شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وميض
الشاعر المكي الذي محضته مودتي (1)
بقلم: عبد الله فراج الشريف
كنت ولا أزال شغوفاً بأعلام أم القرى في العلم والأدب والفكر، ذلك أن ما تثقفت به خارج الإطار الأكاديمي هو ما تلقيته جاثياً على الركب عند أفاضل علمائها، وما حفظته ذاكرتي من حوادث الأيام هو ما سمعته من رجالاتها، وما صقل ذائقتي الأدبية إلا ما أنتجه أدباؤها وما أبدعه نقادها، وهم كثر، منهم الرواد أصحاب البدايات الصعبة، كما أني عشقت الفكر بسبب صلتي عن القرب وفي حال البعد لمن كانوا رواداً له في هذا الوطن الأغلى، وكلهم قد نشأ أو تلقَّى العلم في رحابه، ولكل هؤلاء في عنقي دين لا أستطيع أن أفي به، إلا أن أقول كلمة صادقة أمينة عنهم، لا مجاملة لهم، ولكن وفاء بحقهم عليَّ.
ومن هؤلاء أديب معروف تخطت شهرته أسوار الوطن إلى خارجه، وهو شاعر متميز وإن كان مقلاً، ذاك هو الأستاذ الجليل إبراهيم أمين فوده ـ يرحمه الله ـ رئيس نادي مكة الثقافي سابقاً، والذي امتد إعجابي به إلى ابنه الأستاذ حمزة إبراهيم فوده، الذي اشتهر بين أدباء أم القرى بدواوين شعره المتعددة، والتي بلغت في ما أعلم ثلاثة، هي (شوق وحنين) وقد صدر عام 1401هـ ثم (لحن قلب) وصدر عام 1404هـ (ونشوة السحر) وصدر عام 1420هـ، ونتاجه النثري الذي تمثَّل في كتابات إسلامية عن (العلاقة الإنسانية في القرآن الكريم) وعن (القانون الدولي والإنساني في خطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه)، وعن أثر الإسلام في الحياة في كتابه (الإسلام والحياة)، وله كتاب عن (الغزو الفكري تحد ومجابهة) وآخر عن (المفاهيم والشباب وتحديات العصر)، ولا يزال لديه مخزون من مؤلفاته ينتظر الطبع، وحمزة الشاعر والأديب والصديق رافق أباه وهو لا يزال ـ أعني أباه ـ في شرخ الشباب، فنشأ في بيت علم، كان الجد فيه من رجاله، ثم تلاه الأب، المعروف بدراساته الإسلامية والتربوية، فكان أثر ذلك على شاعرنا الأديب نبوغاً في فكر وأدب، وقد بدأ دراسته بأم القرى فأتم تعليمه الابتدائي بها ثم الثانوي الذي استكمله ونال شهادته من المدرسة السعيدية بالقاهرة لاحقاً، ثم التحق أولاً بكلية الحقوق في جامعة عين شمس ليتركها إلى كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة جراتز في النمسا. وقد اشتغل بالعمل الإداري في وظائف عدة في الأمانة العامة لجمعيات الهلال العربية، ثم بوزارة الحج بوكالتها بمكة، ثم في نقابة السيارات، حتى طلب الإحالة على التقاعد في عام 1419هـ وقد أسس داراً للنشر بعد تقاعده أسماها دار فوده للنشر والتوزيع، وهي الدار التي ننتظر منها الكثير، خصوصاً العناية بتراث والده ـ يرحمه الله، وشاعرنا ناثر متمكن من الأسلوب السهل الممتنع، وله مشاركات عديدة عبر الصحف المحلية وله مشاركات كثيرة عبر النوادي الأدبية، وهو عضو برابطة الأدب الحديث، ويؤسفني أن تقلبات أحداث الحياة تدفعنا ـ أحياناً ـ بعيداً عن المقام حيث نحب، فننقطع قسراً عن من إليهم نتوق، وحينما جمعني المجلس بأخي حمزة عند شيخ أدبائنا ونقادنا أستاذي الجليل عبد الله عبد الجبار ـ أمد الله في عمره ـ وجدت في صديقي الشاعر رحابة الصدر وسعة الأفق وخلق الوفاء. وذاك الإباء الذي يأبى به العزيز الذل وهو القائل:
أنا لا أطيق الذلَّ في هذي الحياة
وأنا ابنُ من يحيا على خلق الإباء
وإن لصديقنا الوجيه الأديب عبد المقصود محمد سعيد خوجه الفضل دوماً حينما يتيح لنا الفرصة أن نعرب لمن نحب عن ما تكنه لهم نفوسنا من صادق المودة وكريم الوفاء.
ولعلّي استبق تكريمه لأخي الحبيب حمزة إبراهيم فوده بهذه الكلمات التي لا تفي بحقه لكنها شعور المحب الذي يرجو لمن يمحضه المودة الخير الذي لا ينقطع ما دامت الحياة فهو ما أرجوه له والله ولي التوفيق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :317  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 154 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج