شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة الناشر
أطلت علينا جائزة مكة للتميز من باب التطوير والتحديث المرتبط بالأصالة.. فهي احتفاء بالتميز بمختلف تجلياته في حياتنا، وقد استهلت "الاثنينية" موسمها لعام (30-1431هـ/09-2010م) بأمسية خاصة احتفاء بتلك الجائزة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، مشتملة على ثمانية فروع: خدمات الحج والعمرة -الإداري -الاقتصادي -الثقافي -الاجتماعي -العمراني -البيئي -العلمي والتقني.
وقد أثلج صدور رواد "الاثنينية" فوز منتداهم بجائزة الفرع الثقافي في دورتها الأولى، ورأيت أن هذا العمل النبيل ينبغي أن يأخذ مساحة أكبر للتعريف به وتوثيقه ضمن إصدارات سلسلة أمسيات الاثنينية، وصولاً إلى أكبر شريحة من المتلقين داخل وخارج المملكة، ترسيخاً لثقافة التميز التي عرّفها سموه الكريم بقوله: "التميز هو الارتقاء بمستوى العمل عن مستوى العادية والواجب إلى التميز". ذلك أن الدول العربية والإسلامية، والدول النامية بصفة عامة، في مسيس الحاجة إلى الارتقاء بأدائها لمستوى "التميز" حتى تخرج من ربقة التخلف، وتمد خطواتها نحو العالم الأول بثقة واقتدار.
وانتظمت وتيرة الأمسيات لتقف بمحطة "الآثار" في ومضات معرفية عميقة مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، فكان كعادته متمكناً من مادته، مما أثرى الأمسية بمزيد من الألق والمتعة والفائدة.
ظل مهرجان التراث والثقافة "الجنادرية" يتلألأ في سماء فعاليات المملكة الثقافية عاماً بعد عام على مدى أكثر من ربع قرن، فكان لا بد من لقاء يتسم بالصراحة والمكاشفة مع الفارس الذي يفجر طاقات هذا العطاء، فسعدنا بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، ورغم عزوف سموه عن الأضواء، إلا أنه استجاب مشكوراً لدعوة "الاثنينية" وألقى الضوء على مختلف زوايا مهرجان الجنادرية، وقد كان لتواضع سموه الكريم، وواسع علمه وإحاطته بمختلف أبعاد العمل الثقافي ما جعل الحضور الكثيف من سيدات وسادة يتفاعلون بأقصى درجات الحرية والانفتاح مع طرح سموه، فكانت أمسية شع سناها وود كثيرون أن تستمر إلى ساعات متأخرة من الليل.
سيدرك القارئ الكريم من خلال متابعته لصفحات مجلدي هذا الجزء من "سلسلة أمسيات الاثنينية" أن (القصة) حظيت بمساحة جيدة استهلتها الأستاذة ليلى العثمان، الروائية الكويتية المعروفة، وتلاها الأستاذ عبد التواب يوسف أحمد من مصر الشقيقة، الذي اشتهر باهتمامه بأدب الأطفال، وأسهم فيه بما يربو على الألف عنوان.. ثم كانت لنا وقفة مع الأستاذ عبده خال من خلال روايته "ترمي بشرر" التي نالت جائزة "البوكر العربية لعام 2009م"، فتحدث عن إرهاصاتها ومعالجتها لكثير من القضايا الاجتماعية وفق منظوره الروائي الذي قد نتفق أو نختلف بشأنه كأي عمل إبداعي يحمل أكثر من وجهة نظر.
تميز هذا الموسم باستضافة علمين بارزين في مجال الاستشراق؛ أولهما الأستاذ الدكتور السفير فينيامين بوبوف، جاء خصيصاً من موسكو، والآخر الأستاذ الدكتور إيكهارد شولتز قدم خصيصاً من برلين، وكلاهما عالم ثبت في ميدان عطائه، وأسهما بجهد مقدر في إثراء حصيلة هذا الموسم.
للشعر عطره الذي لا يغيب.. ابتدرته الدكتورة أشجان هندي بأمسية حفلت بجانب من روائعها.. وودعناه بأمسية مع الشاعر الكبير الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي.. وكان من المؤمل أن تليهما الأستاذة الشاعرة روضة الحاج من السودان لنسعد بفيض الشعر شمال وجنوب وادي النيل، على أن تستمر الفعاليات حتى نهاية الموسم بتاريخ 17/06/1431هـ الموافق 31/05/2010م، ولكن إرادة الله شاءت غير ذلك.
للحزن أنات ورجع في النفوس عميق.. فقد اختار الحق سبحانه وتعالى ابني الحبيب إباء "رحمه الله" إلى جواره بتاريخ الجمعة 09/05/1431هـ الموافق 23/04/2010م، فأحدث شرخاً غائراً في حياتنا، وحزناً في وجدان كل من عرفه وأحبه.. فتحول العرس "الاثنيني" إلى عزاء ألقى بظلاله على بقية الموسم، فأرسلنا إشعارات باحتجاب بقية الأمسيات لكل من الأستاذات والأساتذة الأفاضل: روضة الحاج، ود. محمد عابد الجابري، وفضيلة د. محمد راتب النابلسي، ود. فوزية سلامة، ود. عبد الملك مرتاض، ود. غادة المطيري.. على أن نتواصل معهم الموسم القادم بمشيئة الله.
ومن غرائب الصدف أن الأستاذ الدكتور محمد عابد الجابري "رحمه الله" توفي في نفس اليوم الذي كان مقرراً لتكريمه والاحتفاء به (الاثنين 19/05/1431هـ الموافق 03/05/2010م)، أي بعد عشرة أيام فقط من تعزيته لي في فقد ابني إباء "رحمهما الله".. كما انتقل إلى رحمة الله في نفس الفترة الأخ الأستاذ أحمد بن علي آل الشيخ المبارك "رحمه الله".. صاحب منتدى "الأحدية" الثقافي بالأحساء.. فكأنما تكسرت السهام على السهام.. عرفته مربياً فاضلاً، ودبلوماسياً، وأديباً مرموقاً منذ سنوات طوال.. وقد سعدت "الاثنينية" بتكريمه بتاريخ 26/04/1409هـ الموافق 05/12/1988م.. كما رزئت "الاثنينية" بفقد الأستاذ الكاتب الساخر محمود السعدني الذي كرمته بتاريخ 24/06/1406هـ الموافق 03/02/1986م.. رحمهم الله رحمة الأبرار وأحسن إليهم بقدر ما قدموا للساحة الثقافية والفكرية.
نسأله سبحانه وتعالى أن يجعل موسمنا القادم أكثر عطاء.. وأن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
والله الموفق...
عبد المقصود محمد سعيد خوجه
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2156  التعليقات :0
 

صفحة 1 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.