شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 10 ـ
انوشتكين: أمرك يا مولاي..
تتش: لعلّه خير أيها السلطان إن شاء الله..
ملكشاه: إن شاء الله..
نظام الملك: إنها زيارة وتجارة يا مولاي..
ملكشاه: كيف يا نظام الملك؟..
نظام الملك: زيارة من أجل بعض الأمور المعلقة بيننا وبينهم..
ملكشاه: وتجارة..
نظام الملك: لكي يقفوا على ما نحن عليه ويروا رأي الصين حالنا فحملة مولاي السلطان إلى الشرق قد طالت..
ملكشاه (مقاطعاً): تعني أنهم يستكشفون وعلى ضوء ذلك يقرون سياسة المستقبل..
تتش: يالآرائك النيرة أيها الوزير.. صدق ((في رأيي)) أيها السلطان تعليله لهذه الزيارة فلا بد أنهم سمعوا أخباراً متناقضة عن حملتكم إلى بلاد الصين..
نظام الملك: ولا شك أن الفاطميين روّجوا إشاعات باطلة عنها حتى يهونوا من انتصارات مولاي الباهرة في الشرق..
ملكشاه: سوف نحاسب الفاطميين حساباً عسيراً على ما يفعلون..
(يدخل انوشتكين ومعه وفد قيصر الروم والموسيقى مصاحبة يقول رئيس الوفد واسمه ميشو):
ميشو: السلام على سلطان المسلمين..
ملكشاه: السلام على من اتبع الهدى..
ميشو: اسمي أيها السلطان ميشو وأسماء رفيقي ميخائيل ومرقس..
ملكشاه: أهلاً بكم جميعاً..
ميشو: معي رسالة من قيصر الروم..
ملكشاه: هاتها..
ميشو: تفضل..
(يفضي ملكشاه الرسالة ويقرؤها وموسيقى خفيفة مصاحبة ثم يقول):
ملكشاه: شكراً لقيصر الروم على استجابته لشروطنا وشكراً له أيضاً على المعلومات الأخرى..
ميشو: العفو أيها السلطان.. إن سيدي القيصر يكن لكم كل تقدير واحترام ولا ينسى معاملة أبيكم السلطان ألب أرسلان يرحمه الله..
ملكشاه: إنه وفاء من القيصر نقدره له ونشكره عليه ونؤكد له أننا ملتزمون بالسياسة التي اتفق عليها مع والدي المرحوم السلطان ألب أرسلان..
ميشو: لدينا هدايا وأموال أيها السلطان..
ملكشاه: خذها منهم يا نظام الملك وأحسن وفادتهم وتكريمهم..
ميشو: نستأذنك أيها السلطان..
ملكشاه: فليصحبهم انوشتكين إلى دار الضيافة يا نظام الملك..
نظام الملك: أمرك يا مولاي..
ملكشاه: نحن عائدون غداً إن شاء الله إلى قاعدة السلطنة وستعودون معنا إلا إذا أردتم غير ذلك..
ميشو: إنه شرف لنا أن نكون في ركاب سلطان المسلمين..
ملكشاه: إذن اعملوا لهم الترتيب اللازم يا نظام الملك..
نظام الملك: أمرك يا مولاي..
(يخرجون ويقول تتش):
تتش: إنهم وفد قيصر الروم الذي أسره والدكم المرحوم السلطان ألب أرسلان في معركة (ملاذ كرد)..
ملكشاه: أجل.. أيها الخاقان.. أجل..
تتش: عمل والدكم السلطان يرحمه الله باهر جداً ووفاء قيصر الروم باهر أيضاً أليس كذلك؟
ملكشاه: لا شك فالوفاء بين هؤلاء الأقوام نادر جداً..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت بركوزار تقول):
بركوزار: ما هي أخبار وفد قيصر الروم يا خاتون؟
خاتون: أخبار سارة يا بركوزار.. فقيصر الروم قبل بزيادة الجزية السنوية وإطلاق من بقى من أسرى المسلمين لديهم..
بركوزار: شيء جميل.. وماذا بعد..
خاتون: هذا حد ما تصل إليه معلوماتي يا ابنة العم فهل لديك حصيلة أخرى من الأخبار؟
بركوزار: لو كان لدي شيء من الأخبار ما سألتك ولكن..
خاتون: ولكن ماذا؟
بركوزار: ليس من المعقول أن يقطع وفد قيصر الروم هذه المسافة الطويلة من أجل أن يخبر السلطان ملكشاه بقبوله زيادة الجزية السنوية وإطلاق سراح أسرى المسلمين..
خاتون: كلام منطقي سليم.. إذن ماذا تخمنين؟
بركوزار: المسألة ليست مسألة حدس أو تخمين، وإنما..
خاتون: إنما ماذا؟
بركوزار: ألم تري تغيراً ظاهراً على السلطان ملكشاه بعد وصول وفد قيصر الروم..
خاتون: أجل يا بركوزار أجل..
بركوزار: شيء من هذا التغيير يا خاتون.. مثلاً..
خاتون: وجوم وشرود وغضب لأتفه الأسباب..
بركوزار: هذه دلائل على أهمية الأمر الذي جاء من أجله وفد قيصر الروم..
خاتون: ألم تستشفي شيئاً من زوجك انوشتكين وهو على اتصال وثيق بملكشاه ونظام الملك..
بركوزار: زوجي انوشتكين إنني موقنة أنه لا يعرف شيئاً عن الموضوع الذي قدم من أجله وفد قيصر الروم..
خاتون: كيف وصلت إلى هذا اليقين..
بركوزار: من عدم تغير شيء في معاملته لي أو لغيري بيد إني لاحظت شيئاً واحداً..
خاتون: ما هو يا ابنة العم..
بركوزار: كنت وزوجي نتحدث هذا الصباح عن طباع نظام الملك ورحابة صدره وحلمه وكرمه فإذا بزوجي يقول:
خاتون: يقول ماذا؟
بركوزار: ولكن منذ وصول وفد قيصر الروم تغير نظام الملك فأصبح عصبي المزاج حار الطبع..
خاتون: وهذا يدل على خطورة الأمر الذي قدم من أجله الوفد..
بركوزار: على كل حال لقد أتعبنا عقولنا فلنترك الأمر لأولي الأمر ولنفكر في العودة..
خاتون: صدقت يا ابنة العم فغداً سنشرع بإذن الله في العودة إلى بغداد..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ملكشاه يقول):
ملكشاه: ما رأيك يا نظام الملك فيما ذكره قيصر الروم؟
نظام الملك: الخبر خطير والحركة التي تتمخض بها أوروبا إرهاصات بشر مستطير يا مولاي..
ملكشاه: وإنه - في رأيي - شر موجه ضد الإسلام والمسلمين ولكن..
نظام الملك: ولكن ماذا يا مولاي؟
ملكشاه: ما العمل؟
نظام الملك: التجمع الصليبي في الغرب يجب أن يواجهه تجمع إسلامي في الشرق.
ملكشاه: ولكننا هنا كما ترى يا نظام الملك متفوقون والعداء مستحكم بين الشعوب الإسلامية..
نظام الملك: هذا صحيح وواقع ولكن لا يفل الحديد إلا الحديد..
ملكشاه: أجل.. أجل.. ولكن كيف يصار إلى هذا التجمع.. هل يتجاوب معنا الفاطميون وهم أقوى دول المنطقة بعدنا؟
نظام الملك: لا أظن يا مولاي فالعداء بيننا وبينهم مستحكم..
ملكشاه: إذن ما العمل؟
نظام الملك: لماذا لا نتعاون مع قيصر الروم على ضرب التجمع الصليبي في مهده..
ملكشاه: كيف يا نظام الملك؟
نظام الملك: التجمع الصليبي سيتحمل ضربته الأولى قيصر الروم في القسطنطينية..
ملكشاه: بلى.. بلى..
نظام الملك: فإذا استطعنا إقناعه بأنه سيكون الفريسة الأولى للزحف الصليبي فإنه لا شك سيتعاون معنا.. ثم..
ملكشاه: ثم ماذا؟
نظام الملك: أخبار قيصر الروم لنا بهذا التجمع الصليبي دليل على تخوفه منه ورغبته في استطلاع رأينا فيه..
ملكشاه: كلام منطقي سديد..
نظام الملك: فإذا لمحنا له بالخطر الذي يتهدده وعرضنا عليه التعاون معنا لصده فلا شك أنه سيرحب بذلك..
ملكشاه: حسناً.. حسناً.. فكر في الأمر جيداً يا نظام الملك خلال عودتنا وعند وصولنا باشر بالاتصال بالروم..
نظام الملك: سأفعل إن شاء الله..
ملكشاه: إن شاء الله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ميشو يقول):
ميشو: حملة السلطان ملكشاه على بلاد الترك والصين لا شك أنها وفقت في الوصول إلى أهدافها.. أيها القائد انوشتكين..
انوشتكين: نعم ايها القائد ميشو فها أنت ترى آثارها هنا كما أنك بكل تأكيد قد شاهدت آثارها وأنت في طريقك إلينا..
ميشو: بلى.. بلى.. فالأقوام الذين مرننا بهم كانوا ألسنة حمد وشكر للسلطان على تحسين أوضاعهم ورفع مستوى معيشتهم..
انوشتكين: لقد حققت الحملة ولله الحمد أهدافها جميعها..
ميشو: كنا في بلادنا نرقب مصير زحفكم على بلاد الصين أكثر من بلاد الترك لأن الصين قوة بشرية هائلة..
انوشتكين: وماذا كانت تكهناتهم؟
ميشو: كنا نخشى عليكم وبالتالي على أنفسنا..
انوشتكين: خشيتكم علينا شيء معروف ولكن خشيتكم على أنفسكم هو الشيء غير المعروف لدي..
ميشو: أجل.. أجل.. كنا نخشى أن ينطلق المارد الصيني من قمقمه ليكتسحكم ويكتسحنا معكم..
انوشتكين: ألهذا الحد تتخوفونه..
ميشو: بلى.. ايها القائد فقد كنا نضع أيدينا على قلوبنا خشية خروج هذا المارد من سجنه..
انوشتكين: ولكننا كفيناكم شره والحمد لله فقد خشي جيوش السلطان فطلب الصلح ودفع الجزية..
ميشو: انتصار رائع باهر ونجاح منقطع النظير لم نكن نتصور أن السلطان ملكشاه يصل إليه..
انوشتكين: لعلّكم كنتم متأثرين بدعايات الفاطميين التي يروجونها ضدنا..
ميشو: ربما إلى حد محدود ولكن تقديراتنا كأمة ذات ماض تاريخي وعسكري كانت في ما شاهدنا وتلمسنا.. ولذلك كنا مندهشين ومذهولين..
انوشتكين: إن السلطان ملكشاه نذر نفسه وكرّس جهوده في سبيل إعلاء كلمة ربه فايده الله ونصره..
ميشو: نحن وإن كنا غير مسلمين إلا أننا كأصحاب كتاب نعتقد أن الحروب التي قامت على أساس ديني سليم كان النصر حليفها وهذا سر نجاح السلطان ملكشاه..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ترك خاتون تقول):
خاتون: ما لي أراك كئيبة يا بركوزار وكأنك كنت تبكين..
بركوزار: أجل كنت أبكي حقاً..
خاتون: تبكين.. ما السبب؟
بركوزار: لقد جاءتني المرأة المسلمة التي تعرفينها مودعة وكانت تبكي بحرقة فلم أتمالك نفسي من البكاء وقد أوصتني بابنها خيراً..
خاتون: ولا شك أنك طمأنتيها بأن ابنها سيكون موضع عنايتك وعنايتي..
بركوزار: أجل يا ابنة العم وما أن سمعت ذلك حتى شاعت الفرحة في محياها..
خاتون: حنان الأم لا يعدله حنان.. قولي يا بركوزار..
بركوزار: تفضلي يا خاتون..
خاتون: هل عرفت السبب الهام لمجيء وفد قيصر الروم..
بركوزار: لا.. وأنت؟
خاتون: لو عرفته لقلت لك..
بركوزار: يلوح لي إنه سر خطير حتى زوجي انوشتكين لم يطلع عليه..
خاتون: وأنا زوجة السلطان ملكشاه لا أعلم عنه شيئاً..
(يدخل ملكشاه وهو يقول):
ملكشاه: إنه فوق مستواكن..
بركوزار: لم يا مولاي..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :593  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج