
ـم هَلاّ بنهضتك العظيمة
إن تَبْرو من دم شانئـ
ـيك قلوبك العطشى الكظيمة
فلقد غسلت بما صنعـ
ـت جروح أفئدة كليمة
تالله لا عتب فذا
ك جنى فعالهمو الذميمة
تالله لا عتب إذا
لم يكبح المظلوم نفسه
إن المهانة أورثته مرا
رة لم تُعْفِ حسه
ذهبت برقته الفواجع بعـ
ـد أن أذهبن أُنْسه
عُذْري له عُذْري
فقد خضخضن أُسَّه
يا نائحين على الجما
جم همسة من بعد همسه
لِمَ لم تنوحوا للمُعَذَّ
ب وهو يلقي أمسِ بؤسه
لِمَ لم تقولوا أمسِ للطا
غي يخفف عنه نحسه
لَمْ تَنْقموا ظلم القـ
ـوي وإن نقمتم فيه درسه
لا تَعْذلوا المتحرقيـ
ـن إلى دماء الأشقياء
امتص بالأمس الطغا
ة دماءهم فهمو ظِماء
ليت الذي يبكي الشقـ
ـي بكى دماء الأبرياء
ولَحى الذي أفنى البريـ
ـة ما استطاع من الفناء
طمست قلوب الظالميـ
ـن، فما ترى بعد العماء
أغلت دماء الأشقيا
ء على دماء الأتقياء
رفقاً بحق الأبريا
ء إذا جزعت من الدماء
أقصر من الغلواء أقـ
ـصر إن ذا أثرُ الجفاء
لا تعذل الشعب الحبيـ
ـس إذا مضى يجتاح حبسه
وإذا أقام من المقا
صل والجماجم فيه عرسه
ومضى يودع بالفوا
جع من حنايا النفس بؤسه
قل للذي يجني الشقا
ء لقد أساء الأمس غرسه
قالوا بنو خير الأنا
م يجررون على الرغام
ويمرغون على الترا
ب بوطأ أقدام الطغام
وتجز - بعد - رؤوسهم
وتكون مسخرة الأنام
هون عليك. متى عرا
ك الحب يا ذا المستهام
إن ترث من أجل النـ
ـبي حقيقة فاسمع هداه
والله لا يخزي النـ
ـبي ولا الألى اتبعوا رضاه
فاسمع حديثاً للنـ
ـبي رواه سادات الرواه
ما من بني الفاجرو
ن ولا الطغاة ولا الغواه
أنا لا أحب الانتقا
م ولا أرحب بانتقام
وأود لو يعفو الهضيـ
ـم إذا هو امتلك الزمام
إن اللئام إذا علوا
في الأرض ضاقوا بالكرام
وإذا علا الفئة الكرا
م عفا الكرام عن اللئام
لكن إذا انتقم الهضيـ
ـم فلست أوسعه ملاما
هو آخذ بالثأر ليـ
ـس الثأر من جان حراما
وأضر ما يؤذي النفو
س عداوة تشكو الهياما
تَبّاً لمن لا يستحو
ن وما رعوا فينا الذماما
يا شعب بغداد العظيـ
ـم، ويا أخا العرب الهمام
سر في الطريق إلى الأما
م إلى الأمام إلى الأمام
لا تخش من هذا الزحا
م على الطريق خض الزحام
فالعرب حولك قابضو
ن على الزناد أو الزمام
ولقد تمر على الطريـ
ـق بما رضيت وما سخطتا
فاصبر على وعر الطريـ
ـق إذا مررت بما كرهتا
وخذ التجارب عدة
من كل بادرة عبرتا
وإذا استقام لك الطريـ
ـق فخف إذا أنت استهنتا
لا تستهن أمراً فقد
يقضي على الكسب الخمود
إن العدو مرابض
خلف الحواجز والحدود
فاحذر إذا انقض العدو
وأنت غافٍ في رقود
وكن الرشيد، فلا تضع
ما شدت من مجد (الرشيد)
واحرص على هذا الوليـ
ـد من الغزاة على الوليد
ولقد يكون من الغزا
ة ذووه لا الرجل البعيد
والنفس قد تطغى فحا
ذر حين ينتكس الرشيد
أنا لا أثير الشعب لـ
كني أطالب بالصمود
إني أطالب بالحفا
ظ على ثمار دم الشهيد
وإذا غلا ثمن الغرا
س غلا بها الطَلْع النضيد
صونوا ثمار دم أريـ
ـق فلا يراق دم جديد
أن ترخصوا ثمن الدما
ء بذلتمو منها المزيد
أخشى على كسب الكفا
ح يضيع في الفرح السعيد
أخشى على المجد المشيـ
د إذا انتشى الشعب المشيد
فلها الصغير بأمره
وزهى بمنصبه العميد
للنصر فرحته فإن
ذهبت بصحوتنا تبيد
أنا لا أثير الشعب ضد
الدافعيه إلى الخلود
أنا لا أنادي بالجحو
د ولا بنكران الجهود
لكن أطالب بالمزيـ
ـد من الجهود وبالأكيد
وأخاف من شتى القيو
د على الذي كسر القيود
والخوف من عود القيو
د هو الحفاظ على النجاه
لا تستمع للأجنـ
ـبي فلن يسالمك العداه
لا تستمع للمغرضيـ
ـن فإنهم بعض الغزاه
لا تستمع للمرجفيـ
ـن من العبيد أو الغواه
حاذر فإن ذهب الطغا
ة فلا تمهد للطغاة
والنفس قد تطغى فَتَغْلِـ
ـب في الرشيد على هداه
فإذا به مستبد لا
بالحق ما يملي هواه
واختر هداتك في الطريـ
ـق فإنما الشعب الهداه
يا قادة الشعب الطليـ
ـق إلى الوجود إلى الحياة
الشعب في أيدي الحما
ة أمانة بيد الحماة
لا تستبدوا بالأمو
ر وأبلغوا الرأي مداه
من ساد ما بين الرجا
ل فإنما (الشورى) حلاه
"شورى" من الأكفاء في
رأي لدى الجُلّى يبين
"شورى" من العلماء ملـ
ـؤهمو آباء العالمين
"شورى" من الشرفاء في
سِيرٍ وفي خلق متين
"شورى" رجال عامليـ
ـن يزينهم أدب ودين
لا تصنعوها من دُمى
ليست لها رأي يطاع
فلقد نمى وعي الشعو
ب، وقد مضى زمن الخداع
وبرغم ما بلغ السلا
ح فإنما الشعب القِلاع
إن كانت الدول الهيا
كل فالشعوب لها سطاع (9)
كونوا فداء الشعب في
غدكم كهبتكم فداه
صونوا له حق الشعو
ب يصن لكم حق الولاه
وثقوا بأن الشعب لا
ينسى الذي يحمي حماه
وخذوا الأمور على الأنا
ة فلن يخيب أخو الأناه
كونوا وراء الشعب في
غدكم كما عقد الرجاء
إن كنتمو منه الطليـ
ـعة فهو قد كان الوعاء
ربما استوى في بعض حا
لات أمام أو وراء (10)
لا يأخذنكمو الغرو
ر وأكملوا معنى الفداء
لا يقتلنكم العدو
بسمه الحلو المذاق
لا يفتننكم الخدا
ع أو النميمة والنفاق
فيبعثر الصف الموحـ
ـد في اتجاه واتساق
فإذا به بددا وكـ
ـل في مسالكه يساق
وتخيروا بين المقا
عد، أو مقاليد الحياة
شتان بين الساكنيـ
ـن على القلوب من السراة
والجالسين على المقا
عد وهي صم كالصفاة
أنا لا أسيء الظن لـ
كني أثير الانتباه
حاشا الذي قاد الحشو
د إلى مجالٍ من فخار
إن يستخف به الهوى
فيشوقه بهر السوار
أنا حين أمحضه النصيحـ
ـة أو أخاف من العثار
مليء له صافي الودا
د وملؤه مجد الكبار
إني أغار عليه من
كأس على الدنيا تدار
وأخاف - إن يغفو الكبيـ
ـر - عليه من نسج الصغار
والليل وكر العابثيـ
ـن وصيدهم وضح النهار
وأرى المناصب كالسُّلا
ف لها غِمار أو خِمار
ليتي فداء الثائريـ
ـن تقيهمو نفسي الضرار
إن الخيار فدا الخيا
ر إذا تذود عن الذمار
مرحى شباب الرافديـ
ـن ومرحباً طلع الثمار
يا بسمة الفجر المطـ
ـل على الحواضر والقفار
يا شعب (بغداد) العظـ
ـيم تحية من كل قلب
من كل مشبوب العوا
طف والرجاء المستحب
من كل واد في بلا
د العرب من شرق وغرب
من كل أبناء العرو
بة في فجاج الأرض عرب
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :809  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 153 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.