شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه ))
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمدك اللَّهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلِّي وأسلِّم على خير خلقك، حبيبك، ونبيك، وصفيِّك، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام الطاهرين.
الأخوة الأحبَّة:
كما تنسابُ نسائم السَّحَر، وتُهفْهفُ سَعَفاتُ النخيلِ طرباً لقطرات الطَّلِّ، وكما تَنْتشِرُ العافية في الجِسم العليل، أجدُ هذا اللقاء يُلقي بظلال تأثيره غير العادي في النفس التي تعشق اللقاءات الخيِّرة في دَوْحَةِ الكَلِم الطيِّب، وشَذَى البيانِ العَذْب.. ومِن عِطْرِ هذه المعاني، أصوغُ لكم أيها الأحبَّة أجملَ تحية.. وأُحَيِّي باسمكم جَميعاً ضيفَنا الكبير، الشاعر المعروف والأديب اللَّوذعي، والكاتب القدير، ووكيل وزارة الداخلية السابق، معالي الدكتور إبراهيم العواجي.. فمرحباً به وبكم في اثنينيتكم التي يُسعدها أن تفتتح موسمها بعَلَمٍ مِنْ أَعلام الأدب في بلادنا، أعْطَى الكثيرَ وهو ما زال في عُنفُوانِ شَبابِه وأوِج عَطائه الفكري والأدَبي.
والحديثُ أيها الأحبَّةُ عَنْ معالي الدكتور إبراهيم العواجي لا ينفكُ عن الحديث عن جيلٍ في مُجْمَلِه. جيلٌ يستحقُ أن نُطلقَ عليه "جيلَ العَطاءِ الُمستَجيشَ ضَراوةً ومُصَادَمة" فهو الجيلُ القادِمُ من وَهَجِ الماضي.. لَصِيقُ الوشائِج بالأوائلِ الذين شَقُّوا طَريقهم عَبْر دُروبٍ مَعْدومَة المُقَوِّمات والمُقَدِّمات التي تَقودُ إلى النَجاح.. ورغْمَ ذَلك كانَ لهم قصَبُ السَّبْق، وكانَتَ لهم الرِيَادَةُ، والقيادَةُ، والنجابَةُ، أَسَرَجُوا الريحَ وخَاضُوا الشُهبَ.. إلى أَنْ مَهرُوا الأيامَ بَخاتَمِهم الذي مازالَ يُوَشِّي حَياتَنا ببديعِ بيانِهم، وفَضْلِ عَطَائهم، وكَرِيم سَجَاياهم.. ومعالي ضيفِنَا الكبيرِ مَّمنْ تأثَّروا بتلِك الكوكَبة التي سَيظَل وهَجُها سَاطِعاً ما بَقيتْ للكَلِمةِ والحرفِ مكانٌ في وُجْدَانِنا وكَيَانِنا.
 
إنَّ معالي الدكتور العواجي في إبداعِه يمثِّل نَموذَجاً طَيباً للمُثَقّف الذي لا يقِفُ عِند عَتَبات الأشْياء، بل يَقْتَحِمُ عَتَمة التَجْرِبة مُتَسَلِّحاً بكثيرٍ مِنَ الوسَائل التي تُمكِّنه من الفَوزِ والظَفرِ في النِهاية بمأربِه ومُنَاه، ففي المجال الأكاديمي نَراه قد سَبقَ عَصْره عندما أدرك ما للتنميِة مِنَ أهميةٍ في حياةِ الشعوبِ، فَبِقدرِ المِسَاحَة التي تَقِفُ عليها في سَاحَةِ التنميةِ تكُونُ مَقدرتُها على مُصادَمة الحاضِر والولوجِ إلى آفاقِ المستقبلِ بكلِّ ثقةٍ وطُمأنينة، وتَدور مُعظَم مؤلفاتِ ضَيفِنا الكبير في مجالي الإدارة والتَنْمية، وكلاهُما مُكَمِّلٌ للآخر، في مُعادَلةٍ يقوُد تمتينُ أحَد حَدِّيها بالضرورةِ إلى تقوِيَة الحدِّ الآخَرْ.
ولعلَّ عملهُ في المجالِ الأمني في وزارةِ الداخلية - منذ أن أَشرَف على فريقِ تنظيمِ الوزارة، وإلى أن تَسَنَّم منَصب الوكيل، مُتَدرجاً في الإدارة العُليا بهذه الوزارة الهامة حَوالي ربعَ قَرنِ من الزَمَان - قد أَهَّلَه ليكون لَصيقاً ومُحتَكاً بأهميةِ الأمنِ في التَنْميَة، حيثُ يُشكِّل الأمن الإطار والأرضية التي تنطلقُ منها التنميةُ الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لترسيخ البناء، وقيام الدولة الحديثة بمختلِفِ نشاطاتها وفعالياتها دوَلياً وإقليمياً ومحلياً.
والحديثُ عن شِعر معالي الضيفِ الكبير ذو شُجون، فقد تَشَرّب حُبَّ الشعر وهو غضُّ الإهاب في بَادية الرَّسِّ، ثُمَ صَقَل موهبَتَه بالدراسَةِ والمِرانِ، وحِفْظ أشعارِ السابِقين والتأثُر بالمعاصِرين دوُن أن تَطغَى مدارسُهم المختلفة على شخصيتِه المميِّزة.. قَدْ نَجِدُ لديه ملامِحَ مِنْ الشعر المَهْجَرِي، ولمحاتٍ من نِزار، والسَيَّاب.. وبانوراما تَضُم أَلَق شُحَاته والعوَّاد والزمخشري وغيرهم من أساطين البيان.. ولا شك أن هذا النسيجَ المتفرِّدَ الذي يُشَكِّل عِبَاءة الشعر عند معالي الدكتور العواجي يَدُلُ على مَدى تَمكُنه مِنْ أدواتِه، وعلى واسع اطّلاعِه ومقدِرته التامَّة على التعاطي مَعَ مُختلفِ المدارس دُون أن يفقِد هَويته، ومِحورَ إلهامِه، ومقدرتَهُ على إدارة دَفَّة الشعر حَسْبَ انفعالاتِه وأحاسِيسِه.. يَغُوصُ في جِرْسِها ورنينِها.. ولُجَّتها وشُطآنِها.. تَعُبُّ رِئتاهُ مِنَ عَبيرِ الخُزَامى فينفُثهُ شِعرًا رقيقاً مُنَمْنَماً بِخَلَجاتِ الذَّات المُرهَفة، وتَجِدُ آثارَ التَجْرِبَة في مُعظم قَصَائده، فهو لا يُعْطِي مِنْ فَراغ، ولا يَتَرسَّمُ خُطَى غَيره فيصبح مُجرَد نُسخةٍ عن الآخرين.
وأتطلَّع مَعكم أيّها الأحبة إلى أن نَسمعَ مِنْ ضيفِنا الكريم عن تَجْرِبته في مَختلف مجالاتِ عطائه الذي أَثَرى به حَركَتَنا الأدبية، وتَأثُره وتأثيرَه بِمَن أحاطَ به من كِبار الشُعراء، بالإضافِة إلى ما يَعِنُّ لَه مِنْ ذِكرياتٍ خِلال مَسيرته الحافَلِة بالعَطَاء والإبداعِ الإداري.
وأُحِبُ في خِتَام كَلِمَتي أَنْ أُعِيدَ على مَسامِعَكُم ما َبق أَنْ قُلتُه مِراراً بأنْ (الاثنينية) مُنْتَدى مفتَوحٌ لِكُلِّ مَنْ يَتَعَامَلُ مَعَ الكَلِمَة، وليسَ هُناك رِقَاعُ دَعْوَة تُوزَّع كَما نُشِرَ في بعضِ الصُحُف، فأهلاً وسَهْلاً ومَرحَباً بأصدقاءِ الكَلِمة في كُلِّ (اثنينية).. وحتى لقاءِ مُمتعٍ آخَر أتمنَى لَكُم أطيَب الأوقاتِ وأَسَعَدها مَعَ ضَيفنا الكريم.
ولكم أيَها الأحبَّة أطيب المُنَى.
* * *
لي كلمة صغيرة: في الحقيقة أحّباء الضيف وأصدقاؤه كُثُر والكلمات المطلوبة والقصائد التي نُمِّقت وأرسلت لنا لتُلْقى في هذا الحفل كثيرة، فأنا أمام ما لا يقل عن عشر كلمات وقصائد؛ فالحقيقة يسعدني أن كل من تقدم بكلمة أو قصيدة أن يقول شيئاً، ولكن أن يعطي للآخرين فرصة فكل ما أرجوه أن تكون الكلمات مختصرة، وتُعطى الفرصة للجميع، وحتى نستطيع أن نستمتع بما لدى ضيفنا الكريم، لأن لنا لقاء نود أن نسمع معه كثيراً من جنبات حياته، فهذا رجل كاتب وشاعر ورجل دولة وله تجارب، وإذا أردنا أن نستمع إليه فلا بدَّ أن نعطيه الفرصة فأرجو ذلك ولكم جميعاً أطيب أمنياتي وتقديري وترحيبي بكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1277  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 4 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .