شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الضيم
ـ ((وتلفن)) إلي يستحضرني إلى مكتبه، أتلقى أمراً أو أجيب عن وضع ولما يبدأ سائلاً أو آمراً أمسك سماعة التلفون.. تستريح على أذنه قليلاً أو هو يستريح يفكر فيما يأمر فإذا هو يطلب كاتبه.. يقول له اذهب إلى المستشفى اللبناني وادفع تكاليف العلاج لفلان.. بل واذهب بنفسك إلى المستشفى تسأل عن هذا المريض، فلعلّه بعد خروجه يسافر وسأخبرك بعد ماذا تصنع له؟..
وتكلم مرة أخرى يأمر بمثل هذا العطاء لفلان آخر، وكنت أسمع على مضض لأن هذين الفلانين لم يكونا من الشاكرين بل كانا من المنكرين عليه والمنفرين عنه.. واستأذنت أعود إلى بيتي فإذا هو يدعوني أتناول الغداء معه كأنما صنع من التصبر قد أكربه وإن تخفف بالعطاء.. فالتصبر ثقيل على الأكرمين أما العطاء ففيه عطاء التنفس من الكرب.. لأن ما يؤذي الكريم أن لا يجد شاكراً لما يصنع.. وقد قلت مرة إن الشاكر للمعروف هو القادر على صنعه لو استطاع.. أما من ينكر المعروف فهو العاجز عن صنعه.
وذهبت أصاحبه إلى المائدة فنظرت فإذا هو قد علق لوحة مكتوب عليها شعر بخط جميل لوّنت مذهبة.
وقرأت القطعة الشعرية فإذا هي التي تنسب إلى المفوه الأودي إن لم أكن قد نسيت.
وإن الذي بيني وبين بني أبي
وبين بني عمي لمختلف جدا
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم
وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
إلى أخر هذه القطعة.. رائعة الحكمة. فقلت له: لم تعد هذه تصلح لك، ليتك إن لم ترفعها من مكانها.. تضع بجانبها لوحة أخرى مطرزة بهذين البيتين للسموأل بن عاديا ((صموئيل)) العربي السلولي الذي تهود.. صاحب القصر المنيف في تيماء..
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
فليس إلى حسن الثناء سبيل
قال لماذا؟ قلت: لأن الضيم صنع منك هذا الرجل قال: ((لا تحملني أن أغيظك))، فإني قد جلبت بما أنعم الله علي أن أكون في موضع أدفع فيه ضريبة.. زكاة.. شكراً لأنعم الله.. فمن هو؟!
هو يعرفه أصدقاؤه.. هو من افتقده أعداؤه لأنه إن لم يكن حياة في أصدقائه فقد كان عيشاً لأعدائه يكسبون من وراء الذم وما أكثر الذين مارسوا السباب عليه حتى نالوا الثواب من كارهيه.
إنه محمد سرور الصبان يرحمه الله!!
إلى الكاتبة المكية التي تكتب بجريدة الندوة باسم سميرة زيدان أرجو أن يكون توقيعها بإضافة اسم الأب أو الجد حتى يكون التفريق بين اسمها وبين اسم ابنتي سميرة محمد حسين زيدان لأن الالتباس قد كثر عنه سؤال الناس.. هذا رجاء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :671  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 496 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج