علاقة السعودية ومنظمة التحرير |
واختلفت الزعامة الفلسطينية في الجهاد ضد اليهود.. فلكل زعيم طريقة وما أحد ينكر إخلاصهم، ولكن هؤلاء لم يتخلصوا من خدعة أنهم الأقوياء حين يحاربون اليهود، وكان من الخطأ أن حارب العرب اليهود حرب دول مع أن الملك عبد العزيز نصح أن يكون الجهاد حرباً تشنها الشعوب العربية، ليكون ذلك المانع لتدخل الدول التي أعطت وعد بلفور أو هما الدولتان اللتان في الدقيقة الأولى أرسل كل زعيم لهذه الدولة وتلك اعترافه بدولة اليهود في فلسطين على أساس من قرار هيئة الأمم الذي صدر تعسفاً أو هو الذي استصدره من اشترى أصواتاً تؤيد هذا القرار.
|
وما انتصرت الدول العربية ولم يكن موقف الدول المؤيدة لليهود أكثر فعالية في انتصارات اليهود بل كان الانتصار الأول لليهود أن اختلفت الجيوش العربية في مواقفها و ((ما يوم حليمة بسر)).. كل هذا أعطى للفلسطينيين أن يستجيبوا لدعوة ياسر عرفات وإخوانه لتكوين منظمة فتح ولتتكون بعد منظمة التحرير وليبرز المجلس الوطني.. |
لو أنهم اتبعوا نصيحة الملك عبد العزيز لحاربت الشعوب العربية بالسلاح وبالمدد من الرجال: فلسطينيين وشاميين وعراقيين وسعوديين ومصريين وحتى من شعوب المغرب العربي التي كانت مستعمرة لفرنسا.. فكم للمغاربة من مواقف تُذكر فتشكر. |
والسؤال هو: من احتضن منظمة فتح؟ من أعانها؟ إنها المملكة العربية السعودية. |
إنه الملك فيصل. إنه الملك خالد. إنه الملك فهد. |
وما كان ذلك طموحاً إلى زعامة ولا جموحاً إلى تأسيس إمبراطورية وإنما هو إلهام التراث واستلهام الميراث.. |
فهذا البلد - حرماً وسياجاً - عظيم تراثه فليعظم ميراثه. |
فهل الملك عبد العزيز وأبوه العدناني وأمه الأزدية القحطانية لا يرجى منه إلاَّ أن يكون وارث المثنى بن حارثة ابن عم أبيه وارث عمر بن معد يكرب ابن عم أمه أو هو وارث عمار بن ياسر ابن عم أمه؟ |
وتأسست فتح، وكان السفير بين الملك فيصل وياسر عرفات بأسلوب السرية التي كانت جهيرة: ((فهد المارك)) يصل بالدعم وليس هو المال وحده وإنما هو الرأي والتوجيه لوحدة الاتجاه. |
وكان ياسر عرفات موضع الثقة، فإذا هو يجمع إخوانه الذين ما كبروا به وما استكبروا عليه لأن لباس الكبرياء فيهم جميعاً هو الجهاد في سبيل فلسطين.. وليس بمستنكر أن يصدر المجلس الوطني قراراته طبق ما اختزنه ياسر عرفات من فيصل بن عبد العزيز، وطبق ما احتزم به ياسر عرفات من فهد بن عبد العزيز، فإذا الموقف اليوم ترجمة للفعل الصامت باللسان الناطق لسان دم ((أبي الجهاد)) - قرارات المجلس الوطني - انتقال هيئة الأمم إلى جنيف - عواطف السويد - يقظة الأوروبيين، فإذا إسحاق شامير في عنق الزجاجة. |
لا أزعم أن ياسر عرفات لا يعرف المدد بالرأي من المملكة العربية السعودية وإن لم يعلنه ولكن لو لم يكن للسعودية رأي لما كانت لها هذه الرؤيا: لا تتأخر عن مدد المال.. كأنما عطاء المال للمنظمة امتداد لرأيها السياسي. |
إن المجلس الوطني إذا ما قلت إنه احتزم بسياسة الملك فهد فذلك من المجلس الوطني جاء تصديقه لقرار مؤتمر فاس، وهكذا.. فليعرف العربي موقف الملوك في هذا الكيان الكبير كيف يسعى إلى وحدة الكيان الأكبر. الدعوة إلى التضامن. الدعوة إلى المؤتمر الإسلامي. |
وأخيراً فأطفال الحجارة ودموع الأمهات عودة إلى حرب الشعب كأن ذلك فيه التصديق لرأي الملك عبد العزيز يرحمه الله. |
|