شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الجاه
وبعض الذين أنعم الله عليهم بما يملكون من مال، وبما هو من نعمة الخالق الكريم، وتلك هي المروءة لا يبخلون على من تستأهل مروءتهم، سواء أكان العون كثيراً أم قليلاً.
ومن المروءة أيضاً أن يكون لواحد منا نعمة الوجاهة، تلبسه جاهاً يتوجه به إلى من يستأهل العون، وقد كان هذا الجاه ضروريًّا أيام كان الحكم فوضى، ينجو منه من له عزوة، ولو كان ظالماً وينصرد على المستضعفين، ولا أريد أن أتكلم عن وجاهة المال وإنما هو عن وجاهة القيمة لرجل برز بين قومه بالوجاهة والجاه، فانتصب لا يبخل على أحد من المستضعفين الغارمين بالشفاعة لدى من له حق عند هذا المستضعف.. كدين مقابل رهن، أو كزلة لسان على كريم فإذا هو يخاف التأديب من عزوة هذا الكريم. وفي عهد شبابي وقبل هذا العهد الكريم، عرفنا رجلين من أصحاب القيمة والقيم. فأحدهما لم يتورط بشفاعة لأي أحد فلا هو يضر ولا هو ينفع بشفاعة فابتعد عنه المستشفعون، فإذا هو بعيد عن أي تورط من ظالم لا يقبل شفاعته ورجل آخر ما أحسبه يوماً تخلى عن بذل الجاه حتى في تأجيل الثأر أو القصاص، ذلك كما كانوا يقولون إنه العاني والعفو من صاحب الثأر أو تأجيل الأخذ.. ولكن هذا الرجل تقدم إليه مدين رهن عقاره عند دائنه فذهب إلى الكريم يشفع له عند الدائن، ليؤخر بيع الرهن فلا يستصدر الحكم من القاضي واعتمَّ الكريم وذهب إلى الدائن يرجوه أن يؤجل بيع الرهن ليسحب شكواه، فقال له الدائن: اشرب القهوة. فقال الكريم لا، حتى تقبل شفاعتي، فقال شفاعتك مقبولة إذا جئتني بضامن، فقال سآتيك به فقال الدائن: لا أقبل ضامناً غيرك.
وكانت مكرة من الدائن، وشرب الشفيع القهوة، لأنه لا يستطيع أن يكون ضامناً وما قبلت شفاعته وكان هذا درساً جعله بعد لا يتورط بمثل هذه الشفاعة، إن الجاه نعمة ولكن السرف في استعماله ورطة ولا أدري لماذا كتبت هذا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :671  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 629 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج