شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أرض الشهداء
لَنْ تستريحَ خواطِرُ الشهداءِ
حتى نُحَطِّم دَوْلةَ الدُّخَلاءِ
لا بأسَ إنْ ركزوا هناك لِواءَهم.
كفُّ العُروبةِ فوقَ كـل لِواءِ
شُدْنا على الإيمان دَعوَتنا فيا
ريحُ اعْصُفي بالقَلْعة الشمّاءِ
لا يَخْدَعُ الخبراءَ برقٌ خُلَّبٌ
لكنَّه يَخْفَى على البُسطاءِ
سندكُّ باطلَهم بمِعْوَلِ حقِّنا
ونفضُّ نابَ الحيّةِ الرَّقْطاءِ
الحربُ بين الواغِلين وبيننا .
- فليعلم الثَّقَلان – حَرْبُ فَناءِ.
لا صُلْحَ يجمعُ أمرَنا إلاَّ إذا
وفَّقَتَ بين النورِ والظَّلماءِ
خَسِئَ الأُلَى ظنُّوا قضيَّتنا انتهتْ.
هي لم تَزَلْ في صَفْحة الإِهداءِ
خُضْنا – لكي تعتزَّ – كل دُجُنَّةٍ.
ولِعَيْنها سنخوض كلَّ بلاءِ
قالوا: تراجعْتُمْ فقلتُ: صَدَقْتُمُ.
لكننا سنعودُ غيرَ بِطاءِ
لم تَصْرِفِ الإِسلامَ عن غاياتهِ
"أحُدٌ" ولم تَحْبِسهُ في الصحراءِ.
هي نَكْبَةٌ نكباءُ سوف نَروضُها.
ونردُّها بالهمَّة القَعْساءِ
هي صفحةٌ سوداءُ في تاريخِنا
سنزيلُها بالصفحةِ البيضاءِ
هي كَبْوةٌ نَكْراءُ في آمالنا
سنقيلُها بالوثبةِ الزَّهْراءِ
لا نُخْفِينَّ عن الوَرَى أخطاءَنا
الحيُّ لا يَنْجو مِنَ الأخْطاءِ
شرٌّ مِنَ الداء الوبيل غَباوةٌ
تُخْفي عن الآسي مكانَ الداءِ
ما خانَنا الإِيمانُ لكنْ خاننَا
رأيٌ، وحارَبْنا بغير دَهَاءِ
الذنبُ ذَنْبُ زَعامةٍ مَغْرورةٍ
مفتونةٍ سَكِرتْ بلا صَهْباءِ
باهَتْ بقوَّتِها وغالَتْ وادَّعَتْ
واستَهْتَرَتْ بمكانةِ الأعداءِ
أجْرتْ مِنَ الأوهامِ ألفَ سفينةٍ.
وبَنَتْ من الأحلام ألفَ بِناءِ
حتى إذا طَلَعَ الصباحُ تطايرتْ.
شَذَراً، ولم تَسْلَم سوى الأسماءِ
عَفْواً رجالَ المالِ إن أزعجْتُكم.
وجرحتُ راحةَ بَالِكم بِهُرائي
قالوا: العتابُ ينيرُ كل متاهةٍ
ويُزيلُ بين الأهْلِ كل جَفاءِ
ماذا فَعَلْتم للذين تشرّدوا
مِنْ آل يَعْرُبَ تَحْتَ كل سَماءِ.
أو لا تهزّ نفوسَكَم زَفراتُهم
أيْنَ الأُباةُ الصِّيدُ في البأساءِ؟
ماذا يفيدُ ثراؤُكُم إن لم يَكُنْ
سَبَباً لغَوْثِ أخٍ وَبَعْثِ رَجاءِ؟
أينَ المدارسُ في البلادِ تزينُها
وتُعدُّ جيلَ النهضةِ الغَرَّاءِ
أينَ المصانعُ ليس يَخْفُتُ صَوْتُها.
إلاَّ لتعلُوا ضِحْكَةُ الفقراءِ
أين المشافي يَستظَلُ بعَطْفِها
دانٍ ويَقْصُدُها البعيد النائي
هذا الترابُ يَعُجُّ تِبراً أسوداً
هو ذُخْركُم لليلةِ السوداءِ
لا تَهْدُروه في المخازي، إنَّه
عَبَراتُ شَعْبٍ كادحٍ بنَّاءِ
رُدُّوا إليه بعضَه يَرْدُدْ لكم
كَنْزَيْن من حبٍّ وحُسْنِ وَلاءِ
الثورةُ الحمراءُ أوقدَ نارَها
جوعُ العُفاةِ وتُخْمةُ "النُّبَلاءِ"
وَتَرصَّدوا الأفعَى التي في بابِكم.
إنَّ اللبيبَ يُحِسُّ بالإِيماءِ
إن تُغْمِضوا عنها العيون، فإنكم.
لَنْ تسلموا مِنْ نابِها الزَّرْقاءِ
* * *
يا ساكني البَيْداءِ تُذْكي جرحَهم.
ذكرى الحِمَى... وعُبوسةُ البَيْداءِ.
لا تيأسوا... سنعيدُها عربيةً .
أرضاً تموجُ بأنفسِ الشهداءِ .
15 تموز 1967
 
طباعة

تعليق

 القراءات :394  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 38 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.