شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > سلسلة الاثنينية > الجزء الخامس والعشرون (سلسلة الاثنينية) > حفل تكريم سعادة الأستاذة ثريا محمد قابل (اثنينية - 329) > كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه يلقيها بالنيابة عنه سعادة الأستاذ الدكتور جميل مغربي
 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
يلقيها بالنيابة عنه سعادة الأستاذ الدكتور جميل مغربي
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلّي وأسلّم على خير خلقك حبيبك وصفيك سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
السيدات الفضليات
الأساتذة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن أرحب بكم وأنا خارج المملكة للعلاج بعيداً عن الأحبَّة، تتنازعني المشاعر، والصبوات لمرابع أنسكم، بيد أنها تهون بمجرد التحام روحي بأنفاس جمعكم الكريم.
ضيفة أمسيتنا الكريمة نشأت هكذا في عفوية وبراءة.. تشبعت روحها بجمال رواشين جدة، ونمنماتها الباهرة، وآنست في نفسها حباً للاطلاع والكلمة المزدانة برونق اللحن الأنيق.. لم تكمل عامها السابع عشر إلا وكانت تمد بعض الصحف بنتاجها الأدبي والشعري، مذيلاً باسمها الصريح في وقت كان كثير من الكتاب وبعض الأدباء يتهيبون الموقف أو يغلفون كتاباتهم بأسماء مستعارة.
لقد أترعت كأسها برائحة أزهار "النيم" ووشوشات موج البحر وهو يناجي الشاطئ في قصيدة أزلية.. ارتاحت على جدائل سعفات النخيل، ولم تفرط قط في أي من معطيات بيئتها الحجازية النقية الثرية.. فهي من قلب هذه المدينة النابضة بالحياة الثقافية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية.. ظلت جدة في وجدانها وبين ضلوعها.. كيف لا وهي ابنة الشيخ محمد قابل.. فما من مواطن أو مقيم أو زائر إلا ويعرف (شارع قابل)، الذي لم يزل معلماً من معالم جدة في رونقها القديم أو بهائها الحديث.
من هذا المنطلق يأتي تكريم الشاعرة والأديبة والصحفية الأستاذة ثريا محمد قابل كواحدة من رائدات العمل الصحفي في بلادنا.. لقد سبقت عصرها وفجرت طاقاتها الإبداعية بكل شفافية وتجرد.. إذ وهبت شطراً كبيراً من حياتها تداعب الحرف لتغزل مع خيوط الفجر، أو سويعات السحر، أجمل القصائد المموسقة.. كأنها تناجي النجيمات، وفلق الصباح، وألوان قوس قزح، ليفرز نولها السحري أعذب شعر ترنم به كبار الملحنين وأجمل الحناجر ليطير في وديان ومرابع المملكة ثم يتجاوز الحدود ليطرب كل عشاق الكلمة الموشاة بالجمال في كل مكان.. فذاع صيتها، وانسابت كلماتها في القرى والحضر تنبئ عن مولد شاعرة أصيلة لم يتورع كاتب كبير وناقد حصيف مثل الأستاذ الكبير محمد حسن عواد "رحمه الله" في تلقيبها بـ (خنساء القرن العشرين).. فإذا بالغ في الثناء، أو اعتمد على تحليلات خاصة جعلته يلقي بثقله في ساحتها، فإنها حتماً ستبقى شهادة لا يستهان بها على مر الأيام، فهنيئاً لها ما أنجزت، وما أسعدنا بما قدمت وستقدم في المستقبل، لأنها قادرة بإذن الله على مواصلة العطاء والغرف من نهر الإبداع الذي لا ينضب.
إن مسيرة نصف قرن مع الكلمة، لا يمكن اختصارها في صفحات قلائل لأنها تجربة لها من التفرد والخصوصية ما يجعلها مكتنزة بكثير من التفاصيل ما دق منها وما عظم، لتجد طريقها إلى القارئ في يوم ما من خلال كتاب أو سيرة ذاتية تسهم في إثراء المكتبة العربية بجهد هذه الأديبة الفاضلة، أو من يتناول أطراف حياتها ليسكبها على الورق نابضة بالحياة والحب والعطاء.
الشعر-رغم وهجه- لم يستطع اختصار مساحات الإبداع التي تقف عليها ضيفة أمسيتنا بكل شموخ، فلها إسهاماتها المقدرة في الصحافة المحلية التي احتضنت قلمها واحتفت باسمها بين كبار كتابها خاصة في تلك الفترة، حيث بدأت مسيرتها الصحفية بجريدة "البلاد".. وتمتاز ضيفتنا الفاضلة بجرأة محمودة في إبداء آرائها، وشرح مواقفها، وهي أول من فكر في إصدار ملحق نسائي بجريدة "البلاد" في الستينات الميلادية مما يسجل لها.. ثم إصدار صفحة نسائية حيث احتضنت جريدة "عكاظ" فكرتها وأصدرت ملحقاً نسائياً بتاريخ 13/5/1389هـ الموافق 28/7/1969م، ولا ننسى أن تلك الحقبة قد اشتهرت بكثير من أساطين الأدب في بلادنا ممن لا يتسع المجال لذكرهم دون إغفال بعضهم، فقد كانوا شموساً ساطعة في دنيا الكلمة، وما زالت كوكبة منهم تمتعنا بحضورها البهي أمد الله في أعمارهم وألبسهم ثياب الصحة والعافية.
إن البيئة الأدبية والثقافية التي نشأت فيها ضيفتنا الكريمة تذكرنا بالأيام الخوالي التي سيطر فيها الكتاب على الساحة، وكان العلم والأدب من أهم ما يزين المرء رجلاً أو امرأة، فالحياة رغم ضيق قنوات الإبداع كانت تموج بأقلام أثرت الساحة، ولم يكن كل قلم قادر على اجتياز عتبات النشر إذا لم يقف على أرضية ثقافية صلبة، لهذا كان النبوغ في أوجه، وغيوم الكلم الجميل يسح قطرها بين حين وآخر فتنمو على إيقاعاتها الصافية أسمى المشاعر وأنبل الأحاسيس.. وانداحت دائرة الشعر بالنسبة لفارسة أمسيتنا لتضرب على أوتار الفصيح والمفردة الحجازية المميزة.. فنهلت من هذا وذاك ووجد الملحن الكبير الأستاذ فوزي محسون "رحمه الله" في كلماتها المنهل العذب الذي أعانه على إخراج أجمل ما صاغه من ألحان دغدغت مشاعر الكثيرين وأسهمت في إثراء الساحة الفنية والغنائية بجمل موسيقية قل أن يجود بمثلها الزمان.
نشكر ضيفتنا الكريمة لتشريفنا بحضور هذا المنتدى الأدبي الذي يكن لها كل التقدير والاحترام.. سائلين الله سبحانه وتعالى أن يمن عليها دائماً بالصحة والعافية والتوفيق المستمر.. ويسعدني أن يرعى هذه الأمسية الأخ المفكر والكاتب الدكتور عبد الله مناع.
أطيب أمنياتي لكم بسويعات ماتعة، وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم لنشرف باستضافة معالي الأستاذ الدكتور عصام أحمد البشير، وزير الإرشاد والأوقاف السابق في جمهورية السودان، وأمين عام المركز العالمي للوسطية في الكويت، وعضو الهيئة العليا لجائزة الأمير نايف للسنّة والدراسات الإسلامية المعاصرة.. وصاحب ثمانية عشر مؤلفاً وبحثاً علمياً.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في دارتكم وبين محبيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1261  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 13 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج