شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور سليمان عبد المنعم سليمان))
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ العزيز الكريم الفاضل في بيت الفكر والثقافة والأدب والكرم والضيافة والعطاء الشيخ عبد المقصود خوجه، الإخوة الأفاضل الكرام أحبائي الأعزاء. كنت أسمع دائماً أو غالباً حينما يدعى شخص إلى مناسبة ما فيقول: أنا عاجز عن التعبير، ولطالما كنت أتساءل هل هذا التعبير المكرر المعاد هو تعبير يقال هكذا ولكن صدقوني إذا قلت لكم إنها تكاد، ليست تكاد، هي بالفعل المرة الأولى التي أشعر بمشكلة حقيقة في التعبير عن مشاعر العرفان والامتنان والشكر والتقدير وربما مسميات أخرى لا أستطيع صياغتها الآن وقد تفضل الأخ الأكبر العزيز الكريم الشيخ عبد المقصود خوجه وشرفني وكرمني بمكالمة هاتفية هكذا بدون سابق إنذار، إذا بهذا الرجل الراقي يهاتفني قائلاً: يا فلان الفلاني أنا عبد المقصود خوجه وأنا أعرف أنك ستكون في جدة وأنا أدعوك، وفي الواقع عندما كنا نتحدث عن عرب المشرق وعرب المغرب والشوفينية، اسمحوا لي أن أحكي كيف أصبحت أميناً لمؤسسة الفكر العربي لأنها قصة بسيطة وطريفة وتستحق أن تحكى وهي تؤكد على دور المملكة العربية السعودية وأنا لا أريد أن أقول كلاماً للاستهلاك المحلي أو السياسي فنحن في منتدى فكري ومنتدى ثقافي أبعد بكثير من هذه الاعتبارات ولكن فوتحت يوماً ما بأن هناك قائمة من أشخاص كثيرين مرشحين لمؤسسة الفكر العربي فدخلت على موقع المؤسسة الإلكتروني ودائماً ما آخذ ورقة وقلماً فدونت ملحوظات وأفكار، لا أعرف من أين جاءتني هذه الشجاعة فجمعت كل هذه الملاحظات وفي ورقة كتبت عليها عنواناً جريئاً بعض الشيء (مشروع أو ورقة عمل في تطوير مؤسسة الفكر العربي) وفي الليلة الأخيرة قبيل سفري إلى عمّان لألتقي بصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وببعض أعضاء مجلس الأمناء ترددت في اللحظة الأخيرة فهاتفت من رشحني فقلت له اسمعني فالأسماء المرشحة هي أسماء في مقام أساتذة لي وصحيح أنا أستاذ قانون ولي اهتمامات ثقافية وقمت ببعض الأنشطة الثقافية في بعض المناسبات والمجالات ولكن أشعر أحياناً أنه ربما كان يتوجب عليَّ أن لا أحلم بأكثر أو لا أنتظر أكثر مما أستحق فقال لي لا تخشَ شيئاً إذهب إلى عمّان فأنت تعمل كثيراً وغيِّر الجو لمدة يومين أو ثلاثة ثم قابل هؤلاء الناس الأكارم الأفاضل وحتى إن لم ينته بك الأمر بالعمل في مؤسسة الفكر العربي فستكتشف أن معرفة هؤلاء الناس معرفة طيبة فذهبت وحملت مشروع تطوير مؤسسة الفكر العربي وفوجئت برد فعل طيب وأكثر مما كنت أنتظره من سمو الأمير خالد الفيصل قائلاً ما معناه: أنت وضعت معلومات كثيرة وحفظت المؤسسة ومؤتمرات المؤسسة وأنشطة المؤسسة ثم قابلت أحد أعضاء مجلس الأمناء الشيخ خالد التركي وقال لي الأمير متى تسافر؟ فقلت له: هذا المساء، وعندما خرجت من عند سموه إذ بأحد الأشخاص الكرام الذي يعمل في مكتب سمو الأمير يقول لي لا بد أن أنتظر يومين لأن هناك مجلس الأمناء وقد يحتاج الأمر إلى أن تفاتح أو تخاطب أو يستفسروا منك عن شيء ما فلا داعي لأن تسافر، فإذا بي أقرر أمراً لا يقرره إلا مجنون فإذا (بي آخذ في وشي) كما نقول بالعامية المصرية فاتجهت إلى المطار مطار عمان فإذا بهم يتصلون بي في اليوم التالي معتقدين أنني في الفندق عن طريق رقم الجوال فحينما هاتفوني سألني الدكتور خالد التركي: إنت فين؟ قلت له أنا في الإسكندرية. قال: الإسكندرية؟؟ فضحك وظل يضحك طويلاً في الهاتف فقلت له ببساطة الشيخ خالد ورقة العمل أحضرتها معي والسيرة الذاتية أطلعتم عليها المقابلة وقابلتموني، المعرفة وتعرفتم علي، كان طبيعياً أنني أمنحكم فرصة للاختيار خاصة وأن هناك مرشحين كنت أشاهدهم وكنا حينما نتبادل النظرات أشعر بشعور الطلاب أيام الامتحان الشفوي فقلت له أنا أيضاً شعرت بأنني مستريح وأنا أغادر إلى الإسكندرية المهم حدث ما حدث ثم أخترت باختيار من مؤسسة الفكر العربي، هذا في الواقع كان شرفاً كبيراً بالنسبة لي ومسؤولية أكبر وتأكيد أكبر وأكبر على أن الثقة أو المسؤولية التي وضعت بي، وأن المسؤولية التي استشعرتها وأنا بالفعل أتأهب للعمل أميناً عاماً لمؤسسة الفكر العربي كانت تدعوني كل مساء لأن أدعو أن يوفقني الله لأكون على قدر هذه المسؤولية وعلى مستوى هذه الثقة ولا زلت وأنا ممن يعملون ما لا يقل عن خمس عشرة ساعة أو ست عشرة ساعة يومياً فأنا ممن يستيقظون بالمناسبة الساعة الثالثة والنصف أو الرابعة صباحاً على أقصى تقدير، أعمل أربع ساعات قبل أن اذهب إلى مكتبي بالمؤسسة في بيروت ثم أعود آخر النهار ومع ذلك أشعر أنني محتاج لدعاء أكبر لكي أكون فعلاً عند مستوى هذه الثقة. وجدت احتضاناً، وجدت تحفيزاً، وجدت تشجيعاً من أناس يروني لأول مرة أو يسمعون عني لأول مرة منهم ابتداء من الأمير خالد الفيصل مروراً بالكثيرين وحتى هذه الدعوة الكريمة من الأخ الأكبر الشيخ عبد المقصود خوجه في الواقع هذا يضع عليّ مسؤولية كبيرة، شعرت وأنا ممن أخذوا حقهم في بلدهم والحمد لله ربما في الفترات السابقة قبيل ذهابي إلى بيروت كنت بدأت أرشح لبعض الأماكن في مصر بعد ستة أيام من ذهابي إلى بيروت، ذهبت إلى بيروت في السادس عشر من الشهر الخامس، وفي يوم اثنين وعشرين تلقيت مكالمة هاتفية عن ترشيحي لمسؤولية ما وكان يعتقد أنني لا زلت موجوداً في مصر، فقالوا (يا أخونا د هو خلاص أصبح أمين عام مؤسسة الفكر في بيروت) فقيل لهم أن يتصلوا بي ببيروت، فكان ردي أن أقل ما أقدمه لأناس وثقوا بي وكرموني بهذه المسؤولية أن لا أتخلى بعد ستة أيام من ذهابي إلى بيروت وربما لأن هناك أفقاً جديداً قد تفتّح لي وقد يغري أي شخص فازددت تمسكاً بالبقاء ببيروت وأنا أشعر أنني أمام تحد جديد وعلى الأقل هذه الثقة التي وضعت بي يجب أن أكون على مستواها، كان الأمر غريباً أحياناً بالنسبة لي ولا تفسير له، كنت أحياناً أردد مع نفسي ما سر هذا الاحتضان هل هو القبول؟ هل هو أن الناس سمعوا عني؟ هل هي هذه العادة المتأصلة في هؤلاء الناس الأفاضل فشعروا بجدية ما فأرادوا أن يتركوا الفرصة لهذا الشخص لكي يحول جديته المفترضة إلى مردود وإلى عمل وإلى إنجاز لكن أقسم أنني وجدت تشجيعاً ومؤازرة أكثر مما كنت أستحق وأكثر مما كنت أنتظر والتعبير الذي نقوله عادة أنني أشعر في بلدي الثاني وما إلى ذلك أنا أكاد أقول وبالفعل أنني وسط أهلي بالفعل وسقطت كل الفوارق وسقطت كل الحواجز وسقطت كل أطياف الفوارق التي كانت تشعرني أحياناً أنني مصري وأنا الآن متواجد في بلد أخرى. كل هذا سقط وأصبح كل ما أفكر فيه الآن إن شاء الله أن أضطلع بهذه المسؤولية لا سيما وأن مؤسسة الفكر العربي وهنا اسمحوا لي في دقائق سريعة أن أطرح أمامكم، فمؤسسة الفكر العربي انطلقت الفكرة من أبها ودعا إليها سمو الأمير خالد الفيصل في بيروت، وفي القاهرة كان التأسيس وعبر الوطن العربي كله كانت رحلات سمو الأمير خالد الفيصل للتعريف بالمؤسسة. طبعاً في الواقع من الصعب عليّ التحدث عن سمو الأمير خالد الفيصل وهذه قصة أخرى حينما تعاملت مع هذا الرجل الأمير الكريم المثقف الإنسان الشاعر مرهف الحس بتواضعه الذي أذهلني أتذكر أحياناً عندما أتصل لأمر إداري ما فلا أجده موجوداً فيقال لي هو في مكة أو أنه ذهب في جولة فأنا أنتظر عدة ساعات لكي أعطي له الوقت وإذا به يتصل بي كل مرة، وأحياناً يعتذر لي قائلاً: تأخرت عنك يا دكتور، فأقول له: يا سمو الأمير من يعتذر إلى من؟ فأنا الذي أعتذر لك لأنه وسط هذه المشاغل والأعباء يمكن أن تعطي وقتاً لمؤسسة الفكر العربي وللأهداف النبيلة، في النهاية ماذا ينتظر من مؤسسة الفكر العربي؟ هي في الواقع مجموعة أهداف وقضايا نبيلة. فأدبيات التنمية الحديثة اليوم تقول لا تنمية ومنها التنمية الثقافية، لا تنمية إلا بأدوار ثلاثة: الدولة، مؤسسات رسمية، ثم قطاع خاص، ثم مجتمع أهلي أو قطاع أهلي أو قطاع خيري. ميزانية القطاع الأهلي الثقافي في بريطانيا في عام 2005 بلغت تسعة مليار جنيه إسترليني فقط ميزانية القطاع الثقافي الأهلي، اليوم إذا كنا نتحدث عن الثقافة وأنا في هذا المنتدى الفكري الثقافي مؤسسات الدولة والحكومات الرسمية ولأسباب معقدة وكثيرة ومتشابكة ربما لا تستطيع أن تمضي قدماً في العمل الثقافي. هناك أحياناً محاذير، هناك توازنات، هناك حسابات وكل هذه الأمور مفهومة وأمور منتظرة إلا القطاع الأهلي ليس أمامه بيروقراطية وليس لديه تمويل أنا أعتقد أننا كنا يوما ما أصحاب إسهام حقيقي في الحضارة الإنسانية ونحن اليوم نقف وربما اسمحوا لي بهذا التعبير الذي قد يكون قاسياً فنحن نرتجف برداً على قارعة طريق الحضارة الإنسانية ونحن نرنوا بعين الأسى إلى ماض لا يمكننا استعادته، وبعين أخرى ننظر إلى حاضر تكثر مخاوفه الآن، في اعتقادي إن الثقافة رهان، رهان جدير بأن نراهن عليه وبأن نركز عليه، مؤسسة الفكر العربي كان نشاطها يتمثل في مؤتمر سنوي يعقد كل عام، عقد المؤتمر السنوي العام الأخير في البحرين بالمنامة (شهر ستة) بعنوان "العولمة الإستراتيجية العربية في عصر العولمة". ثم هناك منتدى سنوي للتعليم وهناك منتدى سنوي للترجمة ونتطلع الآن إن شاء الله إلى إنجاز قريب في نهاية هذا العام، نتطلع إلى إصدار أول تقرير عربي للتنمية الثقافية نناطح فيه بعزمنا وإرادتنا إن شاء الله على غرار الأمم المتحدة، فالأمم المتحدة تصدر تقريراً سنوياً شاملاً عن التنمية الإنسانية، البنك الدولي يصدر في بعض الأحيان تقريراً سنوياً عن التعليم، نحن نعد تقريراً عن التنمية الثقافية في سبعة محاور أساسية: عن التعليم وعن البحث العلمي ومحوراً عن الإبداع، وسيكون لمنتدى الاثنينية مكان في محور الإبداع لأن فيه رصد لكل المؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة والأهلية في المجتمع العربي والجوائز التي تمنح للمؤسسات الأهلية والمنتديات والمهرجانات الثقافية في محور التأليف والنشر نرصد كم عدد الإصدارات العربية التي خرجت في 2007م وتحليل المضمون لها، كم في المائة كتبنا في الأدب أو في العلم أو في الاقتصاد أو في التاريخ؟ محور الإبداع يعكف عليه الأستاذ نصيف شمه مع الدكتور رفيق الصبان ومع الشاعرة لينا الطيبي والدكتورة فاطمة قنديل وهم مجموعة تعمل على رصد وتشخيص حجم الإنتاج العربي في الإبداع عام 2007، على مستوى اثنين وعشرين دولة عربية وكم كانت ساعات الدراما، كم الإنتاج السينمائي، كم ديوان شعر، كم رواية؟ نصيف شمه يشتغل على كم أغنية أنتجها العرب في 2007، كم من أغانينا كانت بالفصحى وكم من أغانينا كانت بالعامية، هناك محور عن الإعلام وفيه تشخيص ورصد لتطور الإعلام العربي في 2007، ابتداء من عدد ساعات البث الفضائي، كم ساعة لدينا نبثها فضائياً ووصولاً إلى الصحافة المقروءة، وبمناسبة الصحافة المقروءة وصلني جزء من أحد الباحثين المتخصصين في الإعلام وهو عبارة عن خمس وأربعين صفحة أرسلها إلي، ولم أستطع أن أغادر مقعدي إلا بعدما انتهيت منها، الإعلام العربي، عدد الصحف، عدد العاملين في كل صحيفة، نسب التوزيع، ميزانيات الإعلام العربي، تحليل المضمون للإعلام العربي، إعلامنا المتخصص، كم مجلة عربية عن الشباب أو الأدب أو الطفل أو الطبيب أو الرياضة كل ما نتخيله عن الصحافة السياسية المقروءة والصحافة أو المجلات الأخرى غير السياسية، بداية المحور كانت عن تاريخ الصحافة العربية فقلت في نفسي لا بد وأن الكتاب ممل وكلمة التاريخ عندنا أحيانا تعطينا إحساساً بالملل فاكتشفت الإحصائية، والمحور فيه اثنتان وثلاثون إحصائية وجدول بياني عن الإعلام العربي في 2007، وجدت ولأول مرة أكتشف أن أول صحيفة في السعودية صدرت سنة 1860 تقريباً وكنت أعتقد أن أول صحيفة خرجت في مصر فإذا بأول صحيفة كانت في العراق سنة 1826، على أي حال حتى وجود العرب على شبكة الإنترنت في التقرير يوجد محور عن الـ (آي. تي) كم موقع عربي على شبكة الإنترنت، كم معدل من يرتادون هذه المواقع وما هو مضمون هذه المواقع. باختصار هو تقرير رصدي لكل الحركة أو الحصاد الثقافي العربي في 2007، ويعكف فريق من حوالي ثلاثين باحثاً ومتخصصاً لكي ينجزوا هذا التقرير الذي نتمنى إن شاء الله أن يرى النور قبل نهاية هذا العام، وإن شاء الله أرجو أن تحتفوا معنا بإصدار التقرير عن مؤسسة الفكر العربي.
ثم نأتي هنا في مؤسسة الفكر العربي في الاثنينية في ضيافة الأخ الأكبر الشيخ عبد المقصود خوجه لنحتفي بأول نسخة من هذا التقرير وسأكون سعيداً أن أكون حاملاً بنفسي نسخاً من التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية لكي أشرف بأن أضعه في يد كل واحد منكم فرداً فرداً، هذا هو أكبر مشروع نشتغل عليه الآن، أما المشروع الثاني فهو إطلاق سلسلة تحت عنوان "نحن والعالم" نترجم فيها نوعية معينة من الكتب، في السابق كنا نترجم دائماً أدباً وشعراً ورواية ولكن وأرجو ألا تغضبوا مني وخاصة الشيخ عبد المقصود خوجه لما أقوله وأنا قد بدأت في يوم من الأيام روائياً وشاعراً إن الفكر أو هذا ما نتطلع إليه في مؤسسة الفكر العربي في الفترة المقبلة ليس أدباً ولا شعراً ولا فلسفة فقط ولكن الفكر تنمية، الفكر اقتصاد، الفكر تقنية وتكنولوجيا، وبالتالي نريد أن نعيد صياغة فكر يلهم التنمية وفكر يحد أحياناً من شطط التقنية ومن شطط التكنولوجيا. لقد سقطت الحدود التي كانت ما بين العلم والأدب، واليوم في الخارج يرون أنه لم يعد هناك تقسيم ثنائي بين علوم إنسانية وعلوم تطبيقية بل أصبح هناك صنف ثالث من العلوم التي تتوسط العلوم الإنسانية والتطبيقية. ربما نحلم بأن مؤسسة الفكر العربي بجهودكم وتشجيعكم ومؤازرتكم تستطيع أن تدعو لفكر يوفق بين أو يجعل أحلام التنمويين وسيلة في الواقع لإثراء الفكر ولكي يكون الفكر بدوره أيضاً وسيلة لإثراء التنمية هذا الكتاب هو عن أوضاع العالم إن شاء الله في الشهر القادم سيصدر ولكم مني وعد متواضع أن نرسل إن شاء الله إلى منتدى الاثنينية في نهاية آذار القادم إن شاء الله عدداً من نسخ هذا الكتاب نترجمه بالإتفاق مع مؤسسة "لاديكوفرت" الفرنسية. فأي معلومة عن مائتين دولة في العالم تجدونها في هذا الكتاب ابتداء من عدد الأطباء، نسبة الأمية، نسبة التعليم، معدل الدخول على الإنترنت، نسب الإنفاق على التعليم، الصادرات والواردات وكل ما يخطر على البال موجود في هذا الكتاب مضافاً إليه أهم القضايا التي حصلت في 2007. هذا الكتاب انتهيت من ترجمته وسوف يدفع به إلى المطبعة في غضون الأيام القليلة القادمة لكي يصدر عن مؤسسة الفكر العربي إن شاء الله، بهذه المناسبة وفيما يتعلق بهذا الكتاب في منتدى جدة الاقتصادي بعد غد إن شاء، لدينا مداخلة بعنوان "كيف تكون الثقافة قاطرة للتنمية" هل فعلاً يمكن أن تكون الثقافة قاطرة للتنمية وكيف؟ عندي مجموعة من الأرقام المسلية والشيقة عن الفجوة المعرفية بيننا وبين الغرب، أرحب بعد غد إن شاء بمن سيكون من حضرتكم لديه وقت ويشرفنا في منتدى جدة الاقتصادي فأنا وضعت ثلاثين رقماً فقط، ووضعت أرقاماً عن دول مجموعة أوروبا الغربية ومجموعة شرق آسيا والدول العربية والمملكة العربية السعودية وأقارن من واقع أحدث تقارير دولية بين الأرقام الخاصة بالإنفاق على التعليم وعدد إصدارات الكتب ومعدل التعليم الجامعي وعدد الأطباء أيضاً ومعدل التنمية البشرية ومعدل استخدام الإنترنت، كل هذا نقارن فيه بين الوضع في المملكة العربية السعودية ومتوسط الدول العربية ثم أوروبا الغربية ثم شرق آسيا واكتشفت أنه فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية والأرقام لا تكذب وهي أرقام موثقة وكل رقم مكتوب تحته ما هو التقرير أو الجهة الرسمية أو البحثية الدولية المعترف بها والتي هي وراء هذا الرقم نكتشف حقيقة بأن هناك آفاق واعدة وإمكانات كامنة هائلة تثير التفاؤل فيما تعلق بالمملكة العربية السعودية، وطبعاً هذا ليس كلاماً رومانسياً وليس كلاماً للاستهلاك المحلي وإنما هو فيما يتعلق بهذا التقرير.
وأشكركم أنكم تحملتمونى في هذا الحديث الطويل ولكن عطشي وظمئي إلى أن أحضر أمامك لكي أعبر عن بعض مشاعري الجياشة الفياضة المتدفقة أمامكم ولا أظنني قد نجحت في التعبير عن حقيقة مشاعري ولا عما يعتمل في نفسي. فكل ما أستطيع أن أقوله مرة أخرى كل الشكر وكل الامتنان وكل العرفان وكل الود للأخ الأكبر الأكرم الشيخ عبد المقصود خوجه ولكم جميعاً أيها السادة فرداً فرداً، سعيد أنني كنت بينكم اليوم وسعيد بهذا الحديث السريع الذي دار بيننا وأرجو أن يوفقني الله يوماً إلى أن أكتب عن هذه الأمسية الرائعة التي لم تتكرر حتى الآن في حياتي أمسية منتدى الاثنينية وشكراً جزيلاً وعميقاً وطويلاً لحضراتكم.
الشيخ عبد المقصود خوجة: حقيقة لأن عندهم مداخلات وأسئلة ليستفيدوا من المعلومات القيمة التي أفضلت بها وأنا لي كلمة صغيرة، أنا لا أدرى هل أعتب على مؤسسة الفكر أو أعتب على الإعلام وبالذات الإعلام المقروء والعتب ينصب في نقطة تعني الاثنينية ولكن نحن أحجمنا عن هذا الأمر خشية أن يعتقد أن لنا دافعاً شخصياً أو إلقاء الضوء على شخصي الضعيف فنحن عازفون عن هذا وقد أثبتنا ذلك في مسيرتنا خلال ستة وعشرين سنة ولكننا نتألم أن الصحافة والإعلام بصفة عامة ولكن للصحافة وهي الأبرز في الإعلام في دولتنا بالذات لها قيمة تعطى ولا أتكلم عن الاثنينية وإنما أتكلم عن الثقافة بصفة عامة هناك منتديات أدبية في المملكة ليست موجودة في أي دولة عربية وهناك مساحة من الحرية ومع الأسف إذا كان هناك من عيب فالمثقفون لم يستعملوا هذه الحرية والدليل على ذلك ما يحدث في الاثنينية نطرح كل الأسئلة ونحاول فقط أن نحجب الأسئلة التي تعيقها الخمسة مبادئ التي أسلفت وأوضحت، سياسة، دين، مذهب عرق، تصفية حسابات، وما عدا ذلك فإن الباب مفتوح نتكلم فيه بينما النوادي عندها متسع أكبر ولكن مع الأسف حظنا هكذا ويبدو أن القدر ذهب بالقلم فلا بأس وربما أعتب على مؤسسة الفكر لأن عندها الإمكانيات وأنا أحد أعضاء أمنائها الشيء الكثير وأنا متأكد أن الإخوان الموجودين الليلة وأعتقد أنهم نقطة من بحر وأنا بحكم وجودي في الداخل أعرف كثيراً من المعلومات وأتأسف كثيراً أنها ليست لدى الفئة المثقفة وما بالك بالآخرين وحتى لا آخذ من وقتكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :902  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 231 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.