شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نحن والعادات
بحث في الزواج (2)
الخطبة الثانية:
جرت العادة ـ وبئس العادة ـ بأن الزواج لا يتم أمره نهائياً إلا بعد أن يمهدن له النسوة الطريق فيطبخ الأم على حدة ـ كما يقولون ـ والجدة على حدة، وكل من يقرب للعروس ـ وهذا كله يتم في الخطبة الأولى ـ ثم بعد ذلك يستفتي ولي العروس، وهذا يأخذ بدوره ويفتش وغالباً يوافق.
عندما يتأكدون أهل الزوج موافقة أهل العروس يقدمون من يعتقدون فيهم الكفاءة للخطبة ـ وهذه هي الخطبة الثانية ـ وإذا شئت فقل من يحسنون المساومة وهذه أي الخطبة ينتهي أمرها بضرب موعد للاجتماع ـ ويكون دائماً أبداً في بيت أهل العروس ـ تكون نتيجته في الغالب القبول بعد أخذ وقت طويل منه ((صغيرة، خوافة، ما تعرف شيء))، ((قبلناها سكر في مويه))، بعد كل هذا التطويل الممل يدخل دور النضال، دور المساومة، دور الهلاك، دور البلاء، دور الصداق.
الصداق:
توجد في حجازنا للصداق عادتان: أحدهما تعد حسنة بالنسبة للثانية، والأخيرة مصيبة وبلاء نسأل الله اللطف والحماية.
العادة الأولى: ترك أمر الصداق وقدره وبحثه لأهل الزوج، وما يقدمونه يقبل سواء قل أو كثر وهذه على كل أخف ضرراً من العادة الثانية، ولكن وقوعها قليل جداً وإذا شئت فقل ((للناس نظر)).
العادة الثانية: الشرط والشروط وسماع الأرقام الضخمة ((ستين، ثمانين، مائة)) يتبعها جارية، مفرشة، عقد لولو، فرش مجلس))، لطفك اللهم وحنانك ورحمتك.
صدقني أيها القارىء إن السبب الوحيد في تحذير الزواج، وبقاء جيش عرمرم من الشباب والبنات بدون زواج هو ((الصداق))، إن هذه العادة السيئة التي أوجدناها في حجازنا، وقيدنا بها أنفسنا، وجعلناها لزاماً بل غلاً في أعناقنا، نتج منها إحجام الكثير من شبابنا عن الزواج، نتج منها أن كدنا نقضي على أعظم رباط مقدس تؤلف منه العائلة. إن التساهل في أمر الصداق ضروري لنا، ضروري لإنعاش هذا الرباط المقدس، لأن التألم منه عظيم، والشكاية منه كثيرة. إن حجازنا بلد فقير وماليتنا ضعيفة تتأثر من أقل الأشياء وإن هذا كله يوجب علينا أن نتجنب كل شيء يؤثر فعلى اقتصادياتنا. لأن محيطنا لا يتحمل مثل هذه المصائب والبلاوي والتبذير.
مدن الحجاز جميعها تئن وتشكو من هذه العادة السيئة عادة الصداق فلو أضربنا عنها لزال ذلك الألم، ولراج أمر الزواج وكثر نتاجه. أنا أعرف أن هذه الكتابة لا تفيد، لذلك أطلب من الحكومة بإلحاح شديد أن تنظر في هذه المسألة وتضع لها حداً فاصلاً يتناسب مع ماليتنا، ووسطنا لأن الضرر منها عظيم والبلاء جسيم، وكله مشاهد ومحسوس وملموس.
يجب أن نشفق على الفقير فينا فنعمل عملاً لا يؤثر عليه، ولا يحول بينه وبين هذه الغاية، يجب علينا ذلك، ثم من المؤسف أن نبقى دائماً أبداً نعرف الواجب ونقول به، ونضرب صفحاً عن عمل والله إن هذا مؤسف ومؤلم.
من الخرافات في الزواج:
تطرقت الخرافات في الحجاز إلى كل شيء فأصبحنا نرى أثرها في أفراحنا وأحزاننا وأعيادنا وغير ذلك، وبالرغم من أن مظهرها الخارجي خف كثيراً عن ذي قبل، فأثرها لا يزال عالقاً بأذهان الكثير منا ـ وعسى أن نأتي عليها في يوم ما ـ من تلك الخرافات التي أحللناها محل الواجب، وعظمنا من شأنها ـ وضع الصداق في قطعة من القماش يكون لونها أخضر، ويكون بين الدنانير الحمر شيء من الفضة، وهذا تفاؤلاً ـ كما يقولون بالخضرة والبياض للزوج والزوجة الجليلين، أو عمل هذا لازم وضروري، وبالأخص عند النساء، اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله.
من المؤلم جداً أن نستسلم للخرافات إلى هذه الدرجة أو أن نضعها في هذا المركز الذي لا يجوز وضعها فيها، وأن نتغالى في ذلك إلى هذه الدرجة. ومن المؤسف أنا نرى نزاعاً ينشب بين شاب وأهله من أجل هذه الخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، وإني مورد هنا بعض ما اطلعت عليه من مآسٍ لهذه الخرافة.
مكة المكرمة: (( الغربال ))
صوت الحجاز العدد 23
بتاريخ 11/5/1351 هـ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1056  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 8 من 52
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج