شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- لَبِيْد -
وذهبت أزور شيخاً من أشياخنا الفقهاء يعجبك إذا تحدث؛ لأنه ذو لسان إذا ما انطلق يطلق عقال فكرك سواء كنت إيجابيًّا مع حديثه أو سلبيًّا ضد حديثه.. ولكن موقفي معه في المرة الأخيرة التي ما جفوته وإنما هو الذي جفاني، لأني لم أسكت عن التوضيح لخطأ برز منه، فقد أنشد البيت للشاعر الجاهلي الإسلامي لَبيد بن ربيعة رضي الله تعالى عنه، فقال الشيخ وقد أزمع أن ينشد البيت: (( أصدق كلمة قالها شاعر وليس هذا كلامه وإنما هو من حديث خاتم الرسل سيدنا صلَّى الله عليه وسلم.. فقد قال عليه الصلاة والسلام أصدق كلمة قالها الشاعر وهو يعني بيت لبيد بن ربيعة )) .
ألاَّ كل شيء ما خلا اللَّه باطل
وكل نعيم لا محالة زائل
وما كنت أحسب عن الشيخ يجهل أن لَبيداً أسلم فأصبح من الصحابة، فقلت رضي الله عنه، فقال الشيخ: أتترضى عن جاهلي مشرك؟ فقلت إنه صحابي. فقال الشيخ.. أو تكذبني؟
ـ قلت: إني أضع الصواب مكان الخطأ.. فسيدنا لَبِيد صحابي، فغضب الشيخ.. وما أحسبه إلا وقد عرف ما قلت ولكنه لم يعلن اعترافه بالذي عرف وزاد غضبه.. فقلت لديك المكتبة، فأسماء الصحابة موجودة تدلك. ولعلّ في يد ابنك كتاب جواهر الأدب لأحمد الهاشمي المصري.. وهو كتاب حديث فيه الصواب ثم أنشدت لأبرهن.. أنشدت قول لَبِيد:
الحمد للَّه الذي لم يأتني أجلي
حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
وثنيت بقول لَبِيد: ((الحمد للَّه الذي أبدلني عن الشعر بالبقرة وآل عمران)) وخرجت مودعاً.. ولمَّا يهدأ الشيخ بعد.. فقد كان صعباً أن أسكت عن كل ذلك.. فإخراج لَبِيد من الصحبة والإسلام أمر لا يطاق ثم هو الحق وهو أكبر من الشيخ.. وأحرى بأن لا يجبن العرف عن رد الجهل.. ولم يسكت الشيخ، فقد شكاني إلى أستاذي الذي يختصني بالتلمذة ويمنحني العلم.. شكاني إليه عن سوء أدبي معه، فإذا أستاذي السيد محمد صقر يناديني ((تعال يا واد)) حتى إذا أقبلت أقبل يده منع يده قائلاً:
((ليش تسيء الأدب مع الشيخ؟)).
قلت: أترضى أن يُساء الأدب مع لَبيد بن ربيعة يصر على أنه جاهلي مشرك؟
فقال أستاذي وهو يَربت على كتفي.. لا أدب مع من يسيء الأدب.. وهكذا يتعذب طالب العلم مع بعض من يستكبرون بما علموا.. ولا يقتنعون بأنهم قد يجهلون..
ومضت أيام فإذا الشيخ - يرحمه الله - يقبل عليّ وكأنه قد نسي ما كان.. لأنسى ذلك الذي كان.. فقبلت يده وأصبحت أنا التلميذ وما زال هو الأستاذ..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :663  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 631 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج