شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مع الأجيال
ـ وتختلف الأجيال في طموحها وعواطفها وأمانيها وحتى فيما يرضيها أو يغضبها.. فالجيل الذي قبلنا كان يعيش الخوف كل قرية مدينة، كل مدينة إقليم.. فلقد فرض التخلف الاختلاف فرقة وشتاتاً، فلا تجد واحداً من ذلك الجيل إلا ويعيش القناعة، دون إقناع؛ كأنما كل شيء قد فرض عليه.. فإذا الخوف يمنعه من الرفض وجاء جيلنا لا يعيش الخوف، فكل مخافة له هو في أن لا يستتر به الحال. فالتطور يتلاحق فأصبحنا نفرق بين ما يغضب وما يرضي، إذا ما لبسنا القناعة كانت عن اقتناع. وإذا ما رفضنا الاقتناع. كان الامتناع بأسلوب واضح. فلن يكون إلا ببرهان. نعيش الأمان. فالطموح لدينا هادئ مريح حين استرحنا من كروب الماضي وارتحنا إلى آمال المستقبل. فالحمد كان شعارنا، والتجربة كانت طريقنا. حتى إن الأماني قد تتجسد في أحلام اليقظة ليتضح بعض ما تحقق منها في يقظة الأحلام.
وكنا نعرف أن الإفراط في الأماني هو التفريط في تحقيق الطموح. لكن الأماني دعامة الطموح.
وجاء جيل بعدنا لا يقتنع بالهوينا يسير بها التطور، حتى تخطى الطموح إلى الجموح. أحلام اليقظة لديه عربدة، ويقظة الأحلام يريد منها أن تكون مخضعة للواقع لا خاضعة لها.. الخوف لديه ألبسه القلق، والأمن في يديه لم يلبسه الطمأنينة، لأنه لا يخضع لواقعه، وقد جاء ذلك من الفصام بين وضعين، وضع الانطلاق والحرية للفرد الواحد، يعيش كما شاء لا بما يشاء المجتمع، ينطلق بكل ما يملك حتى ليضيع منه كل ما ملك.. أما المجتمع فيكتنفه القيد، فما زال خاضعاً للتقاليد الموروثة، وللأخلاق الكريمة، فالفرد حينما يأتلف به المجتمع مقيد، وحين يكون الواحد بعيداً عن المجتمع ينجرف مع الانطلاق. لكنها طبيعة النقلة تفرض على الطموح أن ينطلق، وترفض الإِستكانة خضوعاً للواقع، لأنه يرغم الواقع أن يخضع لما هو متوقع. حال لا بد منه في ظروف التحول حين أشرقت المعرفة، وأصبح الإِنسان ليس ابن القرية أو المدينة أو الإِقليم، وإنما هو سواء أراد أو لم يرد، ابن الدنيا كلها. فلا خوف فالوارثة دنيا وتراثاً وأرضاً ستحيل الجموح إلى طموح متزن، والرفض إلى رضى يسطع منه برها، فما زلت أعرف لجيل الشباب أنه سيكون الحرس لكل ما نملك من تراث وميراث. فالمجد أن نرتفع بما نصنع ارتفاعنا بما صنع أوائلنا.. والخير كل الخير في - المواءمة بين مطلب الشباب وعطاء الشيوخ:
وأخيراً فقد أستريح لقول شوقي:
الأماني حلم في يقظة
والمنايا يقظة من حلم
 
طباعة

تعليق

 القراءات :802  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 484 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج