الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > كتب للبيع

كُتب للبيع

والغربلة اليوم عن التفاوت بين الكاتب والناشر وعن التهافت من القارئ على المكتبة، كما هو بين الأسعار المتفاوتة، في مكتبة سعر مرتفع وفي أخرى يكاد يكون نصف السعر، وما تعودت أن أنشر الغسيل، ولكن الأمر حين تعلق بالكتاب والكاتب والناشر والمكتبة فلا محيص من أن ألمس بطرف الشرح لهذا التهافت والتفاوت. ولقد سألني أحد الصحفيين الزحفيين عن معايشتي مع بعض الناشرين سواء كان طابع الكتاب أو بائع الكتاب، فأجبته باختصار دعني على طريقتي أقتنع بالأصدقاء وإن لم أعانق الأصحاب، فلست في حاجة إلى أن يكون عليَّ من يغضب، فأنا في حاجة إلى الرضا أبتعد بذلك عن إغضاب أحد، بينما الوضع هو أن ناشراً قد تكلف الطبع فلا بد له من رد ما صرف والكسب من وراء ما طبع أو نشر. ولكن المفارقة بين سعر الكتاب في إحدى المكتبات وسعره في مكتبة أخرى. تقدمت أشتري أكثر من نسخة أقتني وأهدي، تقدمت أشتري الكتاب مناقب عمر بن الخطاب للإمام ابن الجوزي، فإذا هو في مكتبة اشتريت منها ما لا أكتفي به، ولكي أكمل ما أريد ذهبت إلى مكتبة، فإذا سعر الكتاب فيها يكاد يكون نصف سعره في المكتبة الأولى، الطبعة واحدة، والتجليد واحد، ولكن السعر اختلف، فسعر النصف لم تبخس المكتبة ربحها. وسعر الضعف اكتسبت المكتبة أضعاف الربح. وتقدمت أشتري كتاباً طبع في خمسة مجلدات. فإذا هو لا يرتفع سعره، يصل إلى المئة، بل كان سعر المجلد أقل من عشرين ريالاً وسألت مكتبة أخرى فإذا سعر المجلد قد بلغ الثلاثين ريالاً، وبصراحة فكانت الزيادة في سعر المجلد ثلاثة عشر ريالاً فلو زدت عشرين ريالاً على ثمن هذا الكتاب في المكتبة المعتدلة لاشتريت نسختين. إن هذا الوضع يحرم القارئ من شراء الكتاب إذا اقتصر على المكتبة التي ارتفع تسعيرها للكتاب، ولقد تصرفت حيناً دونما تطرف على صورتين: الأولى أن أتسعر الكتاب بأكثر من مكتبة لأجد الأقل ثمناً لو كنت غير مولع بإهداء الكتب لما عنيت بذلك، والصورة الثانية على طريقة المزاح مع الناشر والمكتبة، أن أجلس في الشارع أمام بيتي أبيع الكتاب الذي ألفت أو الذي جمعت منادياً (( كتب للبيع )) لأتخلص من الخلاف مع الناشر الذي يبيع الكتاب. ونحن يعاب علينا أنا لسنا القارئين، وهذا التصرف الذي شرحت يحرم من يقرأ ليصدق قول العائبين فمعذرة للناشر والمكتبة.