شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 1 ـ
هوجان: أحسنت يا (كارنيجي) برحيلك من اسكتلندا إلى الولايات المتحدة.
كارنيجي: أوه كم تعذبت حتى أقنعت والد (أندرو) أن يبيع متاعنا القليل في دنفرلاين باسكتلندا ويسافر على سفينة المهاجرين إلى أميركا.
هوجان: وأخيراً استجاب لك يا أختاه...
كارنيجي: أجل.. أجل.. لقد قضينا سنوات عجافا بعد أن زاحمت مصانع النسيج التي تدار بالبخار مصانع النسيج اليدوي.
هوجان: حقاً فإنتاج مصانع النسيج بالبخار يزيد عدة مرات على إنتاج النول اليدوي.
كارنيجي: ثم إن لنا هنا بالولايات المتحدة أقرباء كانوا جد رحماء بنا فقد استطاع زوجي بمساعدتهم أن يقتني نولاً ويشرع في نسيج أغطية ملونة للمناضد.
هوجان: نعم.. نعم.. لقد رأيت مستر كارنيجي يبيعها متجولاً من منزل إلى آخر ولعمري أن هذا العمل خير له من عمله في اسكتلندا...
كارنيجي: بكل تأكيد.. بكل تأكيد كما أننا وجدنا عملاً لأندرو في أحد مغازل القطن بأجر قدره خمسة شلنات في كل أسبوع...
هوجان: شيء أحسن من لا شيء.
كارنيجي: العمل مهما يكن ضئيلاً خير من الفراغ الذي قد يقود إلى الفساد...
هوجان: صدقت صدقت... وأنت يا أختاه.. ألم تجدي عملاً بعد؟...
كارنيجي: يكفيني شغل المنزل يا هوجان غير أني أفكر...
هوجان: تفكرين بماذا؟؟
كارنيجي: في عمل إضافي فعندي في المساء فراغ لا يقل عن ثلاث ساعات...
هوجان: وماذا فكرت في إشغاله...
كارنيجي: أردت أن أستطع رأيك فأنت خبير بأهل بنسلفانيا لقد رحلت إليها قبلنا...
هوجان: دعيني أفكر وسأخبرك...
كارنيجي: أرجو ألا يطول تفكيرك فدخلنا ضئيل كما ترى وأندرو في سن يحتاج معه إلى غذاء كامل وإلا تعرض للأمراض...
هوجان: حقاً.. حقاً.. سأتصل بك قريباً وقريباً جداً.. والآن استأذنك...
كارنيجي: مع السلامة...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت أندرو يقول:)
أندرو: ماذا تقول يا جورج؟
جورج: إنه عمل في مصنع لبكرات الغزل...
أندرو: ما هو الأجر؟
جورج: سبعة شلنات في الأسبوع...
أندرو: أي بزيادة شلنين.. عما آخذه حالياً...
جورج: أجل.. أجل.. ولكن...
أندرو: ولكن ماذا؟؟
جورج: عليك أن تبقى واقفاً طول النهار في قبو مظلم قذر..
أندرو: يا الهي.. وبعد..
جورج: ومع آلة بخارية لا تني عن الطنين وعليك أن تغذيها بالوقود وتحرص على أن يكون الضغط في مرجلها كافياً لتسييرها...
أندور: وماذا بعد يا جورج؟
جورج: والبكرات التي يتم صنعها...
أندرو: ماذا عنها؟؟
جورج: سترسل إليك لتغمسها في قدر كبيرة بها شحم تفوح منه رائحة تتقزز منها النفس...
أندرو: هل تستأهل زيادة الشلنين الصبر على هذا العمل الشاق المضني...
جورج: تقدير ذلك يرجع إليك يا أندرو...
أندرو: صحيح... صحيح... شكراً.. دعني أفكر..
جورج: ومتى تعطني الجواب...
أندرو: غداً... بكل تأكيد...
جورج: شكراً وإلى اللقاء..
أندرو: إلى اللقاء...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سوزي تقول:)
سوزي: أبي.. أبي..
جيمس: ماذا تريدين يا سوزي...
سوزي: لا أدري كيف تستطيع القراءة والروائح القذرة تفوح من مصنع بكرات الغزل المقابل لدارنا...
جيمس: لقد تعودت ذلك يا بنيتي...
سوزي: ولكني لا أستطيع تحمل هذه الروائح العفنة أنها تصيب رأسي بصداع شديد..
جيمس: وهذا ما يحملك على الذهاب إلى خالتك (نورما) للنوم عندها وتتركينني وحدي...
سوزي: ولكني لا أقدر أن أتحمل يا أبي...
جيمس: أنت بعيدة عن المصنع ولا تستطيعين التحمل فكيف بالذين يعملون فيه طوال النهار...
سوزي: إني لأشفق على العاملين فيه ولاسيما ذلك الفتى الذي يخرج منه عند المساء وكأنه شبح من الأشباح شكله مخيف... مخيف جداً يا أبي...
جيمس: إنها لقمة العيش يا سوزي كم ندفع في سبيلها من ثمن...
سوزي: ليتك تجد لهذا الفتى عملاً في غير هذا المصنع حتى ارتاح من رؤيته في ذلك المنظر الرهيب...
جيمس: لو فرضنا أنني عملت على إيجاد عمل لهذا الفتى فسيأتي غيره يا سوزي..
سوزي: أجل.. أجل.. ما العمل يا أبي.. ما العمل؟
جيمس: نرحل من أجلك يا سوزي...
سوزي: ولكن لي رجاء..
جيمس: ما هو؟؟
سوزي: أن تسعى لدى أصحابك من التجار لإيجاد عمل لذلك الفتى وإنقاذه مما هو فيه.. إنه يائس يا أبي... يائس...
جيمس: أتشفقين عليه إلى هذا الحد؟؟
سوزي: والله ما أدري يا أبي ما السبب لعل منظره المرعب المخيف هو السبب...
جيمس: لعل ذلك أو لعله علة أخرى...
سوزي: أتعدني يا أبي؟؟
جيمس: أعدك يا بنيتي وأنا أعدك بأن أفتش على منزل خيراً من هذا الذي نسكنه...
سوزي: اتفقنا...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت أندرو يقول:)
أندرو: مامي...
كارنيجي: ما وراءك يا أندرو...
أندرو: لقد جاء اليوم إلى المصنع رجل اسمه جيمس أندرسن يسأل عني..
كارنيجي: أعرفت السبب في سؤاله يا بني...
أندرو: لقد أخبرني صاحب المصنع أنه سأله عن اسمي واسم عائلتي وأين أسكن..
كارنيجي: العله من رجال المباحث...
أندرو: لا يا مامي.. إنه ضابط من رتبة كبيرة.. كان رجل أعمال متقاعد ويملك مجموعة نفيسة من الكتب..
كارنيجي: وبعد يا أندرو؟
أندرو: لقد أعلن عن رغبته في إقراض كتبه إلى أي نفر من فتيان مدينة بتسبرج ممن يحرصون على قراءتها...
كارنيجي: واحسرتاه يا بني.. هل لدينا وقت للقراءة..
أندرو: ولكني أريد أن أقرأ يا مامي وأنمي معلوماتي...
كارنيجي: على كل حال خرجنا عن صلب الموضوع.. قل ماذا عن سؤال الضابط؟
أندرو: لقد أعطاه صاحب المصنع اسمي واسم والدي ومكان سكني... لعله يريد أن يجد لي عملاً يا أمي..
كارنيجي: من يدري قد يكون هذا وقد يكون سؤاله عن شيء آخر.. على كل حال نحن بانتظار خالك وسنسأله عنه.
أندرو: حسناً يا أبي فقد يكون عند خالي الخبر اليقين...
يقرع الجرس فتقول كارنيجي:
كارنيجي: إنه خالك يا أندرو قم وافتح له...
أندرو: حاضر.. حاضر..
(يدخل هوجان وهو يقول):
هوجان: طاب مساؤكما...
أندرو: ومساؤك يا خالي...
كارنيجي: مرحباً بك هوجان.
هوجان: كيف العمل يا أندرو..؟
أندرو: ليس كما أشتهي يا خالي وأني أفكر جدياً في عمل آخر...
كارنيجي: حقاً يا هوجان فإن أندرو مشمئز من عمله الحالي ومن القذارة التي يعيش فيها... فهل لك أن تساعده؟
هوجان: لقد جئت الليلة خصيصاً لأنقل إليك بشرى عمل جديد.
(ويصرخ أندرو قائلاً):
أندرو: ما هي طبيعة العمل وفي أي مكان يا خالي..؟
هوجان: قبل أن أقول لكم ما هو العمل أود أن أنوه بجهود شخصية في سبيل إيجاد هذا العمل.
أندرو: من هو يا خالي..
هوجان: المستر جيمس أندرسن الضابط ورجل الأعمال المتقاعد...
أندرو: المستر جيمس أندرسن...
هوجان: أتعرفه يا أندرو؟..
أندرو: لم أتشرف بمعرفته ولكني علمت أنه جاء قبل يومين إلى المصنع الذي اشتغل فيه وسأل عن اسمي واسم والدي وأين أسكن...
هوجان: لم يقل لي ذلك مستر أندرسن..
كارنيجي: قل لنا ما هو مجهوده في سبيل إيجاد عمل لأندرو...
هوجان: كنا معاً عند مستر بروكس مدير المكتب البرقي بالمدينة فشكا إلينا من أن الساعي الوحيد لديه لم يعد وحده قادراً على حمل الرسائل البرقية المتزايدة العدد...
أندرو: وبعد يا خالي...
هوجان: فما كان من جيمس أندرسن إلا أن قال إنه إذا أراد ساعياً آخر فإنه يعرف الشخص المناسب لذلك العمل.
كارنيجي: وبعد يا هوجان...
هوجان: ولما سأله مدير المكتب البرقي عن الساعي المناسب أجاب بأنه أندرو ابن أخت هذا وأشار إلي وكانت مفاجأة مذهلة ولكني عدت إلى نفسي وشكرته...
كارنيجي: وماذا كان رد مدير المكتب البرقي؟
هوجان: قال أرسل غداً ابن أختك يا هوجان لنرى مبلغ استعداده فشكرته وكررت شكري للمستر أندرسن وها أنذا أسرع لأزف البشرى...
كارنيجي: يا الهي شكراً لك ثم شكراً للرجل الطيب الذي كنا ظننا به السوء...
أندرو: إلا أنا يا مامي فقد كنت أرجو من ورائه الخير...
كارنيجي: الشيء الذي يحيرني يا هوجان هو...
هوجان: هو ماذا؟؟
كارنيجي: ما الذي جلب انتباه مستر اندرسن إلى أندرو؟؟
هوجان: إن مستر أندرسن يسكن مع ابنته في دار مقابلة للمصنع الذي يشتغل به أندرو ولا بد أنه رآه في تلك الحالة المزرية فأشفق عليه...
كارنيجي: ليس بعيداً يا هوجان ولكن...
هوجان: ولكن ماذا؟
كارنيجي: هل تسكن مع المستر أندرسن زوجته؟؟
هوجان: لقد ماتت منذ سنوات...
كارنيجي: مسكين...
أندرو: وابنته يا خالي أهي من سني أم أكبر مني....
هوجان: ولم هذا السؤال يا شيطان؟؟
أندرو: العلم بالشيء ولا الجهل به...
هوجان: أنها في مثل عمرك وربما أصغر منك قليلاً..
أندرو: شكراً والآن متى تريدني اذهب لمقابلة مدير المكتب البرقي يا خالي...
هوجان: غداً صباحاً سآتي إلى هنا حوالي الساعة التاسعة وسنذهب معاً فارتد أحسن ملابسك واحفظ بعض عبارات المجاملة يا بني...
أندرو: أرجو أن أكون عند حسن الظن يا خالي...
كارنيجي: سوف أرسل أندرو بالحلة التي يرتديها أيام الآحاد...
هوجان: حظاً سعيداً يا بني وإلى اللقاء...
كارنيجي: إلى اللقاء...
أندرو: مع السلامة يا خالي وإلى اللقاء...
نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سوزي تقول:
سوزي: تأخرت يا أبي عن عادتك.. حتى شغلت بالي...
جيمس: كنت مع مدير المكتب البرقي لمدينتنا...
سوزي: وحديثه لا شك شيق حتى أنساك العودة التي في الوقت العادي...
جيمس: لا شك أن حديثه كان شيقاً ولاسيما...
سوزي: ولاسيما ماذا؟
جيمس: وفقت معه في المهمة التي كلفتني بها يا بنيتي...
سوزي: أتعني إيجاد عمل لأندرو...
جيمس: أجل يا بنيتي...
سوزي: أنك هائل يا أبي... هائل.. دعني أقبلك...
يدق جرس الباب فتقول سوزي:
سوزي: يا الهي من الطارق؟؟
جيمس: سأرى من هو؟؟
(ويفتح الباب وإذا به وجهاً بوجه مع جورج فيقول مندهشاً):
جيمس: أنت وفي هذه الساعة المتأخرة من الليل؟؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :952  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 25 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج