شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أمة تتهادى مكارم الأخلاق
في حفل حضره في نادي مكة الثقافي الأدبي صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة نائباً عن ولي العهد آنذاك صاحب السمو الملكيْ فهد بن عبد العزيز عاهل البلاد اليوم ألقى الشاعر بصفته رئيس النادي هذه القصيدة.
في بلاد الأنفاق، والإنفاق
تتلاقى الأعناقُ بالأعناقِ
تلك من فطرة الطبيعة في الإسـ
لام يعيش الأخوان كالعُشاق
فاعذروني؛ إذا هويت بلادي
أنا أهوى طهارة الأحداقِ
* * *
وأنا اليومَ - والأميرُ يُوافي،
لا أداري السرور في أعماقي
نشوة الحبِّ حين يشمله الحبُّ
بفيض من المعاني الرِّقاق
لستُ أنسى ما قد حييتُ وأر
ويها، لتحيا من بَعْدُ - في الآفاق
حينما قلتَ: وابتسامَةُ وُدٍّ
تتهادى في وجهك الدَّفاق
(على خَشْمي)، وليس في لغة
الضادِ أحلى منها على الإطلاق
عزّة للكريم تخفض جَنْبَيْها
استجابت للحبّ بالإشراق
أدبْ فائق، وذوق لطيف
واحتفاء بالعلم حلو المذاق
كيف لا تملأ القلوب حوَاليك
احتراماً يَلْتَفُّ بالأشواق
لست أنسى ما قد حييت، وأر
ويها، لتحيا - من بعد في الآفاق
حينما قلتَ: والخشوع بعينيك،
ونَبْضُ الإيمان في الأعراق
هذه (مكة الحرام) عَرَتْني
عندها هزّةٌ من الإشفاق
واحتواني البكاء من رهف الحس
حياء من ربّها الخلاّق
حينما اختارني المليكُ إليها
وتلوتُ الكتابَ في إغراق
والمليك العزيز يمنحني العبء
فأعطى عهدي على الميثاق
خدمة (البيت) والوفود وأهليه
حياتي وذمّتِي ووثاقي
* * *
صَدَقَتْنا فيك النُّبوءةُ - إذ سمّا
ك فأسمى - من ماجدٍ عملاق
هو من وَحَّد (الجزيرةَ) (بالتـ
ـوحيد) وأعلى منارها بالوِفاق
عبقريٌّ في حلمه والمعاني
عبقَريّ العطاءِ والأخْلاق
لستُ أنسى ما قد حييتُ وأرويها،
لتحيا - من بعد - في الآفاق
حينما قال: - والرِّجالُ شهودُ
- لأبي - بعد جفوة وانْغلاق
يُشْهِدُ (الربْعَ) أنه قد عداه
نحوه الرأيُ من جُناةِ النفاق
(أنا أرجو منك السماحَ وفي
الله)، عظيمٌ على عظيم المراقي
وبهذا ضَمَّ القلوبَ إليه
وطوى الأرضَ - تحته - في اتساق
* * *
هو (عبد العزيز) من وَرَّثَ المجدَ
وأزجى (لخالدٍ) بالباقي
وهو منه - في نفسه وهداه
بَضَعة من جَنانِه الخفّاق
قائدُ الركبِ والمسيرة في الخير
زكيُّ الفؤاد، والإنفاق
لستُ أنسى - ما قد حييت -
وأرويها، لتحيا من بعد - في الآفاق
قطراتٍ من الدُّموع تَدَفَّقْنَ
ضياءً على كريم المآقي
في كثيرٍ من المواقف عَزَّتْ
فوقَ كلّ الكلام والإغْداق
وَحْدَها كانت المُعَبِّرَ صِدْقاً
عن فؤاد الكبير عند التلاقي
* * *
وأخوه (الفهد) الذي احتضن
العلمَ ورَوّى حِياضه بالسواقي
ورعاها منارةً بعد أخرى
تتسامى كالكوكب البرّاق
وهو - اليوم يكرم العلم والآداب
بهذا اللقاءِ بعد انبثاق
إنّ هذا (النَدىّ) في مشرق النـ
ـور انفتاحٌ من وَعْيه التَّواق
مَجْمَع للقلوب، يَأْتَلِفُ الأفكارَ
جديداً خيراً بخير العِتاق
وَزَها مثلُه على كل صِقُع
من بلادٍ مَوصولة كالعِناق
لَمْ نَزَلْ راغبين فيه مزيداً
فعطاءُ الرِّجال دون فَواق
لست أنسى ما قد حييت،
وأَرْويها لتحيا - من بعد في الآفاق
كلماتٍ هُنّ السخاءُ إذَا يُذْكَر
إسمي من رَحْبه في سياق
هي عندي أبقى الثراء، فما
أطلب شيئاً من بعدها غيرَ باقي
* * *
أُعْذُروني، فإنني أَزِنُ الأشياءَ
بنُبْلِ المعنى وطيبِ المذاق
ذاك ما يملأ الشعوبَ وفاءً
بوفاءٍ، ودَفْعَةً في السِّباق
* * *
نحن أحرى به، فما هو إلا
من تُراث الأسلاف والأعلاق
نحن أحرى به، لنُدرِكَ ما فا
ت لطول المَدَى وبُعْد اللِّحاق
فالمعاني إلى العروق غِذاءُ
وغذاءُ الأجساد في الأعراق
هكذا كان شأننا يوم كنا
كيف كنا من عزة وانطلاق
هكذا حين يأَتَلِفُ الحبُّ
وحُكْمُ النُّهى مع الإيمانَ أَنْجَعُ التِّرياق
هكذا نَرْقُب الغداةَ ليمضي
رَكْبُنا مسرعاً بعزم دِهاق
بارك الله كُلَّ سَعْي حميدٍ
ورعاه بفضله المِغْداق
وتولَّى الوُلاةَ بالرُشْد والتوفيق
رُواقاً من عند خير واقي
وشعوبَ الإسلام في موكب العِزِّ
صفوفاً من الهُدى والرَّفاق
أمةً تَصْنَعُ العلاءَ، وتحيَا
تتهادى مكارمَ الأخلاق
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :895  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 133 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج