شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
الحمد لله الكريم المتعال، والصلاة والسلام على كامل الخصال، سيدنا وحبيبنا وقدوتنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آل بيته الطاهرين، وصحابته الغر الميامين.
السيدات الفضليات،
الأساتذة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يطيب لي أن نلتقي هذه الأمسية على شرف أستاذنا الكبير، الشيخ عبد الله بن علي الجشي (أبو قطيف) الذي حالت وعكة طارئة دون حضوره الذي كان منتظراً حتى آخر لحظة، متمنياً له الشفاء العاجل، وأن نتواصل معه عندما يبرأ بمشيئة الله.. وبروح ((الاثنينية)) التي تحتفي بالرجال وأعمالهم، يسعدني أن نحيي أستاذنا الكبير في تلقائية وحميمية لا تنفصم عن مشاعرنا الدافئة تجاه شخصه الكريم، تواصلاً في الخير وعلى طريق الكلمة التي تفرد جناحيها لنحلق بهما في آفاق الإخاء الذي يربط أبناء الوطن الواحد تحت مظلة الولاء لهذا الكيان الحبيب.. فأهلاً وسهلاً، وعلى الرحب والسعة بوفد أستاذنا الكبير، الأساتذة: الشاعر الكبير عدنان العوامي، وعبد العلي السيف، وقطيف بن عبد الله الجشي ابن ضيفنا الكريم.
الإنسان ابن بيئته، فليس غريباً أن يتجه المحتفى به شرقاً نحو كوى النور المتاحة أمامه وهو في مستهل حياته وشرخ شبابه، فكان العراق هو البوصلة التي ضبطت تحركات كثير من الشباب وطالبي العلم في ذلك الزمان، وأعني به عشرينات القرن الميلادي الماضي، حيث واكبت ذلك الوقت نهضة أدبية معروفة في بلاد الرافدين، ومتى جاء الحديث عنها لن ينفك عن أساطين الكلمة أمثال الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، والشاعر الأستاذ محمد جواد الغبان الذي كانت له ندوة أسبوعية مساء كل يوم أحد، بالإضافة إلى ندوات تقام في رحاب اتحاد الأدباء العراقي، ومجالس عديدة تهتم بالشعر والأدب، كما كانت له لقاءات مستمرة مع الشاعر الكبير إبراهيم العريض في البحرين.. ذلك أن الصلة بين المنطقة الشرقية من المملكة والدول المجاورة شرقاً ليست وليدة الأمس واليوم، بل ضاربة في أعماق التاريخ، وما جولات المتنبي، وقبله طرفة بن العبد إلا توثيق لهذا التراث الأدبي الذي نسجت خيوطه مناول المحبة عبر الزمن.
واليوم إذ يتجه شاعرنا الكبير بمشاعره ووجدانه غرباً، فإنما يغرس نخلة من بساتين القطيف على ضفاف الخير في بوابة الحرمين الشريفين، نبتة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء، نتعهّد رعايتها وسقياها بكل غالٍ ونفيس، لتبقى نبراساً يأتلق في سماء الفكر، وأنموذجاً يحتذى في كل حين بإذن الله.
لقد عُرف عن شاعرنا الكبير وطنيته المتجذرة في أعماق قلبه النابض بحب الحياة، والأرض، والإنسان.. فبالرغم من التيارات العديدة التي تنازعت مشاعره وهو يدلف من مدرسة إلى أخرى، ومن مجتمع إلى آخر، ويصعد سلم الإبداع وسط جيل العمالقة، فإن حبه للوطن يبقى محلّقاً فوق أي لفظ مفرط في الوضوح، أو رمز مغرق في الخفاء، فالكلمة عند شاعرنا الكبير تعبير مميز لما يعتمل في نفسه من حب للوطن تنداح دوائره من مسقط رأسه إلى تخوم الوطن الكبير، يسعد به ويفخر بأرضه وسمائه ونجومه وجميع مرافئ السخاء والعطاء التي تظلل أبنائه.. فقد ظل منذ شبابه الغض مقدماً بين أفراد مجتمعه في عظائم الأمور وجليلها بما حباه الله من فكر منفتح وثقافة واسعة.
