يا موكبَ (الفخرِ) تهناكَ (الأكاليلُ) |
مظفراتٌ و (بُشراكَ) التَّهاليلُ |
قد أقبلَ الشعبُ أفواجاً برَّمتِهِ |
إليك يسبِقُهُ شَوقٌ وتَقبيلُ |
كأنَّما كلَّ قلبٍ خافقٍ (عَلمُ) |
رَفَّتْ عليك بنجواهُ السَرابيلُ |
خفَّتْ إِليك بها الأرجاءُ قاصِِيةً |
وشدوُنا بالثناءِ المَحْضِ تَرتيلُ |
* * * |
ما في (البيانِ) ولا في الشِعرِ من ظَفَرٍ |
السيفُ أصدقُ و (الطيرُ الأبابيلُ) |
إنَّ الصِراعَ الذي قد خُضتَ لُجَّتَهُ |
(حقٌ صريحٌ) تَحدَّتْهُ الأباطيلُ |
أرخصتَ فيه (الدمَ الغالي) وأهدرَهُ |
من شَحَّ فيه وأمرُ اللهِ مَشمولُ |
تعاقبتْ فيه (مأساةٌ) كوارثُها |
لا يستقيمُ لها عَصرٌ ولا جِيلُ |
* * * |
طوبى لِمصرَ وما ضَحَّتْ جَحافِلُهَا |
في المَوقفِ الضَّنكِ والهِنديُّ مَسلولُ |
(كنانةُ اللهِ) من (سَيناءَ) مُطبقةٌ |
بها الصَّواعِقُ والآكامُ تَغويلُ |
(جيشٌ) خوافيهِ تُهديها قوادِمُه |
نصرٌ وفتحٌ وأبحاثٌ وتَجديلُ |
(عبدُ العزيزِ) و (فاروقٌ) بهِ التقيا |
(عزائماً) لم تثبَّطها التَّعَاليلُ |
حيثُ (السعوديُّ) و (المِصريُّ) جانبُهُ |
كِلاهُما (وحدةٌ) باهى بها القيلُ |
(أُخوةٌ) في سِلاحِ الحربِ وطَّدَهَا |
حُبُ المَلكينِ والشعبينِ والجيلُ |
أودتْ فلسطين عقرا وهي مُحصنةٌ |
وكلُّ من راعها لا شكّ مَغلولُ |
وبادرتْ لِمثارِ النَّقعِ ألويةٌ |
من كُلِّ فجٍ لها زَجرٌ وتَزجيلُ |
يَستعذِبونَ المنايا وهي كالحةٌ |
مستبشرينَ بزحفٍ فيه تَنكيلُ |
فما ونوا في اصطلاءِ النارِ واقتحموا |
عَرضَ الصُّفوفِ و (عهدُ اللهِ مَسؤولُ) |
وأصبحَ الفتحُ منهم (قيدَ أُنملةٍ) |
أو قابَ قوسينِ واستأنى المَخاذيلُ |
* * * |
وأعلنتْ هُدنةٌ أفضتْ إلى وَهَنٍ |
وجاءَ في إثرها بترٌ وتَدويلُ |
أتمَّ فيها عدوُّ اللهِ عُدَّتَهُ |
بالقاذفاتِ تُباريها الأَساطيلُ |
وشنَّها غارةً شتى حَبائِلُها |
غدرٌ ومكرٌ وتسويفٌ وتَسويلُ |
هناكَ فوقَ أديمِ الأرضِ يَصبغُهُ |
قاني النجيعِ تَداعى القالُ والقِيلُ |
حتى تكشَّفَ سرٌّ كان مُنطوياً |
بكى (الحطيمُ) له واستعبرَ النيلُ |
أقسمةٌ وهي ضِيزى في حِمى قُدُسٍ |
أَسرى بهِ برسولِ اللهِ جِبريلُ |
يُشَّردُ ابنُ معدُّ عن مَواطِنِهِ |
بغياً ويمرحُ (يامينٌ) و (حِزقِيلُ) |
يا منطقَ الجورِ أعيتْنا مَذاهُبُهُ |
أذلك العدلُ؟ أم للنَّصِ تَأويلُ |
كلا فما الحقُّ إلا قوةٌ خَضعتْ |
لها (الجَبابِرُ) والإنصاف تَضليلُ |
كفى اغتراراً فما في النَّاسِ بينةٌ |
إلا الصوارمَ والجرُّدَ المَراقيلُ |
يا قوم لا تَحزنوا يَوماً ولا تَهِنوا |
تُوبوا إلى اللهِ إنَّ التَوْبَ مَقبولُ |
هي الذنوبُ وفي تمحِيصِها عِظةٌ |
والاعتصامُ بحبلِ اللهِ مَوصُولُ |
* * * |
للهِ في خَلقِهِ ما شَاء يبلُوهُمْ |
فيه و (أقدارُه) غيبٌ وتَبديلُ |
والأمرُ حِكمَتُهُ والفوزُ (طاعَتُهُ) |
و (النصرُ من عِندِهِ) والوعدُ (تَنزيلُ) |
* * * |
ما حَانَ بعدُ لنا الموعودُ نُدرِكُهُ |
(فصل الخطاب) به الفُرقان تَفصيلُ |
(رسولُنا) أسوةٌ ما كان أحزمُهُ |
(يوم الحُديْبِيةَ) الصَّماءِ مَعقولُ |
* * * |
أمامنا تضحياتٌ كيفما عَظُمتْ |
لا بدَّ مِنها ونصرُ اللهِ مَكْفولُ |
* * * |
أين الشبابُ أخو الجُّلى تُميزُهُ |
(بطولةُ الجيشِ) زهو وهي إكليلُ |
إنَّ (الخلودَ) حِفاظٌ والمُنى هَوَسٌ |
عاشَ البَواسلُ وليفنَ (التَنابِيلُ) |
يا أيها الصِيدُ لم تَبرحْ مواقِفُكُمْ |
مشهودةٌ ولها رَجعٌ وتَسجيلُ |
تحدَّثَ الشرقُ عنها وهي خالدةٌ |
له سِماتٌ وغُرَّاتٌ وتَحجيلُ |
كأنَّما هي (واليرموكُ) صورتها |
(صحيفةٌ) سطَّرها بالتبرِ مَشكولُ |
لقد كسبتمْ بها مَجداً لأُمَّتِكُمْ |
مُؤثَّلاً ولكمْ من بعدُ تأثِيلُ |
* * * |
يا رحمةَ اللهِ فاسقي من بها فَرطوا |
تحتَ الثَّرى وعلى البَاغينَ (سجيلُ) |
وأنتِ يا شمسُ غاديهم مبكرةً |
مع الصَّباحِ عليك الشجوُ مَحمولُ |
وأبلِغيهم صَدانا في مَضاجِعِهِمْ |
أنَّا بما احتملوا عَنها مَشاغيلُ |
لن يكحلِ الطرفَ من أجفانِنا سِنةٌ |
حتى نَقِيدُ بِهم والفتحُ تَحويلُ |
* * * |
وليحيى (قائِدُنا الأعلى) وعِصمَتُه |
باللهِ والجيشُ بالتوفيقِ مَشمولُ |
وليحيى للأملِ المنشودِ رائِدُنا |
رمزَ (السُّعودِ) وفيه الطَّوْلُ والطُّولُ |
وليحيى (فيصلُ) (والمنصورُ) قدوتُنا |
والقادةُ الذادةُ الغُرُّ البَهالِيلُ |