شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الانتقال إلى بيت جديد بالقرب من القلعة
تملكه عجوز اسمها ((لتافت باجي))
كان واضحاً، إن سكان الزقاق أو العطفة، التي استأجر فيها جدي البيت الذي آوينا إليه أخيرا في حلب، لم يسبق أن شهدوا فيتون الكيخيا، الذي يجره حصانان مطهمان، ويقوده عربجي له كل ذلك المظهر المنتفش بشاربيه المعقوفين، وقبعته من الفرو البني، ـ وقد عرفت فيما بعد من أيام العمر أن اسمها التركي (كالبك) ـ يرتفقه ذوو الحيثية والمكانة من الناس، فإذا ارتفقه (العربجي)، فإن ذلك لا يعني أقل من أن صاحب العربة واحد من أكابر الناس وعظمائهم.
وفي اللحظة التي وقف بنا فيها الفيتون أمام باب البيت الذي أسرع جدي فهبط من مقعده وفتح بابه، كان الذين تجمعوا حولنا من الأطفال، وحتى الرجال، يتساءلون متهامسين عنا: من نحن؟؟؟ من نكون؟؟؟ ومن أين جئنا؟؟؟ وكانت الشمس قد مالت إلى الغروب، وبدأ الظلام يتسلل إلى مسارب العطفة. وحين شرع جدي يتناول من العربجي المنتفش طرود المراتب، والصندوق الأسود، وبعض المتعلقات الصغيرة، كانت أمي، وخالتي، قد دخلتا البيت، ويبدو أني كنت مرتاحاً إلى الجلسة في مكاني من الفيتون الفخم، إذا لم أهبط إلى أن فتح جدي باب العربة، وهو يقول:
: ـ. ادخل... نادي لتافت باجي... هِيّه يمكن فوق.
ودخلت دهليز البيت... ورفعت صوتي بالنداء.. لَتافَتْ باجي.. لَتافَتْ باجي... ووجدت أمي، ترفع هي الأخرى صوتها بالنداء... لنسمع أخيراً صوتاً مرتعشاً يؤكد أن صاحبته عجور وأنها آتية.
ولم يطل انتظارنا، إذ رأينا هذه العجوز السوداء، في أعلى السلم، على أرنبة أنفها الأفطس نظارة بيضاء، وقد لفت رأسها بما يشبه عمامة سوداء، يبدو منها شعرها الأبيض، تتوكأ على عكاز، بذراعها اليسرى، وفي يدها اليمنى مصباح صغير يكاد لا يملأ كف يدها، ولكنه يضيء طريقها في هبوطها إلينا... ولم تكد ترى أمي وخالتي والرضيع، وأنا إلى جانب جدي، حتى أخذت ترحب بنا بلغتها التركية، وبعبارات الترحيب المألوفة، ثم استدارت، وأخذت تمشي أمامنا إلى باب، فتحته، وهي تكرر ما معناه: (تفضلوا...).
كانت غرفة فسيحة، خالية من الأثاث تماماً، ولكنها نظيفة، أرضها مبلطة ممسوحة وجدرانها بيضاء لا أثر فيها للغبار أو أنسجة العنكبوت، مما يدل على أنها بذلت جهداً طيباً لاعدادها للمستأجر... لم يكن في الغرفة ما يمكن أن نجلس عليه، وكانت خالتي ورضيعها في يدها، مرهقة تتلاحق أنفاسها،... لم تستطع أن تظل واقفة، فرأيناها تكاد تسقط أعياء... رأتها العجوز، فأسرعت إليها تسندها وتساعدها على الجلوس على الأرض... كما أسرعت أمي، ومعها جدي، يفككان المراتب... ويفرشان احداها، ويساعدان خالتي على الانتقال إليها. كان جو الغرفة حاراً، والمصباح الصغير، في يد العجوز يكاد لا يضيء من الغرفة إلا المنطقة التي تقف فيها العجوز...، بحيث كنا نبدو في مواقفنا في أطرافها كالأشباح... ولأول مرة رأيت جدي يلتمس مكانا للجلوس إلى جانب خالتي... كان هو أيضا مرهقاً يتصبب من جبينه العرق... التفت إلى العجوز، وأخذ يحادثها بالتركية التي يبدو أنها لا تتكلم سواها.. فاتجهت إلى جانب الغرفة مما يلي الباب، حيث فتحت نافذة عريضة تطل على الدهليز أو هو الفناء الصغير، واتجهت إلى الجانب الآخر المقابل، وأشارت إلى جدي أن يفتح درف نافذة لا تصل إليها بقامتها القصيرة... وتنفست الغرفة، إذ تخللتها نسمة باردة انعشتنا.
ظلت تلك العجوز السوداء لغزاً طوال تلك الليلة، إذ لم أعرف علاقتها بهذا المنزل وإلى أن غلبني النعاس، كنت أنتظر وجبة العشاء التي لم أر لها أثراً... كما لم أر حتى محاولة تجهيز أي شيء يؤكل... وحين أغمضت عيني، كنت أتساءل، أين هذا المكان، الذي أوينا إليه في هذه الليلة، من ذلك القصر الذي غادرناه.. وعلى الأخص تلك المائدة الحافلة بألوان من الطعام نتحلق حولها في المساء على أضواء تلك المصابيح الضخمة بزجاجاتها الملونة المزخرفة... وأين أولئك السيدات، في ملابسهن الزاهية، ومعهن (مطيعة) بضفائرها الطويلة، من هذه العجوز السوداء، وفي يدها هذا المصباح الذي يكاد لا يملأ كف اليد.؟؟؟
استيقظت في الفجر تقريباً، على حركة جدي الذي رأيته يحمل ابريقا ويخرج من باب الغرفة وحين أدرت بصرى حولي رأيت أمي، وخالتي نائمتين وإلى جانب الخالة ابنها عبد المعين، أما أنا فيبدو أني نمت إلى جانب جدي الذي رأيت مرتبته مما يلي النافذة العريضة. كانت بقايا الظلام ماتزال تستقر في أركان الغرفة... وذلك المصباح الصغير الذي كانت تحمله تلك العجوز السوداء، موضوعا على الصندوق الأسود.
نهضت من الفراش ولحقت بجدي، الذي رأيته في الفناء أو الفسحة الصغيرة والابريق في يده، يريد أن يقضي حاجته ويتوضأ للصلاة... لمحني... والقى عليّ نظرة أحسست أنه يفكر في أمر له علاقة بي... اقتربت منه، فقال:
:ـ. هيا... اطلع فوق... وأنا معك.
واستلمت السلم، وأخذت اصعد درجاته القليلة لأقف أمام الباب المغلق.. التفت إلى جدي الذي كان يتابع خطواتي... وقفت متسائلا، عما ينبغي أن أفعله أمام هذا الباب المغلق... أشار بيده أن أطرق الباب.. وما كدت أطرقه مرة وثانية حتى انفتح.. لم يكن مغلقا... كنت أتوقع أن تكون تلك العجوز السوداء هناك... ولكن لا أثر لها... أخذنا نتجوّل في المكان... أكثر من غرفة... كلها بادية النظافة وقف جدّي أمام احدى الغرف، ودخلها ثم فتح درف النافذة وقال:
:ـ. خديجة... وعبد المعين... هوا... شمس.
ثم رفعني بيديه إلى مستوى النافذة.. وهو يشير بأصبعه ويقول:
:ـ. قلعة... قلعة حلب.
ورأيت منظر هذه القلعة جبلا عاليا ممتدا يكاد لا يستوعبه النظر، ويحجب الأفق. فالناظر يكاد لا يرى ما وراءه أو ما يرتفع عنه، وفيه، على امتداده عرضا وارتفاعا، مبان تبدو كأنها محفورة في قلب الصخر..
وحين عاد فأوقفني على أرض الغرفة، وكان الذي يشغلني تلك العجوز السوداء، أين هي يا ترى؟؟؟ وإذا لم تظهر، فمن الذي سيجهّز لنا وجبة الافطار؟؟؟ في بيت الكيخيا، كنت لا أكاد استيقظ واخرج إلى تلك الحديقة الغنّاء، حتى اسمع من يناديني لهذه الوجبة، ويسمونها ((كسر الصفرة)) وأجد مقعدي إلى جانب مطيعة وفي عينيها لمسة نُعاس وكسل... وتلك الألوان من المآكل ومنها الدبس واللبْنة، وأكواب الحليب، والشّنْجليش، وأرغفة الخبز التي تعد في المنزل ويسمونها ((الخبز التنّوري))... وهانحن في منزل هذه العجوز السوداء، ولا شيء يدل على أننا سنأكل شيئا ـ أي شيء ـ ولم أنس أننا لم نتناول شيئا حتى الماء منذ دخلنا هذا البيت..
وهممت أن أسأل جدي، ولكني كنت قد نسيت تماما اسم العجوز... ومع ذلك وجدت نفسي أقول له:
:ـ. هيّه فين؟؟؟
:ـ. في بيتها
: ـ. وفين بيتها؟؟؟
واكتفى باشارة من يده فهمت منها أنها تسكن بيتا بجانبنا، ورفع بصره إلى النافذة وكان ضوء الفجر الآن، يملأ الأفق، فأسرع وفي يده الأبريق، وفتح بابا صغيرا دخل منه إلى حيث قضى حاجته وتوضأ وأسرع فخلع جبّته، وبسطها وبدأ الصلاة.
ودون أن يوقظ أمي، همس يأمرني بأن ارتفق حذائي... وانحنى يساعدني على ادارة اربطته وبهدوء أخذ يدي في يده وخرجنا إلى الشارع... ولم ينس أن يغلق الباب، ويدير مفتاحه بإحكام وانطلقنا نخرج من العطفة إلى الشارع على امتداد القلعة... يبدو أن الوقت كان مايزال مبكرا... كان الذين يمشون على الرصيف الحجري الطويل أمامنا، عدداً قليلاً من الناس... أغلبهم في اسمال بالية، على أكتافهم حبال أو ما يشبهها... حركتهم بطيئة متكاسلة... منهم من يمشي في نفس الاتجاه الذي نمشي فيه ومنهم من ينطلق في الاتجاه المضاد... ولم يطل بنا المسير لنرى تلك العربات الطويلة التي تحمل جثث الموتى... عربتان... ثلاث... ثم صف طويل منها فيها جنود مدججون بالسلاح... كانت رائحة جثث الموتى لا تطاق... كان واضحا أن الموتى جنود أيضا... وقبل أن يمر هذا الموكب الرهيب، ملأت الجو جلبة عربات لا تجرها البغال أو الخيل... عرفت مع الأيام أنها سيارات... يقودها ويرتفقها جنود مججون بالسلاح أيضا... قال جدي وهو يرامقهم بنظره.
:ـ. ألمانْ... ألمانْ...
لم أكن أدري إلى أين يذهب جدي في هذا الوقت المبكر من الصباح... إلى أن وقف أمام بوابة كبيرة، يقف أمامها خلق كثير... في أيديهم محافظ أو دفاتر في حجم جواز السفر... ما كاد جدي يتسلل بين الواقفين حتى عرفه أحدهم، ثم آخر... ثم ثالث... كانوا من أهل المدينة...... ولكن ما أشد هزالهم... وشحوب وجوههم... اغلبهم يلف رأسه بخرقة أو قطعة بالية من القماش... واحد فقط كان يعتمر ((العمامة المدنية)) ولكن بدون جبة... رأى جدي فأسرع إليه يصافحه ويتحدث معه بالتركية... وناول جدي المحفظة التي يحملها. وهو يكرر عبارات الشكر.
كانت المسألة كلّها استلام الجراية من خبز الشعير وعلب اللحم المفروم، والقِنّيطة. وكان هؤلاء المتزاحمون على البوابة، يتلاحقون في الدخول، وليتناولوا من رجل يطلع على هذه المحفظة ثم يأمر أحد الواقفين إلى جانبه، بتقديم العدد المقرر من أرغفة الخبز ((من الشعير)) وعلبة اللحم المفروم... والعدد المقرر من ((القِنّيطة))... كان واضحا أن هؤلاء كلهم من أهل المدينة الذين هجّرهم فخري باشا، إلى الشام، ومنها الآن إلى حلب.
وضع جدي جرايته، في كيس كان مطويا تحت ابطه.. وتناول يدي في يده وخرجنا، إلى الشارع... كان الآن أكثر ازدحاما بالناس، وبمسيرات الجنود وبالعربات تنقل جثث الموتى.. وبالسيارات التي يرتفقها ويقودها أولئك الذين قال جدي أنهم ((ألمانْ)). وتوقف جدي يسأل عن السوق أو عن دكاكين تبيع ما أدركت أنه يريد شراءه من مأكولات... أشار له أحدهم إلى عطفة مسقوفة دخلناها لنجد صفين من الحوانيت الصغيرة، ومعروضاتها من الخضراوات، والجبن ومَرْطَبانات تعلمّت مع الأيام أنها لزيت الزيتون... والزعتر، ومخلل الفلفل... كان جدي يتوخى أن يجد البيض، والخبز من القمح أو الدقيق الأبيض، ولكن لم يكن في أي دكان شيء من هذه الألوان...
... كان يحاول أن يستفسر عن السوق الذي يجد فيه المأكولات،... وقف أمام صاحب دكان أمامه، وأخذ يتكلم بلغته العربية الضعيفة، والتي تؤكد أنه لا يعرف الاّ التركية... ما كاد يلفظ بضع كلمات، حتى وقف إلى جانبه شاب... ثم آخر... ثم ثالث... ثم لحق بهم، رجل يضع على رأسه عمامة تشبه العمامة التي يرتفقها جدّي... كان الشبان ينتهرون جدّي يرفعون أصواتهم بكلمات عربية فهمت أنا منها أنهم لا يريدون سماع اللغة التركية التي يتكلمّها... كانت الدهشة بادية على وجه جدّي، إذ يبدو أنه لم يواجه موقفا كهذا قط... كان الشبان صغارا، أحدهم دون الحلم، يرتدون سراويل واسعة ولكنها ضيقة في اتجاه الساقين، وأقمصة من قماش مخطط بالوان، وعلى رؤوسهم قبعات ذات نهايات كالطرطور... واستطاع الرجل أن يفض الاشتباك، منتهرا الشبان، في اشتباكهم مع رجل في عمر جدّهم بكلمات مثل: ((عيب... حرام... رجل غريب...)) الخ... وعندما انصرفوا جعل الرجل يحدث جدّي بلغة تركية، وهو يرافقه في خروجه إلى عطفة أخرى في السوق المسقوف.. ولعله كان يطيب خاطره ويلتمس لتصرفات الشبان عذرا.... أنا من جانبي لم أفهم شيئا بالطبع... ووجد جدّي ما يريد شراءه... قطعة الجبن... والبيض... وكمية من السكر أسمر اللون، وأربعة أرغفة صغيرة من خبز القمح... وفي طريق عودتنا إلى المنزل على امتداد المساحة التي تحتلها القلعة، رأينا نفس المشاهد... عربات نقل الموتى.. جثث بلا أكفان... متراكمة في تلك العربات... واضح أنها ليست لجنود... خطر لي أن اسأل جدّي.. من أين يجي هؤلاء والى أين يذهبون بهم؟؟؟ ولكنه كان بادي الانفعال والغضب... اعرف ذلك حين أرى حاجبيه يتجمّعان، على أعلى أنفه، وكأنهما ينتفشان... فالتزمت الصمت... ولم يطل بنا المسير لنرى صفا طويلا من عربات تجرها البغال... عربات تحمل ما عرفت مع الأيام انها مدافع طويلة المواسير لامعة السواد، ثم عربات أخرى... سيارات فيها اولئك الألمان... وأعداد كبيرة من الجنود، وأنواع من الأسلحة... كلهّا تتجه في محاذاة القلعة إلى نفس الاتجاه الذي نسير فيها...
عندما فتح جدي باب المنزل بالمفتاح الذي يحمله، كانت أمي والعجوز السوداء في الفناء الصغير... تتحدثان باللغة التركية... رحيت العجوز بجدي، وقالت أمي وهي تبتسم:
:ـ. لتافت باجي، يابويا، جابت لنا حليب لعبد المعين... وبيض لخديجة... والشاهي كمان.
وقالت العجوز السوداء، كلاما طويلا، لم أفهم منه شيئا... ولكن لا شك أنه ترحيب ومجاملات وشيء من هذا القبيل... وكان جدي وفي وجهه الكثير من الامتنان... وعندما دخلنا الغرفة وتحلقنا حول ما بسطته أمي ((كمائدة))، وجالستنا العجوز... وقالت أمي وهي تلتفت إلى العجوز:
: ـ. يابويا.. لتافت باجي بتقول... العرب كلهم بيحاربوا عساكر السلطان.
: ـ. العرب كلهم؟؟؟ غير صحيح... عرب في مصر... عرب طرابلس الغرب... عرب في اليمن... عرب في بغداد... كلهم... كل المسلمين في الدنيا... يساعدوا.. يحاربوا الكفار... انكليز... نصاري.. يونان.. بلغار...
ويبدو أن لتافت باجي لا تجهل اللغة العربية، إذ أخذت تقول بلكنتها وصوتها المرتعش:
: ـ. عرب في الشام... في حماه... كمان في حلب... أطراف.. طرق.. كله.. كله:
وقطع الحوار فجأة صيحات بكاء عالية التفتت معها لتافت باجي، وهي تقول:
:ـ. مات!!! إنا لله وإنا إليه...
وسألها جدي، وأمي، وحتى خالتي، في تفجّع ورعب...
:ـ. مين؟؟؟ مين اللي مات؟؟
نهضت لتافت باجي مسرعة وهي تقول:
:ـ. أبوداود... داود... كمان عبد الرحمن... تيفوس... تيفوس... اللهم احفظنا يارب مسكين...
وأخذت تقول كلاما طويلا... فهمت فيما بعد أن ((أبو داود)) هو أحد الجيران.. وان ابنيه داود، وعبد الرحمن، قد ماتا بحمى التيفوس... وهو أيضا... ولكن المشكلة هي إن عائلة هذا الرجل... لم يبق فيها رجل... وزوجته العجوز... وبنتاه الصبيتان فقط... فمن يجهّزه ويقوم باجراءات دفنه؟؟؟
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :751  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 86
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 1999]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج