شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرصاصة الأولى من مكة
وانطلقت رصاصة الحسين في فجر اليوم التاسع من شعبان عام 1334هـ أطلقها بيده من قصره في مكة فكانت إيذاناً بالثورة بدأت معها مناوشات فيصل وعلي حول المدينة.. كما كانت إنذاراً لابنه عبد الله ليترك الطائف في قبائله الموالية ثم يحاصرها خارج السور.. كما كانت إذناً للمتطوعين في مكة ومن حاراتها وقبائلها ليبدأوا الهجوم على مراكز الأتراك المتفرقة وللمحتشدين في سهول جدة ليهاجموا حاميتها التركية.
وكانت حامية جدة أسبق إلى التسليم لأن ثلاثة من بوارج البريطانيين ساعدت المهاجمين على ضرب تحصيناتهم فاضطرتهم للتسليم بعد ثلاثة أيام من بدء الحصار.
أما مكة فقد بدأ الثوار بحصار الثكنة العسكرية فيها بجرول كما حاصروا قلعة أجياد ومركزي الحميدية والصفا وقد استسلم المركزان بعد مناوشات بسيطة، أما الثكنة العسكرية فقد أحس من فيها بالرصاص يتناثر حولهم في الصباح الباكر وكان جند الأتراك يقومون بتمريناتهم في ساحة الثكنة فأسرعوا إلى دخول الثكنة وخاطب آمرهم الشريف الحسين تلفونياً يسأله عن الحادث فأجابه: إن العرب لا تريدكم حكاماً عليهم، فقال الآمر أننا مستعدون للتسليم إذا ندبتم من تختارون لذلك فندب الحسين لهم أحد الأشراف (شرف عبد المحسن البركاتي) (1) فطلب إليه آمر الجند أن يدخل الثكنة لتجري أعمال التسليم فتقدم يخطو إلى الباب وما كاد يفعل حتى نبهه أحد الضباط العرب فنجا بنفسه ودخل الجند فاستعدوا للدفاع وظلت المناوشات أياماً ثم سلموا أنفسهم.
وسلم حصن القلعة بعدهم بنحو أسبوع بعد أن دافع الأتراك جهد استطاعتهم واستطاعوا أن يشعلوا النيران في جملة من بيوت مكة كانت تقع في أجياد خلف المستشفى الجديد كما أصابت بعض نيرانهم حجراً في الكعبة فسقط واندلعت النار في ثوبها ولكن الثوار خفوا لإخمادها وساعدهم الأتراك فلم يسددوا نيرانهم إلاّ بعد أن خمدت النار وقد ثبت أنهم لم يقصدوا إصابة الكعبة ولكنهم أخطأوا المرمى.
ولم يمض نصف شهر حتى كانت الثورة قد استخلصت مكة وجدة من الأتراك أما قوات الطائف فقد صابرت أكثر من ثلاثة أشهر ثم سلمت لعبد الله بن الحسين (ملك الأردن فيما بعد في 23 القعدة 34هـ).
وظلت المدينة محاصرة تطاول الثوار في قوة وبأس إلى مدة يأتي بيانها.
وما كاد شعبان عام 1334هـ يفضي إلى نهايته حتى كانت الإمدادات الإنكليزية قد وصلت مقدماتها إلى جدة وكانت تتمثل في بطارية ميدان وبطارية مكسيم و 3 آلاف بندقية وفرقة من الجيش قوامها 330 جندياً تصحبهم 240 دابة (2) .
ودوى صوت الثورة في العالم وأصدر الثائر في مكة منشورات يبرر فيها ثورته على الاتحاديين ((الذين أهانوا خليفة المسلمين واستقلوا بالأمر دونه وتلاعبوا بأحكام الشرع)) وبلغت الأنباء مسامع الاتحاديين في تركيا والشام فأنذروا وتوعدوا وصرح يومها أحد قادة العسكريين الألمان باستيائه مما حدث فقال: ((إننا لم نستمل الأتراك إلاّ لأنهم موضع احترام المسلمين.. أما وقد أضاعوا أهم ميزتهم وقاموا ضد أكبر زعيم وسليل أعظم بيوت الإسلام فيجب أن نعيد النظر)) (3) .
استاء جمال باشا السفاح واشتد غضبه وعرف أنه كان مخدوعاً عندما ترك فيصل بن الحسين يفلت من يده في الشام كما أفلت من يد الحامية في المدينة بعد أن تسلم منها جزءاً كبيراً من الذخيرة والمال بحجة العمل لنصرة العثمانيين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :421  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 222 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .