شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
للدكتور عدنان بن علي رضا النحوي (1)
((ملتقى الأحبة))
يا أماني الشباب عودي أطلّي
وانثري من يديكِ عطر الشباب
لم يَزلْ للشبابِ عطرٌ نديٌّ
يملأُ العمرَ نَفحة من ملاب
رقَّ فيه الحنينُ واشتعَل الشو
قُ ورَفَّ الندى وزُهرُ الرِّغاب
قد عرفتُ الهُدى لديه أضاء الدَّ
ربَ ماجَتْ أنواره في الشعاب
في فؤادي في ضلوعي، بين جهري
وعميق الإسرار صدقُ متابي
فتواثَبتُ في الميادين أَجْلو
لهفةَ الشوقِ عزمة من وثاب
أو أشقُّ الصخورَ أخترقُ الليـ
ـلَ جراحي وأنَّتي واغترابي
أقبلي يا صِعاب جوهرةُ العمـ
ـرِ ومعنى الحياةِ قهرُ الصعاب
روّعي كيف شِئتِ ما زلتُ أمضي
في ميادين جولة وغلاب
من يقيني باللَّه حبلٌ متينٌ
ووفاءٌ لموثقي وصِحابي
يملأُ الحبُّ كلَّ جارحة مِنـ
ـي ويُغْني خواطري وطِلابي
يُهبُ العمرَ آيةَ الحُسْنِ يُزكي
كلَّ مسعى لصَادقٍ أوّاب
ينبع الحبُ كُله من هدى اللَّـ
ـهِ هُدى مُنعمٍ لنا وهَّاب
أنا بالحب نشوة العمر، أنشو
دةُ آفاقِه وزهوُ الشباب
* * *
ها هنا ملتقى الأحبة نادٍ
من وفاءٍ وفسحةٌ من رحاب
كم تُرى من كواكبٍ أشرقتْ فيـ
ـه على ساحِهِ رُؤى الأحباب
ووجوهٌ كأنّها طلعة الفجـ
ـرِ وفيضٌ من نوره المنساب
ورؤى البشر فوّحت بشذاه
من بيانٍ يُجلى وآي خطاب
بين بَردِ الظلالِ بين رفيف
من نسيمِ الوفاءِ والتِّرحاب
فأقبلوها تحية هي أحلى
من نسيم سرى وبَردِ الشراب
هي من جنّة سلامٌ من اللَّـ
ـه وعطرُ الوفاء حُسْنُ الثواب
* * *
جئتكم والفؤاد يحمِل هماً
من عَناء السنينَ والأوصَاب
من ديار تناثرت وأمان بين
طول الثُّرى وطول اغتراب
بين دَربِ الحياة أو رهبة المو
ت وبَعثٍ وآية من حساب
وأرى الدربَ طال بالناس أعيا
هم خداع السراب حرُّ اللهاب
* * *
يا ديارَ الإسلام يا لهفةَ التا
ريخ إشراقة الهدى والوثاب
يا حنين الأجيال يا عِزةَ الإنـ
سان زهوَ العصور والأحقاب
أمتي كيف هُنّتِ!؟ تناثَر
تِ شظايا وغِبْتِ خلف الضباب
صورُ المجد لم تَعُدْ تَتَراءى
في الذُّرا في السفوح بين الروابي
طُويتْ كُلها وغابَتْ وأضحتْ
همسات الضمير والأهداب
كُنتم خير أمةٍ أُخْرِجَت للنّـ
ـاس نوراً وآية من كتاب
جَمَعتْ في مسيرة الحق إشرا
قة بُشْرى نبوَّة وصِحاب
خُتموا كلهم بأحمد يوفي
من رسالاتهم ومن إيعاب
سيدُ الخلق خاتمُ الرُّسل أحيا
من نُفوسٍ ماتت على الأنصاب
أنقذ الناسَ من ضلالٍ بعيد
في متاهات مَهْمَهٍ وسراب
وبنى أمة على الحق صفاً
من متين الأركان والأسباب
ورِباطٍ من الأخوة يُعلي
عزمةَ الحق في خِضم عباب
* * *
أمتي، كيف غِبتِ عن وثبةِ الحَـ
ـقِ وعن جولة وساحِ غِلاب
فَتَداعتْ عليك من أمم الأر
ضِ زُحوفُ الضلالِ والأوشاب
وغدا المجرمون فجّرت الأهـ
ـواء جُنّتْ قواطِعُ الأنياب
بين مَكرٍ يموجُ بين حنايا الـ
أرضِ يطغى على الربى والقِصاب
زخرفوا كل فتنة ورمَوها
بين ساحاتنا وبين شِعاب
كل ما يدَّعون من زُخرفِ القَوْ
ل خِداع النفوس والألباب
وإذا الأرضُ ساحة من دمارٍ
بين أكوام أضلُعٍ ورِقاب
وركام يطوي بقايا من الإنـ
ـسانِ من أنّةٍ وطُولِ عذاب
يُسحقُ الآدميُّ بين ذويه
ويُهالُ الترابُ فوق التراب
* * *
أيها المجرمون في الأرض جئتم
بحضاراتٍ فتنةٍ وخراب
قلقٌ حائرٌ ورعشة خوفٍ
ومتاهاتُ ضائعٍ مُرتاب
فاظلِموا واقتُلوا وخلُّوا الضحايا
طُعْمَةً للبُزاة أو للذئاب
وانحَرُوا الطُّهْر والعَفافَ قرابيـ
ـن وصُبُّوا الدِّماء للأنصاب
عربِدوا بالمُجونِ، بالدم، بالوَحْـ
ـلِ، بمُستَنقَعٍ ولوثَة عاب
وانهبوا واسرقوا فكل متاع
هو حقٌّ لغاصب نهَّاب
واصنَعُوا من هوى الجبان بُطولا
ت ومن زيفها علُوٌ كذاب
واجمعوا هذه الفواجع ضُمُّوا
من أنينٍ ولَمَلِموا من مُصَاب
واجعلوها حضارةً من هشيمٍ
تتهاوى على هشيم رِغاب
الحضاراتُ كلها تتهاوى
تحت أقدامِ مجرمٍ كذاب
* * *
فإذا بالنداء يعلو دوياً
يملأُ الأفقَ والذُّرا والرَّوابي
لَهْفَ نفسي اللَّه أكبر أحْيَتْ
من نفوسٍ وأطلقتْ من وِثاب
يا نداء الإسلام يا دعوة الحـ
ـقِ وأُنشودة الفتى الوثاب
الميادين فُتِّحت في سبيل اللَّـ
ـه بُشرى شهادةٍ وثَواب
أبشري أمتي، وقد أقبل النصـ
ـرُ وفاء لِموثقٍ وغِلاب
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :371  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 101 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج