شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تقديم
بقلم: د. عبد الله الحيدري
كلية اللغة العربية بالرياض
حسين سرحان (1332-1413هـ/1914-1993م) قامة أدبية مهمة أثرت المشهد الثقافي في المملكة على مدى أكثر من ستين سنة بإنتاج غزير شعراً ونثراً، ولقي إنتاجه اهتماماً نقدياً لافتاً، وبخاصة شعره، فقلما تخلو دراسة عن الحركة الشعرية في المملكة من الإشارة إليه والتنويه بمنجزه، وأهم دراسة تناولت شعره أطروحة الماجستير التي أعدها الأستاذ أحمد بن عبد الله المحسن -رحمه الله- في جامعة الملك سعود، وتولى نادي جدة الأدبي طباعتها في عام 1411هـ/1990م.
ولقد كانت بداية السرحان مع الشعر مبكرة، وقد أشار إليها في مقال له بعنوان "هراء"، فذكر أنه بدأ نظم الشعر وهو في سن الثانية عشرة، غير أنه لم يبدأ النشر إلا في عام 1349هـ/1931م عندما نشر أول قصيدة له في جريدة أم القرى وهو في السابعة عشرة من العمر.
وواصل حسين سرحان بعد ذلك نشر قصائده في عدد من الصحف والمجلات السعودية، وبخاصة: أم القرى، والبلاد السعودية، والمنهل، وغيرها، واتجه زملاؤه من الشعراء إلى طباعة دواوينهم في القاهرة وبيروت، في حين لم يكن يفكر أن يصنع صنيعهم رغم إلحاح الصحافة وجمع من أصدقائه وزملائه من الأدباء.
ومضت الأيام وإذا بصديقه المقرَّب إلى نفسه (حمد الجاسر) يعرض عليه السفر إلى لبنان للترويح عن النفس وطباعة ديوان له.. ويستجيب السرحان ويمضي إلى بيروت حاملاً قصائد ديوانه الأول "أجنحة بلا ريش"، فيتولى الجاسر طباعته والتقديم له، وذلك في عام 1388هـ/1968م.
وفي عام 1397هـ/1977م قام نادي الطائف الأدبي إبَّان رئاسة الأستاذ علي حسن العبَّادي له (وهو ممن جاور السرحان في مكة ومن أشد المعجبين به وبأدبه) بإعادة طباعة "أجنحة بلا ريش"، وإصدار ديوان آخر للسرحان عنوانه "الطائر الغريب".
ولا يفتأ العبَّادي يُلح على حسين سرحان بإخراج آثاره الشعرية، فيوافق السرحان ويتولى النادي في عام 1409هـ/1988م طباعة ديوانه الثالث "الصوت والصدى".
وفي عام 1411هـ/1990م قام نادي جدة الثقافي الأدبي بإصدار دراسة عن السرحان عنوانها "شعر حسين سرحان: دراسة نقدية" من تأليف أحمد المحسن، وفيها ملحق في نحو مئة صفحة تضم عدداً من قصائد السرحان المنشورة في الصحف ولم تجمع في ديوانيه: أجنحة بلا ريش، والطائر الغريب.
وفي أعقاب هذا التاريخ تواصل الإلحاح من العبَّادي ومن محبي السرحان لإصدار الديوان الرابع الذي أطلق عليه السرحان "أوزان في الميزان"، في وقت نفدت فيه -تقريباً- نسخ الدواوين الثلاثة من الأسواق.
ويتداول الوسط الثقافي في المملكة هذا الاسم "أوزان في الميزان" ويتطلع نادي الطائف الأدبي لطباعته، لكن أموراً قاهرة حالت دون تحقيق هذه الرغبة.
وتجيء وفاة حسين سرحان رحمه الله في عام 1413هـ/1993م لتجدّد المطالبة بإخراج هذا الديوان، غير أن مشاغل ورثته ورغبتهم في إصدار ديوان يتناسب ومكانته الشعرية جعلهم يتريّثون في ذلك..
وتأتي البشرى من جدة في عام 1429هـ من الوجيه الأستاذ عبد المقصود خوجه مبدياً رغبته في خدمة أدب حسين سرحان وطباعة أعماله النثرية والشعرية الكاملة، فتلقى من لدن أسرته قبولاً وحماسة، ويبدأ العمل الجاد من قبلهم بالتنسيق معي لإعادة طباعة الدواوين الثلاثة بعد استدراك ما فيها من أخطاء طباعية، واستلال القصائد المجموعة في كتاب المحسن، وإضافة ديوان جديد هو "أوزان في الميزان" الذي يضم خمس عشرة قصيدة ومقطوعة مرتّبة حسب القوافي.
وبعد، فيطيب لي وأنا أقدم للأعمال الشعرية الكاملة لحسين سرحان -رحمه الله- أن أُزجي وافر الشكر والتقدير للأديب الأستاذ عبد المقصود خوجه على تبنّيه طباعتها.
والشكر موصول لأسرة حسين سرحان ممثلة في الأستاذ زامل بن ناصر السرحان، وفي المهندس علي بن سعد السرحان وإخوانه على جهودهم في جمع مادة هذا المجلد من الشعر وموافقتهم على طباعته.
كما يسرني أن أقدم الشكر الجزيل للزميل العزيز الدكتور عبد الله بن سليم الرشيد -الأستاذ بكلية اللغة العربية بالرياض والشاعر المعروف- على جهوده معنا في مراجعة قصائد الديوان الجديد "أوزان في الميزان".
والله الموفق والمعين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :959  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.