شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
 
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وأصلي وأسلم على سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آل بيته الطاهرين وصحابته أجمعين.
الأستاذات الفاضلات.
الأخوة الأكارم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سعداء أن تستضيف اثنينيتكم الليلة، أباً روحياً لعلم الاجتماع، أحد أبرز النخب الفكرية المستنيرة، مفكر أسهم بمؤلفاته في تجذير علم الاجتماع عبر مساهماته الغزيرة المتنوعة، ونال بفضل جهوده البحثية تنظيراً وتحليلاً، العديد من الجوائز، سعادة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب بوحديبة الذي قدم خصيصاً من تونس الشقيق ليمتعنا بهذه الأمسية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً به.
إن المتتبع لمسيرة ضيفنا الكريم يلاحظ أن مؤلفاته الكثيرة، أحدثت تفرداً واسعاً لمناقشة قضايا كونية أحسبها ذات تأثيرات واسعة على المستويين المحلي والعالمي ،فهو يرى أنها تمثلت في صدام الحضارات، والتطرف الديني، والصراعـات العالمـــية، التي هي جزء من بعض المعـــضلات المستعصية خلال هذا القرن، فالتضارب والصراع ينبعان من التاريخ نفسه، ويمثلان إحدى فقراته المثيرة للجدل مهما تغيرت الأسماء وتبدلت الظروف، أما التلاقي بين الحضارات فتكتنفه بعض السلبيات والكثير من الإيجابيات ما يؤدي إلى حوار وتلاقح بين الحضارات والثقافات والأديان والأجيال، يتطلب مزيداً من الوعي والعمل في وقت أصبحت فيه الحاجة ملحة إلى التحاور مع الآخرين وهم كثر، بل والتعاون معهم لجعل الحوار بديلاً للنزاعات التي لا تفضي إلا إلى مزيد من الصراعات، مع الأخذ في الاعتبار أن حوار الثقافات لا معنى له إذا لم يستند إلى مقوماته الثقافية، التي يجب أن يتم الاستناد عليها ما أمكن لتجاوز العقبات المشاكل وما أكثرها في عالم يسوده الغموض وتطغى عليه الأغراض المغرضة. وبسبب الإنتاج الفكري الغني والمتنوع بالعربية والفرنسية في حوار الثقافات والحضارات لضيفنا الكريم فقد نال جائزة اليونسكو سنة 2004م.
كما أن ضيفنا الكريم، صاحب خبرة علمية وعملية في مجال الترجمة من خلال ترؤسه لجنة جائزة الترجمة (ابن خلدون-سنغور في العلوم الإنسانية)، فهو يرى ضرورة توظيف الترجمة لخلق حوار فكري حقيقي مع الآخر، وتلاقح فكري، وتبادل معرفي، بما يحقق طفرة علمية حضارية عميمة الخير والفائدة، وفي ظل الإنتاج الفكري الغزير الأوروبي، تصبح الحاجة أكثر مساسة إلى مضاعفة الجهود، وترتيب الأولويات، فقد قام من خلال ترؤسه أيضاً لبيت الحكمة التونسي بعملية كبيرة لبعث المؤسسة التونسية للترجمة،كما أصدرت اليونسكو بالتعاون مع المنظمة الدولية للفرنكفونية قراراً لإحداث جائزة للترجمة، ووعياً واهتماماً بجوهرية الترجمة، ظهرت مبادرات عديدة في البلاد العربية للنهوض بها، الجدير بالذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بادر بإنشاء جائزة عــالمية للترجمــة من الـــلغة الــــعربية وإلــــيها بــــــاسم "جائــــزة خــــــادم الحرمــــــــين الشريــفين عبد الله بن عبدالــــعزيز الــعالمية للتــرجمــــة" منذ العام 1427هـ الموافــــق 2006م، وهي جائزة تقديرية عالمية تمنح سنوياً للأعمال المتميزة، والجهود البارزة في مجال الترجمة.
يعدّ ضيفنا الكريم كتابه الموسوم "على خطى ابن خلدون" بمثابة "إعادة الروح" إلى هذه العبقرية في تعددها وتفردها، فعمل على تسليط الأضواء عليه بغية إنصافه وجعله طرفاً أساسياً، وفي سبيل ذلك وضع ضيفنا الكريم نفسه أمام عبقريته، ومن ثم متابعة مراحل حياته، وقدم أهمّ فقرات المغامرات الكثيرة العجيبة، الباهرة التي ملأ بها حياته بكامل المسؤولية والوجدان، ساعياً وراء هذا السفر إلى أن يجـعل ابـــن خـــلدون، ماثلاً في حياته بما له وبما عليه، فتحاور معه بوجدانه وبعبقريته وتقييمه، لا كما قيم نفسه بنفسه فحسب، بل باستخراج من كامل حياته وفي شكوكه ومن تغيراته، ومن مؤلـــفاته، نظرة أخرى تفتح الآفاق أمام الأجيال الصاعدة.
أما مؤلفه الموسوم "الإنسان في الإسلام"، فقد دعاه إلى تأليفه حالة التمزق بين تيارات متعـددة ومختلفة بعضها أصلي نابع من مشاغل المسلمين، من جذورهم، من تراثهم، من مقتضيات عصرهم الحالي وتناقضاته العجيبة. وبعضها كذلك لا يزيد أن يكون افتعالاً ومحاكاة لأوضاع ليست فيهم، ولأفكار لا تمكنهم من الخروج بفهم عميق لأوضاعهم، فاختار أن يجعل من سنّة الإسلام العنصر البارز الذي يجب تغذيته وتنميته، ويؤكد ضيفنا الكريم أن تحقيق الذات مرهون بالتأثير في التاريخ وتوجيهه، ولا يمكن لأي كائن أن يغادر التاريخ، لأنه يحوينا جميعاً، أي أن الإنسان تاريخي بالطبع يضع في التاريخ بصمات. ورسالة العلماء أن يجعلوا الناس يدخلون التاريخ من بابه الواسع، كما يمتاز ضيفنا الكريم بروح المثقف الواعي بهموم عصره، بعيداً عن أضواء الشهرة، فيرى أن موضوع فهم الذات محاولة لفهم الوجود الإنساني في عالم يحتاج إلى إنقاذ مصير والى مصالحة حقيقية مع يومه، أمام جراحات الذات ونسيانها وأمام التراكم التراثي الماورائي، الذي سحبها إلى العمق البعيد، وأمام انسداد الرؤى في محاورة الآخر، وتفعيل العلاقات به نظراً إلى عدم تكافؤ القوى والإمكانيات، فهو في مؤلفاته يجيب بعمق وبدقة العالم ورؤية المفكر عن مجمل هذه الأسئلة المؤجلة والمسكوت عنها، وفي بعض الأحيان يفتح حوار الذات وفهمها كلّما سكت عنه الفكر العربي ليستعيد المرحلة التي كانت الذات العربية مفعولاً، وكان قرارها بعيداً عن مركزها.
أكثر مؤلفات ضيفنا شهرة كتابه "الجنسانية في الإسلام" المكتوب بالفرنسية والمترجم إلى الإنكليزية والعربية والبوسنية والأسبانية واليابانية، ويترجم حالياً إلى البرتغالية. لعله يقدم لنا في هذا الأمسية بعض الإضاءات عنه.
إلى هنا أترككم في معية ضيفنا الكريم على أمل الالتقاء بكم الأسبوع القادم لتكريم الأستاذة أسماء زعزوع الشهيرة بـ"ماما أسما "رحمها الله باعتبارها أول مذيعة خليجية أرسلت صوتها عبر أثير الهند الموجهة للعالم العربي منذ العام 1369هـ- 1948م إلى العام 1379هـ 1958م. في القسم العربي من إذاعة نيودلهي.
وحتى الملتقى أترككم في رعاية الله وحفظه
طبتم وطابت لكم الحياة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: الإخوة، لفنا الحزن أثناء فترة توقفنا، بفقد بعض الأحبة منهم زميلنا الكاتب والأديب الأكاديمي الدكتور عمر الطيب الساسي ـ رحمه الله ـ الذي لبى نداء ربه، وقد كان من محبي هذا المنتدى الأدبي.. كما رحل عن دنيانا الكاتب الصحافي المعروف الأستاذ أحمد الصائغ،-رحمه الله-.. وأيضاً فقدنا الصحابي والمفكر الإسلامي المرموق الدكتور زين العابدين الركابي، رحمه الله الذي كانت اثنينيتكم على موعد معه لتكريم مسيرته خلال الموسم القادم.. كما فقدنا العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمد بن سعد آل حسين الذي كرمته الاثنينية بتاريخ 28/7/1409هـ الموافق 6/3/1989م، والذي كان باراً بسيدي الوالد-رحمه الله ـ، فألف عنه أول كتاب يجمع أعماله الأدبية وسيرته الذاتية بعنوان "محمد سعيد خوجه حياته وآثاره"، كما فقدت الساحة الثقافية الأستاذ عبد الرحمن المنيف الروائي المعروف، -رحمه الله- نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم جميعاً بواسع رحمته ويلهمنا وذويهم الصبر وحسن العزاء.. وأن يعوضنا عنهم خيراً ويجعل ما قدموه في موازين حسناتهم، إنا لله وإنا إليه راجعون.
الأستاذ محسن العتيبي: شكراً لسعادة الشيخ "عبد المقصود محمد سعيد خوجه"، مؤسس "الاثنينية"، وقد ألقى كلمته الترحيبية الضافية، التي تتحدث عن ضيفنا الكريم. أيها السادة والسيدات أود أن أشير إلى أنه بعد أن تعطى الكلمة لفارس أمسيتنا هذه الليلة، ستتم محاورته عن طريق طرح الأسئلة، التي نأمل أن تتفضلوا بإلقائها مباشرة، راجين أن يكون سؤالاً واحداً لكل سائل أو سائلة، يعرف بنفسه ثم يقدم سؤاله، بعد أن ترسل الوريقات لطلب الأسئلة إلى المنصة لترتيبها، قبل أن نستمع إلى ضيفنا هناك بعض الكلمات التي تتحدث عن الضيف، والتي ستذكر شيئاً من مآثره وأعماله، نبدؤها بكلمة لمعالي السيد إياد بن أمين مدني، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، فليتفضل.
 
 
طباعة
 القراءات :358  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 204 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الأول: من المهد إلى اللحد: 1996]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج