شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
خواطر وملاحظات (1)
"الشِّعر"
الشّعرُ يبعثُ في الأرواحِ عاطفةَ الذّكرى
ويَذْكُرُنا بالغابرِ الماضي (2)
يَهْدِي النفوسَ إلى النّهجِ السّواءِ، فلا
تَرَى من الغَيِّ إلاَّ شبْهَ أنْقاضِ
إن ردَّدَ الشعرَ شادٍ باتَ يَذْكُرُنا
عَزْمَ القلوبِ لآمالٍ وأغراضِ
إن كان للشّعرِ ذُلٌ بالغٌ فأنا
به -وإن جَبُنَتْ آسادُهُ- راضي
"آيات الله"
الناس لو فكّروا فيما يَرَوْنَ على
وجْهِ الوجودِ من الآياتِ والعِبَرِ
قالوا إذنْ: جلَّ بارِينا وخالِقُنا
سبحانَهُ، صاغَنا في أبْدَعِ الصُّورِ
كم قد رأينا من الآياتِ ظاهرةً
لكنْ بأفكارنا ضَرْبٌ من الزَّوَرِ (3)
رُحْمَاكَ، إنَّا على الإيمانِ ثابِتَةً
قلوبُنا، لو رأيتَ الفِكْرَ في بَطَرِ
"الكون"
الكونُ صورةُ أجناسٍ مُجَمَّعَةٍ
في قالَبٍ هو بالتّوحيدِ مُرْتَهَنُ (4)
كم صورةٍ زادَها التاريخُ في غَدِهِ
حسْناً، فجاءتْ يُحَلِّي جِيدَها الزمنُ
والناسُ في غَفْلَةٍ عن سرِّ كَوْنِهِمُ
لأنّهمْ بِطِلابِ المالِ قد فُتِنوا
لا يبتغون سوى الدّينارِ ناصعةً
نُقوشُهُ، وبه يَسْتَهْزِئ الفَطِنُ
"مداعبة النفس"
أداعبُ النفسَ كي تَنْسى حَزازَتَها
والنفسُ ليستْ على الإرْهابِ تَصْطَبِرُ
لو دانتِ النفسُ للإرهابِ طائعةً
باتتْ وليس لها في عزِّها وَطَرُ
يا نفسُ لو كان في الكونِ العريضِ فتىً
به من العقلِ أو من شِبْهِهِ أثَرُ
لكان للنّفسِ معواناً يبجّلها
حتى يراها يُحَيِّي رَبْعَها الظَّفَرْ
"البلاغة"
شئتَ البلاغةَ لكنْ لم تَشَأْكَ فتى
فأرْبَأْ بِنَفْسِكَ أن تَنْصاعَ خُسْرانا
هي البلاغةُ لا ينفكُّ طالبُها
يجولُ، يقطعُ أقطاراً وأزمانا
ذات الفضائلِ إن هَبَّتْ نسائمُها
فَبَدَّدَتْ عنك آلاماً وأحزانا
ذاتُ الرَّذائلِ إن جاءتْ عواصِفُها
فقوّضتْ جَبَلاً عالٍ وأركانا (5)
"السّيفُ والظّفر"
اللّيثُ يَزْأَرُ، لكنْ فيه عاطفةٌ
والمرءُ نادَى، وكم نادَى ببغضاءِ
والكون غابٌ -وإن قَلَّتْ مخاوفُهُ
يَحوطُهُ الناسُ أحياناً بظلماءِ
ما إن ترى فيه لَيْثاً هالَ مَنْظَرُهُ
حتى ترى فيه مَرْءاً يُرْهبُ الرّائي
"فالسيفُ" حكمٌ لكلِّ الناسِ قاطبةً
"والظَّفْرُ" حكمٌ لآسادٍ بَبَيْداءِ
"العالِمُ والجاهل"
أمّا البلادُ فليستْ غيرَ مَجْمَعَةٍ
من عالِمٍ لَبِقٍ أو جاهلٍ خَرِقِ
فعالِمٌ دأْبُهُ الإصلاحُ، مجتهداً
في سَعْيِهِ يَنْشُدُ العُمْرانَ في الطُّرقِ
وجاهلٌ هَمُّهُ وطءُ الثَّرَى جذلاً
وبطنُهُ مُفْعَمٌ باللحمِ والمَرْقِ
شَتَّانَ ما بين ذا -والفرقُ مُتَّضحٌ
وبين ذلك في العاداتِ والخُلُقِ
"فلاسفة"
تفلسفَ المرءُ في الدنيا وما وَسِعَتْ
لكنْ نتيجتُهُ الإخفاقُ والتَّعَبُ
أكلُّ مرءٍ له في الكونِ فلسفةٌ
تَبِينُ حيناً -على بُعْد- وتَحْتَجِبُ
أم كلُّ مرءٍ له رَأْيٌ يَلجُّ به
تَشِفُّ عنه وعن أمثالِهِ الحُجُبُ
خلِّ الأمورَ لربِّ العرشِ، إنَّ له
في خَلْقِهِ حكمةً قالتْ به الكُتُبُ
"جمودُ النّاس"
الأرضُ تمشي ونَحْنُ
على التُّرابِ قُعُودُ (6)
والشمسُ تَسْري مساءً
وفي الصباحِ تعودُ
والشّاةُ تَثْغِي لكيلا
تسطو عليها الأسودُ
أمَّا الوَرَى فَحَيَارَى
قد اعْتَراهمْ جُمُودُ
"ضلالُ الخلائق"
ما للِخلائقِ إلاّ
بليّةٌ لا تُحَابِي
فقد أضاعوا المزايا
واستهزؤوا بالصّوابِ
ساروا على غير نَهْجٍ
يُفضي لِحُسْنِ المآبِ (7)
ما الكونُ إلاّ بلادٌ
مآلُها لِلخَرابِ
"الآلة القويّة"
جادِلِ النّاس بالتي
هِيَ أوْلَى وأحسنُ
أنتَ في النّاس واحدٌ
أعَلَيْهِمْ تُهَيْمِنُ
إنّما الناسُ آلةٌ
ليس بالعَسْفِ تُؤْمِنُ
فاتَّق الناسَ إنّهمْ
في البلايا تَفَنَّنُوا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :595  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 238 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج