شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سيـدي المكـي
وهذه قصيدة للشاعر يحيى السماوي رثى بها عبد العزيز الرفاعي نشرت بجريدة الندوة يوم 17/4/1414هـ عنوانها "سيدي المكي" وهي من البحر الكامل التام:
يرثيك – قبل الناطقـين – كتـاب
والمثكلان: الدار والأطياب
تعيـا حـروفي وهـي بعـد فتيـة
فيسير بي نحـو السكـوت ركـابُ
كبت الجفون على نوافـذ مقلـتي
وتعثـرت بدموعهــا الأهـداب
ومشى على المرسـى لهيب فجيعـتي
فـإذا رمـادي خيمــة وثيـاب
حدقت لا صحبي بحصـن سفينـتي
قربـي ومالـي نحوهـم أسبـاب
عاتبت أحداقـي وحـين نهرتهـا
وامتـد بيـني والديـار عتــاب
قالت: أردت الطـين ينفض مـاءه
"لا غـرو يشتـاق الترابَ تـرابُ"
تـاق المحـبُّ إلى "الحبيب" وراعـه
إنَّ الهـوى بعـد الأحبـة صـاب
يا سيدي المكيَّ كم رغـب الفـتى
وصلاً – وتبخـل باللقـاء ربـابُ
ياسيـدي المكـيَّ يكفـي أننــا
حطب وأنَّ النائبات ثقابُ
يا سيـدي المكـيَّ يكفـي أننــا
بشـر لنـا بعـد اللقـاء غيـاب
يا سيـدي المكـيَّ بـين قلوبنــا
وصلٌ – وما بين الوجـوه حجـاب
أنا مـا رثيتـك سيـدي لكنمـا
يبكي على قيثارة زريابُ
الجمر في كاسي وفي صحـني المـنى
رمـل، وما بـين الضلوع حِـراب
غادرت بستان النعيم ترفعا
وألذ من عَسـل الضلال الصـاب
فإذا تعثرت الحـروف علـى فمـي
واخشوشنت قبل الدموع رضـاب
فاعذر سمير الحرف حين تصدعـت
كلماته – فإذا السكوت جـواب
شطت بنا الدنيا عسـى من بعدهـا
يخضر – من بعد المصاب – ثـواب
ينبوعنا الصافي وراء حياتنـا
ولنا عقاب من بعدهـا ومثــاب
يـا سيـدي المكـيَّ كل نفيسـة
ولها – إن طال الزمـان – خـراب
غلب القضـاء صروحنا فتناثـرت
وتعددت لخرابها الأسبـاب
يـا سيـدي المكـيَّ آيـة ضعفنـا
إن المهيمن وحده الغلاب
أنـا مـا رثيتـك سيـدي لكنمـا
وجهي حقـول والدموع سحـاب
نبكـي على الدنيا – ونعلـم أنهـا
نهر ولكن المياه ســراب
الموت حطاب الحياة وإنما
ستقوم بعـد حصـاده الأحطـاب
تخضر ما عبـق الهـدى بجذورهـا
وتصير نخلاً طيباً أعشابُ
يا سيدي المكـيَّ ما عمـر الفتـى
إن لم يزن بصلاته المحراب
عمر الفتى إيمانه وفعاله
أما السنون فرغوة وسراب
يا سيدي المكـيَّ لسـت بنـادب
أعطاك – ثم أرادك – الوهـاب
لكنما طبع الضعيف بكاؤه
وجداً، وطبـع الديمـة التسكـاب
أطنبت في حزني على باب الـهوى
إن الهوى من طبعه الإطناب
أبكيك أم أبكي علي؟ كأنني
شيعت قبل المـوت يـا أصحـاب
يا سيدي المكي َّ تبقى بيننا
ما شع في القلـب الوفـي شهـابُ
كم حاضـر فينـا ومـا لوقوفـه
ظل وما لغصونه أطياب
ولربما قد أقفرت بوجوده
دار وتقفر بالديار هضاب
أو راحل عنَّا له ما بيننا
دفء وفوق دروبنا أعناب
يا غائب الأشجـار عـن أحداقنـا
وله ببستان القلوب إياب
يا راحلاً من بيته لقلوبنا
فكأنه لقلوبنا أعصاب
غادرتنـا جسمـاً ومـا غادرتنـا
عن الحياة لجيئة وذهاب
قد تاقت الـروح الطهـور لربهـا
"لا غرو يشتـاق الترابَ تـرابُ" (1)
فاهنأ بمجدك يا ابن مكـة حسبنـا
أن الثواب وقـد رحلـت شعـاب
يا سيدي المكـيَّ عطَّـرت الشـذا
بشذاك وانتهجت رؤاك لباب
 
طباعة

تعليق

 القراءات :737  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 94
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج