شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، حبيبك وصفيك، سيدنا محمد وعلى آل بيته الطاهرين، وصحابته الميامين.
السيدات الفاضلات.
الأساتذة الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نسعد الليلة أن نكرم علماً معرفياً، مد حبال معرفته جسراً للتقريب بين الثقافات، فأنتج أدباً ثرياً، ونقداً موضوعياً، وترجمات رزينة، قلبت مفاهيمية الاستشراق عند إدوارد سعيد، إلى ريادة الجيل العربي المنفتح على ثقافة الآخر، من دون وجل من الجديد، أو تخوف من الغريب، ليتفاعل أدباً عالمي القسمات، عربي النكهة، في مقاربة ممتعة، واستشراف مبدع، لكل ما هو جميل، نرحب بالدكتور معجب بن سعيد الزهراني.
إن المتتبع لمسيرة ضيفنا الكريم يجد نفسه أمام ناقد، وأديب، وأكاديمي، أصدر من المؤلفات أمتعها، أرسى أدباً شفيفاً في القراءة النقدية للنص الإبداعي، عبر إشراك القارئ في التحليلية البنائية للنص، بوصفه كائناً أدبياً يشارك، ويتفاعل، ويؤول، فتجاوز بكتاباته النقدية حدود الاجتهادات التقليدية، التي حبستها نمطية النظر النقدي العربي، تحت ذرائع الإخلاص للنص والخضوع لمعطيات المعنى، مطلقاً العنان لثقافة تحليلية منفتحة، تغوص في روح النص، وأبعاده الإنسانية والثقافية، فتناول بالنقد والشرح المتعمق، حكاية انفجار الذاكرة في كتابات معالي الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله، وطوّف في فضاءات الموت والصمت عند الطيب صالح، رحمه الله، وقابل بين مرجعيات الغرب والشرق في تركيبية البناء المعرفي، عبر تحليل التناول المعرفي لدلالة العربي والمسلم في روائيات ألبير كامو، والاستيعاب الحضاري لمفهوم الشرق والشرقيين، في ديوان الشرقيات للشاعر الفرنسي فيكتور هيجو، كما أعاد تحليل التراث الثقافي لمنطقتنا، من منظور نقدي مختلف ومتجرد، فراد بفكرة طرقاً جديدة في تناول انفتاحية ابن رشد، وتقليدية ابن حزم، وبكائيات مجنون ليلي، في بوح تاريخي شفيف، ونقد فكري عميق، لم يفصله عن طرق أبواب الحداثة، ومعالجة أزمة الهوية العربية، وتحديات الغزو الثقافي والفكري، في إطاره المعرفي وبعده الإيديولوجي.
وإن كان ثمة من يزعم بأن الترجمة هي خيانة للنص الأصلي، فإن ضيفنا جعل من الترجمة باباً للانفتاح الثقافي على الآخر، وإعادة لتقديم النص الأدبي في صورة واقعية معبرة، تجسر هوّة التباعد والتنافر المعرفي في حقل الإبداع، وتؤطر لحوار ثقافي متعمق، يتجاوز نمطيات الغرب والشرق، نحو إبداع إنساني شامل، يطرب الفطرة السليمة، ويستهوي الأذواق الرفيعة.
أجدد ترحيبي بضيفنا الكريم، ولا أحول بينكم وبين هذا المورد الأدبي العذب، على أمل اللقاء بكم في أمسيتنا القادمة التي نخصصها لتكريم معالي الشيخ محمد سرور الصبان (رحمه الله)، مكتفياً بما عرضته، تاركاً عن قصد عدم الإشارة إلى محورين مهمّين محور الرواية وبالذات روايته رقص، والمحور الآخر عن ازدواجية الفرنسية والعربية، ودورهما في حياة ضيفنا الكريم، وما قام به من أعمال تتعلق بالازدواجية، شاكراً ومقدّراً ومعتقداً أن بعض الحضور سيطرح هذين المحورين ويتكلم عليهما، مرحباً مجدداً بضيفنا الكريم، مكتفياً بهذه الإضاءات، على أن تكتمل لكم الصورة بما ترونه من تساؤلات، أحسب أنها ستكون مثيرة، ومحفزة، تستنطق بواطن ضيفنا الكريم، وما يحمله في حقيبته من رؤى وأفكار، وآراء إبداعية. موعدنا الأسبوع القادم إن شاء الله حيث يسعد “الاثنينية” أن تنحو منحى جديداً، بتكريم الرموز الوطنية التي تركت بصمات واضحة، في مسيرة العمل الإنساني، والاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي، تستمد منهم الأجيال الحاضرة والقادمة ألق العمل الجمعي ونكران الذات بعيداً عن الأضواء. وفي هذا الإطار، خصصت "الاثنينية" الأمسية القادمة لمحاور مهمة حول مآثر الراحل معالي الشيخ محمد سرور الصبان، رحمه الله، الذي كان وزيراً للمالية، ثم أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي وأدّى دوراً في الحياة السياسية والأدبية والاقتصادية في تلك الفترة في مملكتنا الحبيبة.
طبتم وطابت لكم الحياة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: نبدأ بشكر سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه مؤسس هذه "الاثنينية" على كلمته الضافية، وأرحب بكم أيها السادة والسيدات في هذه الأمسية، والآن نستمع إلى بعض الكلمات التي تتحدث عن ضيفنا الكريم، الكلمة الأولى لسعادة الكاتب والأديب المعروف الدكتور عبد الله مناع، فليتفضل.
 
 
طباعة
 القراءات :408  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 183 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.