شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مَولَجُ البَحْثِ
لما وجدت الأمر في حاجة ماسة إِلى بحث دقيق مكتوب يقوم على تقطيعٍ كاملٍ لأبيات المعلقات العشر تقطيعاً عروضياً حرفاً مبينا فيه الزحافات والعلل ـ ولكثرة الأسئلة التي تردني من قبل بناتي وأبنائي من قسم الدراسات العليا عن وزن بعض الأبيات وتقطيعها.. وجدتني أتحمس كثراً لسد فراغ الساحة الأدبية والأكاديمية ببحث شامل يقوم بتقطيع الأبيات في المعلقات العشر تقطيعاً عروضياً حرفياً.
وأعلم جيداً أن بحثا مثل هذا ليس سهلاً ولم يسبق أن أقدم عليه أحد على مرِّ السنين. ربما لصعوبته وربما لجفافه فبحث مثل هذا يتطلب دربة وخبرة وشفافية تمكن صاحبها من الخوض فيه. وبين تحدٍ مع النفس والحاجة الملحة لمثل هذا البحث ومقدرتي على الخوض فيه بكلِّ شجاعة ويسر. وتجاوزي عن كل ما يتطلبه من وقت واستعداد نفسي ومثابرة وصبر وجلد لا يدرك ذلك إِلا أولو العلم والمعرفة إِذ أن بحثا مثل هذا يتطلب توفر أمور كثيرة من الباحث أذكر منها على سبيل المثال الآتي:
1 ـ تمكن الباحث من معرفة علم العروض معرفة تامة.
2 ـ الصبر والجلد والتأني في كتابة بحثه وعدم اليأس إِذا ما اعترضه أمر يسوءه أو يحبطه.
3 ـ عشقه وحبه لهذا العلم بصدق المشاعر والاحساسات.
4 ـ شفافية وإِحساس الباحث التي تمكنه من تقطيع الأبيات وترجمتها إِلى رموز عروضية ثم إِلى حروف متساوقة مع الرمز العروضي.
5 ـ لا يتصدى لهذا البحث إِلا شاعر له من رفاهة الحس والتذوق ما يساعده في استجلاء النبض العروضي في الحروف واستنطاقها وفقاً للموسيقى الشعرية الرتيبة المتماوجة.
6 ـ وجود عثرات في بعض الأبيات إِما بزيادة كلمة في البيت أو حرف يخرج عن ساحة الإيقاع للبحر.
7 ـ يمكن للباحث من التغلب على هذه العثرات بما لديه من حس شعري راهف يساعده على التغلب عليها.
8 ـ إِدراكه لجوازات الشاعر.. عروضاً ونحواً ولغة وصرفاً، وللعلم أقول إِنني مررت بأبيات فيها كثير من التداخل بين عجزها وصدرها ـ خاصة في معلقة الحارث بن حِلِّزَةِ وعبيد بن الأبرص من معظم المطبوعات وأكثرها خطأً مطبوعة الشنقيطي عفا الله عنه. وقد قمت بإصلاح وتعديل ما يمكن إِصلاحه وتعديله. ونوهت عليه بخروجه عن الوزن في مكانه. ثم قمت بإصلاحه خدمة للعلم وطلابه.
وبعد أن فرغت من هذا البحث الذي أحسبه فريداً في طرحه لم يسبق بمثله من قبل رغم تعاقب السنين والحاجة إِليه، اللهم إِلا أبياتاً قطَّعها أصحابها وقدَّموها كبحث مضغوط لأبيات مختارة من إِحدى المعلقات كبحث يقدمه طلبة الدراسات العليا قسم اللغة العربية لأساتذتهم الدكاترة في كل الجامعات والكليات ـ أشكر الله عز وجل لما مكنني من كتابة هذا البحث وساعدني في التغلب على كل العقبات التي واجهتني. أشكره شكراً كثيراً على ما أفضى به عليَّ من صبرٍ وجلدٍ وقوةِ تحمُّل مني حتى جاء البحث على الصوره التي رسمتها له في مخيِّلتي وضميري وإِحساسي.
وبالتالي لا أجد حرجاً إِذا زعمت أن كتابة المعلقات العشر التي أنجزتها هي في تصوري أصح وأدق مما كتب في كل المطبوعات السابقة إِذ توخيت فيها تعديل وإِصلاح بعض الأبيات التي نقلت مغلوطة خارجة على الوزن كما تصديت لفصل الأبيات المتصل صدرها بعجزها وهي كثيرة في معلقتي الحارث بن حِلَّزَةِ وعبيد بن الأبرص، ورسمها سليمة مصححة مفصولة لتمكين طالب العلم والمعرفة والباحثين المميزين من حصولهم على أبيات مضبوطة بالشكل لكل حرف منها.
سليمة التنغيم والترنيم مستجيبة للرمز العروضي الخليلي ومتساوقة لنبضه الصوتي وهذا عمل يجنب كل المتلقين زلل ما هو موجود في نسخة التبريزي رحمه الله وعفا عنه إِذ وجدت فيها أبعاضا من الأبيات متداخلات العجز في الصدر وبعضها تلحقه زيادات حرف أو كلمة تخرجها عن سلامة الوزن الخليلي المعروف لدينا.
اللهم لاغرورَ ولا استعلاءَ ولكنها الحقيقة المجتلاة من العمل رغبت إِفضاءها لكل قارىء وباحث ودارس حتى تصل الأبيات إِليهم سليمة مصححة نحواً ولغة وإِيقاعاً ويقف الجميع على أبعاد جدية البحث وأهميته فلقد أمضيت فيه حوالي أربعمئة وست وسبعين ساعة عملاً جاداً لـ ((سبعمئة وواحد وستين بيتاً)) أي بواقع ساعة واحدة لكتابة بيت واحد وسبع البيت بعد قراءة وتحصيل لعامين كاملين وتسعة شهور قبل البدء في البحث.
لأنني أنظر إِلى ما بين يدي من مطبوعات فأقوم بكتابة البيت بعد التأكد من سلامته فأقوم أولاً بكتابته ثم تشكيله ثم تفكيكه وفصل صدره عن عجزه إِن كان متداخلاً ووضع كل منهما تحت النغمة الصوتية للرمز العروضي الخليلي المعروف فكم من الحروف يكتب مرة واحدة مثل حرف ((ن)) في ((إِنْ)) وكم منها ما يكتب مرتين نحو ((إِنّ)) ويكتب ثلاث مرات في ((إِنَّنا)) وهذا بدوره عمل لا يقومه إِلا صاحب شفافية وزكانة وذوق راهف جياش فياض ثم أقوم بتسجيل كل تفعيلة تحت الحروف المقطعة بحروف للتفعيلة مقطعة مثلها مبينا ما فيها من زحاف أو علة.. كما قمت بكتابة التاء المربوطة المنوَّنة تاءً مبسوطة بعدها حرف النون تفريقاً بينها وبين التاء المربوطة غير المنوَّنة مراعاة للإيقاع الصوتي الموسيقي لها.
آمل أن يجعله الله عملاً مخلصاً للعلم وطلابه ولجميع الباحثين والمتلقين.
وصلى الله وسلم على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة وتسليما دائمين ما دامت السماوات والأرض إِلى يوم الدين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1144  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 3 من 16
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج