شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
[قبل موتي]
لا تسلني عنِ الكلامِ المباحِ
ودعِ البثَّ والجوى والنُواحِ
أنا ملّيتُ غربتي وشحوبي
في حياة مسكونةٍ بالجِراحِ
عشتُ عمراً كأنه ألفُ عامٍ
وانتهى راضياً طليقَ السَرَاحِ
وتأملْ لما أقولُ مليّاً
لاقترابي مِن عالَمِ الأرواحِ
جفّ دمعي وقد عشقتُ مَلامِي
وهو ما زالَ قُوتِي للنجاحِ
* * *
لا أريدُ النِفاقَ في يومِ موتِي
والعويلَ المقيتْ حينَ رواحي
ومواساةَ شامتٍ ومحبٍ
ومعاناةَ واجبُ الأتراحِ
وخطى الركبِ وازدحاماً مملاً
وضجيجاً إلى مقرِ ارتياحي
* * *
يا أعزاي والشجاعة إرثٌ
وهي زادي وعدتي وسلاحي
لن أهابَ الردى وهذا مصيرٌ
قدرَ كائنَ ولا من مِزاحِ
أنتموا مهجتاي يا كلَّ من لي
فاستروني من سكتةِ الإفصاحِ
وخذوني بالصمتِ في كلِّ حِذرٍ
كعريسٍ مستأنسٍ بالصباح
نحو ذاكَ المَقامِ هذا مَرامي
فالصلاةَ الصلاةَ قبل المراحِ
وادفنوني بحكمةٍ واصطبارٍ
ويقينٍ وعزةٍ وانشراحِ
واستريحوا ففي الحنايا وجيبٌ
واجعلوا منزلي بقربِ المِلاحِ
واعذروا عاتباً إذا قال عذلاً
غاضباً ساخطاً..بكل ارتياحِ
ثم قولوا: وصية لأبينا
واختياراته فما لنا من جناحِ
وأثبتوا والقرار هذا قراري
وارحموني من وطأة الإلحاحِ
كم تصورتُ نضرةً وسروراً
وحياةً تضجُ بالأفراحِ
قدري باسمَ لكلِ خلافٍ
ألفُ أواهُ من هُبوبِ الرياح
أرهقتني طفولتي ومشيبي
هل يلومُ المصابُ غير الصِحاح!
يا لحظي فكم رماني رامٍ
ثم هادنْته بكبحِ جِماحِي
ما تغيرتُ عن وفائي بتاتاً
أو جعلتُ الجراحَ رهنَ التلاحي
ونصيبي أنينَ عسرٍ ويسرٍ
وحياتي قريرةٌ بالمُتاحِ
ورجائي أن يغفرَ اللَّهُ ذنبي
يا مُجيري فأنتَ أهلُ السماحِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :666  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 87 من 108
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.