الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > حمزة شحاتة وشوقي

حمزة شحاته وشوقي

ـ وقبل أن يسافر حمزة شحاته إلى مصر وأيام كان رئيساً لنقابة السيارات اتصلت بنا العشرة. نتناول الغداء سوياً والعشاء، وأحياناً ينام عندي في الدكة وفي بيتي في جرول.

طالت هذه العشرة وما أصعب أن تطول عشرة حمزة مع أحد وجاء ذكر شوقي. وتجنبت أن أذكر موقف الأستاذ العواد من شوقي. فإذا حمزة شحاتة وعلى طريقته في طرح الحوار يغيظ من يتحدث إليه لتشتد الحماسة، فهو من أبرع من عرفت من المتحدثين. ((مين يقول إنو شوقي شاعر)).

قلت:

((وما أظن أحداً يعجب بشعر شوقي مثلك. لأنك قبل أن تكون شاعراً كنت ذوّاقاً حفيلاً، بالمعنى واللفظ، فأنت قد تأثرت بالشريف الرضي ومهيار وما ابتعد شوقي أن يؤثر فيك، كما أثر المتنبي أيضاً)).

فأعجبه هذا الثناء مع أنه كان يريد أن أنحو غير هذا النحو. وانتصب حيله يقول:

((اسمع..))..

وأنشد البيتين لشوقي، يصف عالم الآثار الذي كشف عن آثار الفرعون ((توت عنخ أمون)).

أفضى إلى ختم الزمان ففضه

وحبا إلى التاريخ في محرابه

وطوى القرون القهقرى حتى أتى

فرعون بين طعامه وشرابه

أنشدهما حمزة ثم قال:

((أليس هذا شاعراً؟ إنه لشاعر رغم أنف العواد)).

قلت:

((وقد أرغمت شاعرية شوقي أنوفاً ألا تعجب من هذا التركي كيف استعرق في العروبة. يثبت عظمة تأثيرها في الذين رضعوا لبانها. وعشقوا شيحها، وقيصومها، وآمنوا بلغتها من إيمانهم بالقرآن؟)).

قال حمزة:

((إن لغة العرب التي جعلت ابن المقفع والجاحظ وأبا نواس وابن الرومي في قمة الأدب شعراً ونثراً لهي لغة فرضت سلطانها على هؤلاء الذين لم يكونوا عرباً أعراقاً وإنما كانوا العروبة استغراقاً)).

وسكت حمزة ليتكلم التاريخ ولتسجل الذكريات ليقال إن ((توت)) تعني الطفل، فنحن نقول للطفل. ((تاتي تاتي.. توته توته.. خلصت الحدوته))، و ((عنخ)) تعني العنقاء الأم في أسطورة يمنية فرعونية و ((أمون)) تعني الأب ((يعني الشمس)).