شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وَكْـر النُّسـور
طفل الحجارة يستبشر بالغد المشرق
-4-
طالَ البَلاءُ وعِيلَ صَبْرُ المُبْتَلي
أوَ كُلمَا أفْرَغْتُ صَدْريَ يَمْتلي
حَرْبُ الحِجارِ طَويلةٌ، لكنَّني
مُتَشَبّتٌ فيها كَيوْمي الأَوّلِ
ما زِلْتُ أومنُ أنَّها دَرْبي إلى
حُرّيَتي، ورَجايَ للمُسْتَقْبَلِ
صارَتْ طَعامي السِّرْمَـديَّ ومَشرَبـي
مَنْ يَستطيعُ العَيْـشَ إنْ لَـمْ يأْكُـلِ؟
زَحْزَحْتُ طَيْفَ النَّوْم عَنْ جَفْـني بهـا
وقَصَمْتُ ظَهْر العَنْجَهيّ المُبْطِلِ
يا مَنْ يقولُ له مَقالةَ ناصِحٍ
فَلْيَخْتَرِ الطُوفانِ أو فَلْيَرْحَلِ
مَهْما تَدَجَّج بالسِلاحِ فَفَجْرُهُ
لا لَنْ يَلوحَ، ولَيْلُه لَنْ يَنْجَلي
وإذا غَلا في دَعْمِهِ أعْوانُه
فأنا عَلَيْه كالقَضاءِ المُنْزَلِ
إنْ نامَ كُنْتُ بحُلْمِهِ حَجَراً وإنْ
يَشْرَبْ أكُنْ صَابـاً يُشـابُ بحَنْظَـلِ
هذي بلادي لا أُبَدّلُ حَفَنَةً
مِنْ رَمْلِهـا الغالـي بثَـرْوة "هِرْقِـلِ"
عاثَ الدَّخيـلُ-ولم يَـزَلْ- بِتُراثِهـا
وَجَنَى عَلَيْه كأنَّه لَمْ يَفْعَل
عايَشْتُ كل مُشَرَّدٍ في ظِلِّها
وفَتَحْتُها بَيْتاً لكُلِّ مُؤمِّل
لَمْ تَحْنِ إلا للإله جَناحَها
تَبْنِي النُسورُ وُكورَهـا فـي الكَرْمـلِ
جَبَلٌ تَقَدَّسَ تُرْبةً وحِجارةً
وسَما مَقاماً للسِماكِ الأعْزَلِ
إنْ لَمْ يَكُـنْ أعَلـى الجبـالِ، فإنَّـه
في مَذْهَبِ الأحرار أعلَى مَوْئِلِ
لا يستطيلُ عَلَيْهِ طَوْدٌ شامِخٌ
جُنْحُ الحَمامة غَيْـرُ جُنْـحِ الأجْـدَلِ
يا واغلينَ علـى بـلادي لَـنْ تَـرَوا
منَّي سِوى المُتَقَحّمِ المُسْتَقْتَل
روحي فِدى وَطَني وما مَلَكَـتْ يَـدي
هو كَعْبـتي عِنْـدَ الصـلاة وهَيْكلـي
فيه وُلِدْتُ وماتَ فيه والدي
وعلى خَرائبِكم سأبْني مَنْزِلي
قُلْنا نُسالِمُكم ونَحْيا أخْوةً
فوَضَعْتُمونا في الحَضيض الأسْفَلِ
قَسَّمْتُمُ الدُّنيا: فأنتم زُبْدةٌ
وبَقيةُ الدنيا قُلامة أنْمُلِ
شُكْراً لَكُمْ فَقَد اكْتَشَفْنا أنَّنا
لَنْ نَلْتَقي-لِضَلالكـم- فـي مَحْفَـلِ
العُنْصُريّة باعَدَت ما بيننا
يا لَيْتَ (لَمْ نَعْقِلْ ولم نَتَوكَّلِ)
مَنْ لَمْ يبادِىء بالأذاة قَريبَه
فهْوَ القَريبُ إلـى الطَريـق الأفْضَـلِ
أَوْغَرْتُمُ صَدْري، ولولا غَدْرُكُمْ
لَمْ يَحْتَدِمْ غَضَبيِ ولَمْ أتَمَلْمَلِ
غَيْرُ الحجارةِ لَيْـسَ لـي مِـنْ عُـدّة
ألقَى بها زَحْـفَ الخَميـس الجَحْفَـل
وحَلَفْتُ أنِّي لَنْ أردَّ حِجارتي
حتى أفُضَّ بها نُيوبَ الهَيْطَلِ
عَلَّقتُ أمالي على عُقَلائكم
فوجَدْتُ نَفْسي في مَعِيّةِ جُهَّل
أنا لا أسُومُكُمُ مكارِمَ حاتَمٍ
لكنْ أذكّركُم وفاءَ سَمَوألِ
* * *
يا إخْوتَي في الجُرْح لا تَتَخاذلوا
مَنْ ليسَ يَخْـذُلُ نَفْسَـه لَـمْ يُخْـذَلِ
مَهْما تَجَهَّمَـتِ السَّمـاءُ ففـي غَـدٍ
لا بُدَّ مِنْ يَوْمٍ أغرَّ مُحَجّل
إنْ لَمْ نُعيّدْ نَحْنُ لاستقلالنا
فالنَصْرُ مَعْقودٌ لجيلٍ مُقْبِلِ
حَقْلي سأزْرَعُه ليَجْنِي خَيْرَهُ
مَنْ سَوْفَ يَزْرَعُهُ لِيَجْنِـيَ مَـنْ يَلِـي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :865  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 626 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج