شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إضاءات
((الاثنينية)).. الأمسية، والسفر الفريد (1)
بقلم: حسين عاتق الغريبي
لعل أثمن هدية أعتز بوجودها في مكتبتي المتواضعة، تلك المجموعة الثمينة المسماة بـ (( الاثنينية )) والتي أصدرها رجل الأعمال الأديب الفاضل (( عبد المقصود محمد سعيد خوجه )) صاحب (( الاثنينية )) الشهيرة التي يكرم في أماسيها المضيئة بنور العلم، العلماء ورجال الفكر والأدب. وتضم هذه المجموعة (11) جزءاً في مجلدات فاخرة، وطباعة ممتازة.
ـ وكما علمت، فإن هناك أجزاء أخرى على وشك الصدور.
ومن حَظِيَ مثلي باقتناء هذا الكنز الثمين حقاً، لا شك يوافقني الرأي في أن هذا العمل الأدبي الراقي يمثل ((خزانة أدبية)) لا تقدر بثمن.
هذا الإحساس يتأكد ـ بطبيعة الحال ـ من خلال الإطلاع والقراءة المباشرة لتلك الحوارات الدافئة والمدهشة التي ضمها هذا ((السفر الفريد)) سيجد القارئ حتماً في سطور (( الاثنينية )) مفردات نادرة، تعد بمثابة الجواهر الثمينة، نثرتها الشفاه العاقلة على مائدة الفكر والأدب، لتكون الوجبة الشهية، والزاد المغذي للنفوس المتطلعة إلى الأدب الرفيع والأصالة الحقة.
فكرة رائدة انبثقت من جذور التاريخ لتحفظ للكلمة رونقها الأصيل.. الكلمة، (ذلك النهر الخالد الذي يمضي من زمن لزمن.. ومن جيل لجيل.. ومن أرض لأرض، يزرعها، ويلهمها، ويوقد شموع أحلامها).
بدأت أولى أماسي (( الاثنينية )) الأدبية في الثاني والعشرين من شهر محرم عام ألف وأربعمائة وثلاث للهجرة (8 نوفمبر 1982م) وقد جاءت ـ كما قال صاحبها الأديب: (استلهاماً لتلك الصباحات والأمسيات الزاخرة التي كان يعقدها الأديب الراحل ـ والده الأستاذ /محمد سعيد عبد المقصود خوجه ـ يرحمه الله ـ وكانت تجمع نخبة من كتاب وشعراء الوطن).
ـ بدأت قوية.. ومضت في قوتها وثبات موعدها الأسبوعي حتى غدت (وكأنها جزء من طقس الحياة الثقافية وليلها البهيج ـ ينتظم عقدها العام تلو العام، بادئة مع مطلع الشتاء، ومنتهية مع أواخر الربيع من كل عام).
ـ وضعت لنفسها ثوابت مستمدة من طبيعة الحوارات والمناقشات الأدبية الراقية ((ينصب اهتمامها بالحديث عن الذكريات والمواقف، والأدب والشعر والصحافة وكل ما من شأنه تثقيف عقل المستمع والمرتاد لها)) بعيداً عن السياسة والصراعات الجدلية.
ـ ونهجت أسلوباً يختلف عن الحوارات التي تدور في الصوالين الأدبية المعروفة (فقد قامت على إطار الاحتفاء أو الاحتفال بواحد من طلائع تلك الشخصيات الأدبية المعاصرة التي أسهمت بجهد بارز في الحياة الأدبية).
ومن الطبيعي أن تفرز تلك الأحاديث المتداولة في الأدب والشعر والصحافة، والمواقف الطريفة والنادرة، هذا الكم الهائل ـ الذي احتوته المجموعة ـ (من الأفكار والكلمات والتجارب الأدبية الملهمة ـ والتي ـ تشكل في محتواها صفحات من التاريخ الأدبي غير المدون الذي لم يعرف به ولم يسمع عنه كثيرون من المفكرين والأباء والشعراء والكتاب فضلاً عن ناشئة الفكر وشداة الأدب من أجيال الشباب الماثلة والمتعاقبة).
ولم يقتصر التكريم على أبناء الوطن فحسب بل شمل آخرين من الرواد البارزين في العالمين العربي والإسلامي مثل العلماء والشعراء والمفكرين.
وكان لا بد لمجريات تلك الأمسيات المسجلة أن توثق كتابة في سجل التاريخ الأدبي لتصبح ((شهادة للتاريخ على عمر البدايات والتكوين الأدبي لهذا الوطن)) ـ من خلال روايات الرواد الصادقة لهذا الجيل.
يقول صاحب الاثنينية: (انبثقت فكرة طباعة (( الاثنينيات )) في أجزاء بترتيب تواريخ حدوثها لحفظ الآثار الأدبية وتناقلها وتداولها، والاستفادة منها للباحثين والدارسين والمهتمين بكتابة تاريخنا الأدبي من القرن الرابع عشر الهجري إلى مطالع القرن الخامس عشر).
فكرة رائدة، وفق الله صاحب الاثنينية الأديب الفاضل/ عبد المقصود خوجه في تنفيذها على أكمل وجه، ونسأل الله تعالى أن يثيبه خير الجزاء على هذا العمل الجليل.
ويبقى الرجاء الملح، بأن يلبي صاحب الاثنينية، رغبة الجيل في توفير هذه المجموعة الثمينة في المكتبات التجارية، وفق الطبعة المناسبة مادياً ليسهل الشراء، خاصة وأن الأجزاء المتتالية لها تمثل موسوعة أدبية ضخمة تظل محط الأنظار لقيمة ما تحتويه من آثار أدبية نادرة.. وإنا لمنتظرون.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :477  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.