شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا قَلْبُ
أبَداً يَحِنُّ إلى الرُّبوعِ ويَنْزعُ
قَلْبٌ أُنَهْنِهُهُ فلا يَتَوَدَّعُ
غالَبْتُه، وأنا القويّ فما أرعَوَى.
ماذا أقوُل لثائرٍ لاَ يَسْمَعُ؟
ضاقَتْ به الدُّنْيا فكَيْفَ يَضُمّه
صَدْرٌ، وأنَّى تَحْتَويه أضْلُعُ؟
لا الحسنُ يُطْفئ فيه غُلَّةَ شيّقٍ
ظامٍ ولا مُتَعُ الصَبابَةِ تَنْفَعُ
شَغَلَتْه أحْلامُ اللِّقاءِ عَنِ الهَوَى
وَثناه عَنْ وَتَرِ المُغَنِّي مَطْمَعُ
ما لاحَ نُورٌ شاحِبٌ في لَيْله
إِلاَّ تهافتَ خَلْفَه يَتَطَلَّعُ
أوْ هَدْهدَتْهُ نَفْحَةٌ شَرْقيةٌ
إلاّ تَنَاهَبَه الجَوَى وَالْمدمَعُ
حارَ الأُساة بِجُرْحِهِ، وتَناقَلَتْ
زَفَراته الحَرَّى الرياحُ الأرْبَعُ
ما حيلتي يا قَلْب... هذا حَظّنا.
هَلاَّ رَضينا بالذي لا يُدْفَعُ؟
هاضَتْ جَنَاحَيْنا العَشِيةَ صَرْصَرٌ.
وتَقَاذَفَتْنا في السًّبَاسِبِ زَعْزَعُ
يا قَلْبُ أغْرانا سَرابٌ كاذبٌ
تُغْرَى بِرَوْعَتِه العُيونُ وتُخْدَعُ
أوْمَا إلينا بالبَهارجِ والحُلَى
وتَراقَصَتْ فيه الطُيوفُ الرُّتَعُ
يا ليتَنا يا قَلْبُ لم نَطْمَعْ ولم
نَطْمَحْ، ولم يَضْحَكْ علينا لَعْلَعُ.
هَبْنا جَمَعْنا الْمَجدَ مِنْ أطْرافِه
ماذا يُفيدُ ومِنْ رَغيف تَشْبَعُ؟
ما أضْيَقَ الدنيا على مُتكالبٍ
جَشِعٍ، وأوْسَعَها على مَنْ يَقْنَعُ.
لَهْفي على العَهْدِ الذي لا تَمَّحي.
ذِكْراه مِنْ نَفْسي ولا هو يَرْجِعُ.
غَمَرَتْ حواشيه البَشَاشَةُ والنَّدَى.
وتألَّقَتْ فيه النُّجومُ اللُّمَّعُ
أيامَ نَهْزأ بالزَّمانِ كأنَّنا
في مأمنٍ مما يكيدُ ويَصْنَعُ
الرَّبْوَةُ الخَضْراء مَسْرَحُ لَهْونا
والسَّهْلُ مَرْتَعُنا ونِعْمَ المَرْتَعُ
تَغْفو على الأْشواك مِلءَ عُيوننا.
أمِنَ الفُؤادُ فكيفَ يَنْبو مَضْجَعُ.
غابَتْ وراءَ اللانهايةِ شَمْسُنا
يا ليتني لمَّا تَدَلَّتْ يوشَعُ!
* * *
وطَني، وما وطَني سِوَى أُهزوجةٍ.
المَجْدُ بَيْتُ قَصيدها وَالْمطلَعُ
لولا حَنينٌ لَيْس تَخْبو نارُه
في الصَدْرِ أنْكَرَكَ المُحِبُّ المولَعُ.
أَو كلَّما قُلْنَا نَجا مِنْ مِحْنَةٍ
عَضَّتْك نائبةٌ أشدُّ وأفْظَعُ؟
بَاعتْكَ في سُوقِ الرَّقيق زَعامةٌ
زَيْفاء في أوْحالِها تَتَسَكَّعُ
لَوْ أخْلَصَتْ لَمْ يُنْتَهكْ حَرَمُ الهُدَى .
ويَعِثْ يهودُ الأرضِ فيه ويَرْتَعوا.
لكنَّها رَكِبَتْ إلى شَهواتِها
سُبُلاً يَحُفُّ بها الهَوانُ الأشْنَعُ
بِئْسَ الزعامةُ لا تُشَرِّفُ ربَّها
والعَرْشُ لا يَسمُو به مُتَربِّعُ
* * *
وطني حَمَلْتُك في فؤادي خَفْقَةً.
وعلى شِفاهي نَغْمَةً تَتَرَجَّعُ
فمتى أُعفِّرُ في تُرابِك جَبْهتي
ومتى يُسالمني الزمانُ وأرْجِعُ
أرَسيْتُ ف شَطِّ الرجاءِ سَفينتي.
يَا قَلْبُ صَبْراً عَنْ قَريبٍ نُقْلِعُ!.
1952
 
طباعة

تعليق

 القراءات :746  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 76 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.