شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ محمد الهويمل ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شكري الجزيل لأستاذنا عبد المقصود خوجه على أن جعل خيل النشاط الطلابي تجري في هذا المضمار الثمين، أدخل مباشرة إلى موضوع الحديث، وهو المسرح المدرسي، وقبل أن أتحدث عن المسرح المدرسي وقد لا يسعفني الوقت قد يوقفوني قبل أن أصل إلى المسرح سوف أقف على ما قبل المسرح، وهو واقع المسرح المدرسي، أو واقع النشاط الثقافي في المدارس ومعوقاته، من المسالك التصحيحية الجيدة للمستقبل أن نقف على الواقع أولاً، ومن هذه العوائق التي قد تعيق التسيير في الواقع تعلم والطالب يصل إلى المدرسة يومياً ليحقن ست حقن تعليمية دون أن تُلامس بقية إبداعاته وعطاءاته وإمكاناته فهذا الطالب يخرج بحصيلة علمية فقط، وتبقى إمكاناته لم تلامس ولم تُنمى عطاءاته وقدراته، ولهذا السبب نحن نلاحظ أن الأجيال التي تخرج من مدارسنا هي أجيال متشابهة ولا يوجد فيها شيء من التميز الإبداعي.
نحن قليلاً ما نجد ممن يتخرج من مدارسنا أو بالأحرى نحن بحاجة إلى أن نجد في هؤلاء الطلبة الكاتب والصحفي والروائي والقاص والإعلامي، ولكن للأسف كل هذه الجوانب تموت كإبداعات داخل المدارس؛ لأن المدرسة أصلاً في هاجسها وفي تسييرها اليومي هي تُعلِّم، وهذا واحد من عوائق تسيير الأنشطة الثقافية داخل المدارس، ولأهمية هذا الجانب تعرفون أن الأمم لا تحسب مجاميع هي تحسب كيانات، الأمة بشعرائها بعلمائها بأدبائها بإعلاميها، ومن هنا أتصور أنكم مدركون جداً لأهمية أن نسعى إلى استنهاض كوامن أبناءنا الطلبة من خلال الأنشطة المدرسية، ومن هنا يتبين قيمة النشاط الطلابي، وبالذات النشاط الثقافي.
النقطة الأخرى أو العائق الآخر: أن الأنشطة الثقافية داخل المدارس لم تُفهم أهدافها من قبل بعض القائمين على إدارة المدارس والقائمين على الأنشطة، والآن ما يُسيَّر داخل المدارس قد لا يصل إلى تحقيق المستهدف، وحتى الهدف المنشود من الأنشطة المقامة والأنشطة المسيَّرة لم يُعمد إلى تحقيقه، وأنا بودي أن نقف على واحد فقط من الأنشطة المدرسية الثقافية لنتبين أنه لم يتحقق الهدف المنشود، لو وقفنا على صحيفة الحائط وهي من أقدم الأنشطة الطلابية المدرسية، لا يمكن أن تجد الآن في الساحة صحفياً ينتسب إلى صحيفة الحائط ويقول أنني بدأت من صحيفة الحائط، ولو أجريت استفتاء داخل المدرسة لن تجد طالباً يقول لك أني أنا قرأت ما نزل في هذه الصحيفة، والأدهى من ذلك أنها بدأت.. صارت صحيفة الحائظ تصمم في الشارع، ويصممها من لا يتحدث العربية، وتملى بمادة قد لا تتوافق حتى مع الطلاب، ولا مع سنهم ولا مع مرحلتهم التعليمية.
اطلعت على صحيفة حائط في مدرسة ابتدائية كُتِبَ فيها عن الاستنتساخ، فالآن.. والجميل في النشاط الطلابي وبالذات الثقافي أن كل هذا الوقوف وهذا الرصد السلبي لهذه النشاطات يقابلها رسم نستطيع من خلاله أن نحقق المستهدف، ليست العملية لا حلول لها لو حاولنا أن نقف على بعض الأنشطة كيف يتم تطبيقها لرأينا أنها بالإمكان أن تكون خطوة إيجابية محققة لكثير من المستهدفات.
بالنسبة لما نتحدث عنه المسرح المدرسي أنا في نظري أن ما يقدم في المدارس ليس مسرحاً مدرسياً أو أن أغلبه هو حفل مدرسي وليس مسرحاً مدرسياً، وهذا الحفل الذي يقام دعونا نقول ولو تجرأنا قليلاً هو لا يوجد في دائرة النفاق الوظيفي أو الإرضاء، بمعنى أن المدرسة تقدم عملاً مسرحياً لتعرض بعض مناشطها وهذا جزئية من أهداف الحفل، ولكنه لو حسبنا الحفل المسرحي نجد المستهدف الأساسي هو الطالب آخر شيء في اهتمامات المنظمين للحفل، يأتي بعد اللوحات الترحيبية وبعد الوجبات وبعد أشياء كثيرة توضع في الحفل لا تحقق الهدف المنشود وهو الطالب، أو استفادة الطالب.
الطالب يأتي إلى المدرسة أو مفترضاً أن نقول أنه لا يكفي أن نقول يجب أن يخدم المسرح فقط الطالب الذي يقف على المسرح، يجب أن نقول أنه من خلال المسرح المدرسي يجب أن نخرج بنتائج عدة منها: الطالب المخرج، والطالب المؤلف، من خلال ورش العمل، والطالب وكما لاحظتم اليوم وأمس في عروض.. الطالب الذي يتعلم كيف يتابع الطالب المتفرج الجيد، من خلال المسرح يفترض أيضاً أن تمتد اهتماماتنا فيه إلى أن نعوّد الطالب كيف يكون متابعاً جيداً، ومن خلال المتابعة الجيدة نحصل على الناقد المسرحي والكاتب المسرحي.
نحن في المسرح المدرسي يجب أن نعرف أن المهمة صعبة جداً، لأنه الآن ما يطرح في المسرح المدرسي يوازنه ما يطرح في الساحة الإعلامية، الشخص الذي يأتي إليك هذا أتى من قنوات فضائية ومن مجالات ثقافية عدة، وأتى إليك وهو له وقته الثمين، فيفترض أن نحافظ على واقع المسرح المدرسي لأن يملأ هذا الفراغ، وأن يكون مرضياً ومقنعاً لكل الحضور الذين يأتون، أنا أتصور أنه أيضاً من أسباب أن المسرح المدرسي يتقدم بخطى قد لا تكون سريعة هو أننا قد نخطئ فيما نقدم، قد لا نحترم عقل المتفرج وقد لا نقدر وقته، وقيمة هذا الحضور، شكراً لكم أستاذنا.
عريف الحفل: شكراً للأستاذ الهويمل، الأستاذ محمد ربيع الغامدي مشرف النشاط الثقافي بتعليم جدة سابقاً له كلمة، في حدود عشر دقائق وإن وفرت فمن الشاكرين.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1599  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 143 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج