حييت يا شعب العراق |
حييت في ركب الرفاق |
ووصلت بعد قطيعة |
وقطعت أسباب الشقاق |
حييت بل أحييـ |
ـت إخواناً أمضهمو الفراق
(1)
|
حييت يا شعب العراق |
حييت في ركب الرفاق |
قالوا استبد بك الدخيـ |
ـل، فأنت منه على وفاق |
وطواك في أثوابه |
وقضى على سمة العراق |
أغرى ضعافك بالعطا |
ء، وبالكذاب وبالنفاق
(2)
|
أغرى بك الأطفال من |
أهليك. أهليك الرقاق
(3)
|
قالوا لقد أقصاك عن |
ركب العروبة ذا الدخيل |
أغواك عن نهج الصرا |
ط، وقد أضل بك السبيل |
فمضيت وحدك في الطريـ |
ـق، وأنت ذيل أو ذليل |
وغفلت عن حق الدما |
ء ففي العروق لها عويل
(4)
|
الرافدان هما النضا |
ر جرى بأرضك وهي بِكْرُ |
اليسر فيضهما عليـ |
ـك وإن فيض اليسر بر |
فإذا الحضارة أينعت |
ولها بأرضك كان سحر |
ومضت سنون تعاقبت |
لله في ما كان أمر |
وعدا عليك الأجنبـ |
ـي فعاد يسرك وهو عسر |
نهبوا نضارك من حما |
ك وكل حظك منه خسر |
فتفجرت - غيظاً - ربا |
ك وفاض "بالبترول" قفر |
وإذا به شر عليـ |
ـك وأنه لسواك خير |
وكأنه العبء الجديـ |
ـد عليك من جراه وزر |
وكسبت أنت لظى اللهيـ |
ـب، ومكسب الدخلاء تبر |
ومضى الغريب بخيره |
ومضيت ملء رباك فقر |
قالوا: وجوّعك الطغا |
ة وما وقاك الجوع وفر |
قالوا: ومزقك العذا |
ب، وهدك الخطب الجسيم |
وأذاقك العملاء أصـ |
ـنافاً من الألم الأليم |
قالوا: وألهب بالسيا |
ط قفاك جبار زنيم
(5)
|
أدماك حتى لا تفيـ |
ـق وكى يعيث بك اللئيم |
قالوا: رجالك في السجو |
ن وفي السجون أذى فظيع |
طلقاؤك المتشردو |
ن ولا مجيب ولا سميع |
وسواد شعبك هائمو |
ن وشأنهم شأن القطيع |
والطفل غُذِّي بالهوا |
ن ولم يزل منه رضيع |
قالوا فحسبك لن تفيـ |
ـق، وهل يفيق الميتون |
وتظل ترسف في الهوا |
ن وأنت تأكلك السنون |
فإذا بُعِثْت فيوم تحـ |
ـشر للعذاب أو الفتون |
خابت ظنون الفاجريـ |
ـن وبئس هاتيك الظنون |
وصبرت صبر المُبْتَلَيْـ |
ـن وقد طغى الألم السحيق |
ضمدت بالصبر الجرو |
ح وما ركنت إلى الزعيق |
وظللت تسمع ما يسو |
ؤك من عدو أو صديق |
حسبوك أنك لا تحـ |
ـس ولُذْتَ بالصمت العميق |
ومضيت تهزأ بالخطو |
ب وبالدخيل وبالعميل |
وسخرت من دنيا السجو |
ن ولم يرعك دم القتيل |
وصمدت للأحداث كالـ |
ـجبل الأشم فلا يهيل |
ورأوك في صمت الصخو |
ر فلا أنين ولا عويل |
حسبوك في الأموات.. لا |
ركز ولا ألم دفين
(6)
|
وأرابهم صبر العظيـ |
ـم فما دروا أين الكمين |
وكأنهم لا يفهمون سوى الأنيـ |
ـن لُغى، وما يجدي الأنين |
إن الصراخ وسيلة البأ |
سى من المستضعفين
(7)
|
ولكم فجعنا حين كنا |
لا نحس صدى الخطوب |
ونحار في مجرى الأمو |
ر على رُبى البلد الحبيب |
ويَؤُزُّنا وقع الحوا |
دث من بعيد أو قريب |
وعرا القلوب لما يصيـ |
ـبك - كُلَّ أمسية - وجيب |
وتناقل الراوون أخبا |
ر المجاعة والنحيب |
وبشاعة الأقِطاع والـ |
أجراء في البلد الخصيب |
وفظائع المستعمريـ |
ـن ووضعك التعس العجيب |
والناس حولك هائجو |
ن، وأنت في صمت مريب |
وتساءل المتسائلـ |
ـون ولم تجب، وبِمْه تجيب |
أفتشتكي؟ ماذا تفيـ |
ـد شكاة محزون ثليب |
يتآمر الأُجَراء من |
أهليه والعادي الغريب |
فيزيد حظك من أذى |
من لا يحس بما يعيب |
أفتنذر الجبار بطـ |
ـشك يوم لا يغنيه جند |
الحول يومئذ - بحو |
ل الله - إيمان وعمد |
الحول يومئذ لشعـ |
ـب ملء هذا الشعب حقد |
لو قد فعلت لما أصبـ |
ـت وفرّ من عقباه وغد |
لو قد أذعت السر قبـ |
ـل أوانه أخطأت جدا |
ولساء تقدير الأمو |
ر أو انحرفت بهن قصدا |
ولخاب جِدُّك في خطا |
ك كما عداك الرأي جَدّا |
والحق منتصر ولكـ |
ـن قد يُمَدّ الزود مدا |
وأصبت حين سكـ |
ـت لولا هالنا الصمت الرهيب |
لكنّ إيمان العرو |
بة بالعروبة لا يخيب |
كنا نظن الخير - كل الـ |
ـخير - بالشعب السليب |
وبثورة الأحرار في |
يوم على الباغي عصيب |
كنا نهد بمنطق العـ |
ـربي يأس المستريب |
ونرد دعوى المرجفيـ |
ـن بما رموك من المعيب |
ونقول للمتعجليـ |
ـن وما لهم صدر رحيب |
الحق منتصر وإن |
طال الطريق على الدبيب |
السجن؟. ماذا السجن؟ |
هل يمحو المشاعر في النفوس |
السجن يلهب في الشعو |
ب مشاعر الحس النفيس |
السجن بوتقة النفو |
س ومنتدى الشعب البئيس |
إن غص بالأحرار بشـ |
ـر كُلَّ سجان خسيس |
السجن إن كان العذا |
ب فما استكان له كريم |
والسجن للأحرار ينـ |
ـفي عنهمو صدأ السؤوم |
هو صيحة الأحرار يحـ |
ـبسها ليقتلها الخصيم |
فإذا بها صوت الحيا |
ة ونفثة الوطن الكظيم |
قالوا العذاب فقلت من |
أجل الكرامة والوطن |
قالوا نعم قلنا يهو |
ن على غريمهما إذن |
من كان يشعر بالكرا |
مة لم تنهنهه المحن |
والحرص في طلب السلا |
مة يقتضي دفع الثمن |
وضريبة التسليم بالسلـ |
ـم الذليل أذى مقيم |
فمجانب الألم المُلِـ |
ـمّ يعيش فوق لظى الجحيم |
من كان إنسان الحيا |
ة أيرتضي المرعى الوخيم |
تالله لا يرضى المها |
نة من له قلب سليم |
أما البلاد وحقها |
فالله في حق الوطن |
من كان يفقه ما (الكرا |
مة) فهو يفقه ما الوطن |
والمشفقون على (كرا |
متهم) يُفَدُّون الوطن |
هل واجد (لكرامة) |
من لا يكون له وطن |
ولقد يقول مُضَلَل |
كم من غريب محترم |
فأقول. يا لسفاهة |
أولى بصاحبها الندم |
إن يكرم الرجل الغريـ |
ـب فباسم موطنه كرم |
الليث - ملك الغاب - أمـ |
ـنع في الفلاة أم الأجم |
من لم تكرمه العرو |
بة هل يكرمه العجم |
أما الأجير المستعز |
من الغريب بما احتكم |
فكفاه هذا سُبَّة |
في الناس ظاهرة السيم
(8)
|
ودع الشواذّ فأمرهم |
ليس الطبيعة في الأمم |
والجوع؟ ما أثر المجا |
عة في أحاسيس الفقير |
أفلا يزيد الجوع نقـ |
ـمته على (الرجل الكبير) |
هلا يحس الحقد يد |
فعه إلى العمل الخطير |
الحقد مزرعة الفظا |
ئع حين ينهش في الصدور |
إن جاع كلبك لم يِفَرْ |
ك كما يظن الغافلون |
هو لم يتابعك الخطى |
إلا وأنت به حنون |
ولقد يضحي إذ تجو |
ع وإذ يجوع ولا يخون |
ويثور للحرمان إن |
ألفاك - رغم الوفر - دون |
فاحذر إذ ثار الفقـ |
ـير فللحياة أو المنون |
قد جاع حتى لم يعد |
بحياته - أبداً - ضنين |
ورأى الممات نهاية |
لا بد منها أن تكون |
إن عضه الظمأ الأليم |
سيرتوي بدم سخين |
تباً لوغد سافِلٍ |
سمّى عشيرته كلابا |
مستشهداً بمقالة |
حوت الجهالة والكذابا |
لو كان يفقه ما يقو |
ل لما أساء بها خطابا |
ما فضل من حكم الكلا |
ب على الكلاب؟ في من أعابا |
والدجل. هل ألغى الحقا |
ئق أو أفاد العابثين |
الدجل إن أجدى لحيـ |
ـن سوف يفضح بعد حين |
والدجل كالزبد الغثا |
ء يمجّه موج السنين |
الدجل كالثوب المُعَا |
ر على الدَّعى المستهين |
مهما يضلل بالشعو |
ب مُؤجَّرون على الشعوب |
متآمرون مع الغريـ |
ـب على القرابة والنسيب |
فالشعب باق والغريـ |
ـب بقاؤه فيهم غريب |
وجلاؤه عن أرضهم |
أمر - وقد عزموا - قريب |
والظلم؟ ما وقع المظا |
لم في الهضيم وفي الظلوم |
هو في الهضيم حزازة |
يغلي بها صدر الهضيم |
فإذا بها نار مؤجـ |
ـجة وعزم لا يريم |
وإذا الجبان قد استحا |
ل كأنه الأسد الشكيم |
فاحذر إذا ثار الجبا |
ن فإن ثورته جنون |
سئم الحياة ثقيلة |
مرت عليه بها السنون |
واليأس - إن فقد الرجا |
ء - بكل فاجعة قمين |
ومن الفواجع ما يكسو |
ن فواتح الأمل السجين |
والظلم في نفس الظلو |
م يقضّ مضجعه الوثير |
فإذا به القلق الجزو |
ع على المطارف والحرير |
بئس الضجيع الظلـ |
ـم للحكم الغرير |
هو قوة بَهْرَ العيو |
ن حقارة مِلءَ الصدور |
ولقد تَغُرُّ الحاكميـ |
ـن بلادة في الحاكمين |
الفاقدين الحس هل |
يدرون حس الآخرين |
إن تغف عين الذئـ |
ـب فلترجُ السلامة للضئين |
هي سنة الله العزيـ |
ـز بمن طغى في العالمين |
من قال لم تلد النسا |
ء فتى يحد نهايته |
صرعته أيدى الشعب نا |
قمة تكذب قالته |
هبلتك أمك من ظلو |
م قد أطال غوايته |
أفتحسب الشعب المعذ |
ب لا يردُّ ظلامته |
كنا نطمئن من طغى |
وقع الأمور على هداه |
واستيأست آماله |
وتحطمت وَهْناً قواه |
وتجسدت آلامه |
شبحاً يهدده.. رؤاه |
كنا نطمئنه الغدا |
ة وصدّق الصبح الغداه |
كنا نقول له: أخي العـ |
ـربي صلب كالحجر |
عبثاً تنهنهه الخطو |
ب ولا تغيره الغير |
لا يستبد به الدخيـ |
ـل ولا يفارقه الحذر |
وهو الأبي فلا يليـ |
ـن قناته إلا القدر |
حاشى ربيب الرافديـ |
ـن عقوق خَوّان لئيم |
إن الكريم إذا تعشـ |
ـق يعشق النَدْب الكريم |
وبنو العروبة أخوة |
يسمو بهم حسب صميم |
خير الوشائج ما يوثقـ |
ـها جديد في قديم |
إن يرهق الظلم العبا |
د فإنه شحذ الهمم |
إن النوائب والكرو |
ب مَحَكُّ مختلف القيم |
لم يفضل الليل النها |
ر لغير حالكة الظلم |
والليل مهما طا |
ل غايته الصباح المبتسم |
مرحى شباب الرافديـ |
ـن، ومرحباً بالثائرين |
الثائرين لحق أنفسـ |
ـسهم وللشعب الطعين |
الوافدين إلى رحاب الـ |
ـمجد في عزم مكين |
والدافعين ضريبة الـ |
أمجاد في بذل ثمين |
الوافدون إلى رحاب الـ |
ـمجد خير الوافدين |
وعلى الوفود لغير سا |
حته سمات الهاملين |
شتان بين منكسي الـ |
هامات كالضب الكنين |
والرافعين إلى العلا |
هاماتهم مستبسلين |
والدافعون ضريبة الـ |
أمجاد خير الباذلين |
أن أديت كل الضرا |
ئب دون بذل الدافعين |
فضريبة الأمجاد لا |
يقوى عليها الباخلون |
هي من تكاليف (الكبا |
ر) ومن حظوظ النابهين |
مرحى شباب الرافديـ |
ـن، ومرحباً يوم النشور |
يا طلعة اليوم الذي |
عَمّ البشاشة والحبور |
أشرقت في دنيا العرو |
بة بالرجاء المستطير |
والنور كالنيران.. إذ |
يسري فنوراً فوق نور |
أشرقت كالصبح المبيـ |
ـن على العيون الساهرة |
أشرقت من (بغداد) خلـ |
ـف سنا الجباه الثائرة |
وزحفت كالإشعاع تحـ |
ـملك الحشود الزاخرة |
فكحلت أبصار العرو |
بة بالأماني الباهرة |
يا أيها اليوم الذي |
يسمو به معنى الغَلَب |
إن جَبَّتِ الأيامَ أيا |
ماً فإنك لا تُجَبُ |
ستليك أيام نوا |
ضر في تواريخ العرب |
لك في حوادثها وفي |
آثارها أقوى سبب |
يا شعب (بغداد) العظيـ |
ـم هَلاّ بنهضتك العظيمة |
إن تَبْرو من دم شانئـ |
ـيك قلوبك العطشى الكظيمة |
فلقد غسلت بما صنعـ |
ـت جروح أفئدة كليمة |
تالله لا عتب فذا |
ك جنى فعالهمو الذميمة |
تالله لا عتب إذا |
لم يكبح المظلوم نفسه |
إن المهانة أورثته مرا |
رة لم تُعْفِ حسه |
ذهبت برقته الفواجع بعـ |
ـد أن أذهبن أُنْسه |
عُذْري له عُذْري |
فقد خضخضن أُسَّه |
يا نائحين على الجما |
جم همسة من بعد همسه |
لِمَ لم تنوحوا للمُعَذَّ |
ب وهو يلقي أمسِ بؤسه |
لِمَ لم تقولوا أمسِ للطا |
غي يخفف عنه نحسه |
لَمْ تَنْقموا ظلم القـ |
ـوي وإن نقمتم فيه درسه |
لا تَعْذلوا المتحرقيـ |
ـن إلى دماء الأشقياء |
امتص بالأمس الطغا |
ة دماءهم فهمو ظِماء |
ليت الذي يبكي الشقـ |
ـي بكى دماء الأبرياء |
ولَحى الذي أفنى البريـ |
ـة ما استطاع من الفناء |
طمست قلوب الظالميـ |
ـن، فما ترى بعد العماء |
أغلت دماء الأشقيا |
ء على دماء الأتقياء |
رفقاً بحق الأبريا |
ء إذا جزعت من الدماء |
أقصر من الغلواء أقـ |
ـصر إن ذا أثرُ الجفاء |
لا تعذل الشعب الحبيـ |
ـس إذا مضى يجتاح حبسه |
وإذا أقام من المقا |
صل والجماجم فيه عرسه |
ومضى يودع بالفوا |
جع من حنايا النفس بؤسه |
قل للذي يجني الشقا |
ء لقد أساء الأمس غرسه |
قالوا بنو خير الأنا |
م يجررون على الرغام |
ويمرغون على الترا |
ب بوطأ أقدام الطغام |
وتجز - بعد - رؤوسهم |
وتكون مسخرة الأنام |
هون عليك. متى عرا |
ك الحب يا ذا المستهام |
إن ترث من أجل النـ |
ـبي حقيقة فاسمع هداه |
والله لا يخزي النـ |
ـبي ولا الألى اتبعوا رضاه |
فاسمع حديثاً للنـ |
ـبي رواه سادات الرواه |
ما من بني الفاجرو |
ن ولا الطغاة ولا الغواه |
أنا لا أحب الانتقا |
م ولا أرحب بانتقام |
وأود لو يعفو الهضيـ |
ـم إذا هو امتلك الزمام |
إن اللئام إذا علوا |
في الأرض ضاقوا بالكرام |
وإذا علا الفئة الكرا |
م عفا الكرام عن اللئام |
لكن إذا انتقم الهضيـ |
ـم فلست أوسعه ملاما |
هو آخذ بالثأر ليـ |
ـس الثأر من جان حراما |
وأضر ما يؤذي النفو |
س عداوة تشكو الهياما |
تَبّاً لمن لا يستحو |
ن وما رعوا فينا الذماما |
يا شعب بغداد العظيـ |
ـم، ويا أخا العرب الهمام |
سر في الطريق إلى الأما |
م إلى الأمام إلى الأمام |
لا تخش من هذا الزحا |
م على الطريق خض الزحام |
فالعرب حولك قابضو |
ن على الزناد أو الزمام |
ولقد تمر على الطريـ |
ـق بما رضيت وما سخطتا |
فاصبر على وعر الطريـ |
ـق إذا مررت بما كرهتا |
وخذ التجارب عدة |
من كل بادرة عبرتا |
وإذا استقام لك الطريـ |
ـق فخف إذا أنت استهنتا |
لا تستهن أمراً فقد |
يقضي على الكسب الخمود |
إن العدو مرابض |
خلف الحواجز والحدود |
فاحذر إذا انقض العدو |
وأنت غافٍ في رقود |
وكن الرشيد، فلا تضع |
ما شدت من مجد (الرشيد) |
واحرص على هذا الوليـ |
ـد من الغزاة على الوليد |
ولقد يكون من الغزا |
ة ذووه لا الرجل البعيد |
والنفس قد تطغى فحا |
ذر حين ينتكس الرشيد |
أنا لا أثير الشعب لـ |
كني أطالب بالصمود |
إني أطالب بالحفا |
ظ على ثمار دم الشهيد |
وإذا غلا ثمن الغرا |
س غلا بها الطَلْع النضيد |
صونوا ثمار دم أريـ |
ـق فلا يراق دم جديد |
أن ترخصوا ثمن الدما |
ء بذلتمو منها المزيد |
أخشى على كسب الكفا |
ح يضيع في الفرح السعيد |
أخشى على المجد المشيـ |
د إذا انتشى الشعب المشيد |
فلها الصغير بأمره |
وزهى بمنصبه العميد |
للنصر فرحته فإن |
ذهبت بصحوتنا تبيد |
أنا لا أثير الشعب ضد |
الدافعيه إلى الخلود |
أنا لا أنادي بالجحو |
د ولا بنكران الجهود |
لكن أطالب بالمزيـ |
ـد من الجهود وبالأكيد |
وأخاف من شتى القيو |
د على الذي كسر القيود |
والخوف من عود القيو |
د هو الحفاظ على النجاه |
لا تستمع للأجنـ |
ـبي فلن يسالمك العداه |
لا تستمع للمغرضيـ |
ـن فإنهم بعض الغزاه |
لا تستمع للمرجفيـ |
ـن من العبيد أو الغواه |
حاذر فإن ذهب الطغا |
ة فلا تمهد للطغاة |
والنفس قد تطغى فَتَغْلِـ |
ـب في الرشيد على هداه |
فإذا به مستبد لا |
بالحق ما يملي هواه |
واختر هداتك في الطريـ |
ـق فإنما الشعب الهداه |
يا قادة الشعب الطليـ |
ـق إلى الوجود إلى الحياة |
الشعب في أيدي الحما |
ة أمانة بيد الحماة |
لا تستبدوا بالأمو |
ر وأبلغوا الرأي مداه |
من ساد ما بين الرجا |
ل فإنما (الشورى) حلاه |
"شورى" من الأكفاء في |
رأي لدى الجُلّى يبين |
"شورى" من العلماء ملـ |
ـؤهمو آباء العالمين |
"شورى" من الشرفاء في |
سِيرٍ وفي خلق متين |
"شورى" رجال عامليـ |
ـن يزينهم أدب ودين |
لا تصنعوها من دُمى |
ليست لها رأي يطاع |
فلقد نمى وعي الشعو |
ب، وقد مضى زمن الخداع |
وبرغم ما بلغ السلا |
ح فإنما الشعب القِلاع |
إن كانت الدول الهيا |
كل فالشعوب لها سطاع
(9)
|
كونوا فداء الشعب في |
غدكم كهبتكم فداه |
صونوا له حق الشعو |
ب يصن لكم حق الولاه |
وثقوا بأن الشعب لا |
ينسى الذي يحمي حماه |
وخذوا الأمور على الأنا |
ة فلن يخيب أخو الأناه |
كونوا وراء الشعب في |
غدكم كما عقد الرجاء |
إن كنتمو منه الطليـ |
ـعة فهو قد كان الوعاء |
ربما استوى في بعض حا |
لات أمام أو وراء
(10)
|
لا يأخذنكمو الغرو |
ر وأكملوا معنى الفداء |
لا يقتلنكم العدو |
بسمه الحلو المذاق |
لا يفتننكم الخدا |
ع أو النميمة والنفاق |
فيبعثر الصف الموحـ |
ـد في اتجاه واتساق |
فإذا به بددا وكـ |
ـل في مسالكه يساق |
وتخيروا بين المقا |
عد، أو مقاليد الحياة |
شتان بين الساكنيـ |
ـن على القلوب من السراة |
والجالسين على المقا |
عد وهي صم كالصفاة |
أنا لا أسيء الظن لـ |
كني أثير الانتباه |
حاشا الذي قاد الحشو |
د إلى مجالٍ من فخار |
إن يستخف به الهوى |
فيشوقه بهر السوار |
أنا حين أمحضه النصيحـ |
ـة أو أخاف من العثار |
مليء له صافي الودا |
د وملؤه مجد الكبار |
إني أغار عليه من |
كأس على الدنيا تدار |
وأخاف - إن يغفو الكبيـ |
ـر - عليه من نسج الصغار |
والليل وكر العابثيـ |
ـن وصيدهم وضح النهار |
وأرى المناصب كالسُّلا |
ف لها غِمار أو خِمار |
ليتي فداء الثائريـ |
ـن تقيهمو نفسي الضرار |
إن الخيار فدا الخيا |
ر إذا تذود عن الذمار |
مرحى شباب الرافديـ |
ـن ومرحباً طلع الثمار |
يا بسمة الفجر المطـ |
ـل على الحواضر والقفار |
يا شعب (بغداد) العظـ |
ـيم تحية من كل قلب |
من كل مشبوب العوا |
طف والرجاء المستحب |
من كل واد في بلا |
د العرب من شرق وغرب |
من كل أبناء العرو |
بة في فجاج الأرض عرب |
* * * |