وإذا لم تستوعب بحور الشعر قناعاته بالكلية، فإن أديبنا الكبير يجدف بمهارة في أعماق التاريخ كاتباً ومنقباً عن بعض الأحداث والوقائع ذات الأثر المباشر في المنطقة، فكان صاحب منهج مميز في بحوثه التاريخية التي استقصى من خلالها عبق الماضي بأسلوب عصري، ولغة ناصعة، أدلج لياليها ليحيي صباحاتها بنور العلم والفضل، فضيفنا مؤرخ بارع، شهدت له محافل كثيرة، وكانت مشاركاته مكان تقدير وإعزاز من الكثيرين.. وما سلسلة مقالاته القيّمة التي نشرها في كثير من الصحف إلا أنموذج للبحث الجاد في هذا السياق.. فهو صحفي مطبوع، وكاتب له بصماته المميزة، وطروحاته التي تشكّل إضافات ذات قيمة ومدلول.
والجدير بالذكر أن ما كُتب عن أديبنا الكبير يفوق كثيراً ما نشره من كتب ودواوين، وفي ذلك إشارة واضحة إلى عمق وأهمية وقيمة مؤلفاته، حتى رصف طريق المجد ليكون عنواناً مستقلاً أو مشاركاً في كثير من الأعمال الأدبية التي تناولته بالدرس والتحليل، إذ لو كان خامل الذكر، ضعيف الأثر، لما انتبهت له أقلام كبار الأدباء أمثال الأستاذ عبد الله الشباط، والدكتور عبد الله المبارك، والدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، والعلاّمة حمد الجاسر، وغيرهم.. ولمثل هذا فليعمل العاملون، فالعبرة بالكيف لا بالكم.
يعلم جمعكم الكريم، أن منطقة القطيف وما حولها من بلدات وهجر تشكّل مجتمعاً ذا خصوصية معروفة، أفرزت قاموسه الخاص، ورعت مناسباته واحتفالاته وتراثه الإبداعي، وعندما يخرج علينا أديب في قامة ضيفنا الكبير، فإن التواصل معه يعبر إهاب الفرد إلى عمق الجماعة، ونستطيع من خلال منجزه الثقافي أن نسبر غور مجتمع كامل، ونتفاعل معه بكثير من التفهم والود والحب في سيمفونية تعزف أوتار السماحة والوسطية، والاعتراف بالآخر، مهما كانت التراكمات والعواصف التي تسعى لخلخلة الترابط الاجتماعي.. فهنيئاً لنا هذه الروح المشرئبة لفتح نوافذ وأبواب الخير، لتشرق علينا دائماً شمس المعارف بما يخدم مصلحة الوطن والمواطنين، وإغلاق كل منافذ التنفير التي تجاوزها الزمن، ولن يكون لها مكان بيننا بمشيئة الله مهما اختلفت القوالب والمسميات.
وفي الوقت الذي أفردت فيه الاثنينية نشاطها الطباعي هذا العام للمشاركة الفاعلة بمناسبة اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية، فأنجزنا بحمد الله وتوفيقه طباعة سبعة عشر عنواناً في أربعة وخمسين مجلداً، وهناك عمل قيد الطبع في ستة مجلدات، فإنه مما يسعدني أن تضم (سلسلة كتاب الاثنينية) العام القادم إن شاء الله جميع الكتب التي ألَّفها أديبنا الكبير، مما نشر وما لم ينشر، تتويجاً لإصدار مجموعته الكاملة، تقديراً لمنجزه الحضاري، وإسهاماً في نشر الكتاب، وترسيخاً للروابط الأخوية التي تجمعنا على صفحات الثقافة والفكر والأدب، وستقوم ((الاثنينية)) بالتنسيق مع من يراه ضيفنا الكبير لتفعيل هذا الموضوع، ليرى النور في أقرب وقت ممكن بإذن الله.
متمنياً لكم أمسية ماتعة في صحبة وفد أستاذنا الكبير، وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم في أمسية خاصة عن فعاليات اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية يشارك فيها معالي الدكتور محمد عبده يماني، وسعادة الأستاذ السيد عبد الله الجفري، وتعقبها أمسية مماثلة يحييها معالي الأستاذ الدكتور سهيل قاضي، وسعادة الدكتور عاتق بن غيث البلادي.. فإلى لقاء يتجدد وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله..
الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه: تلقيت الرسالة الآتية من معالي الأخ الدكتور محمد عبده يماني يقول فيها:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نظراً إلى وجودي خارج مدينة جدة في نفس الوقت أرجو قبول اعتذاري ولكن فرحت كثيراً لتكريم الشيخ عبد الله الجشي. وهو من الرجال الذين نعتز بهم وبأدبهم وأثرهم على الثقافة العربية في بلادنا بخاصة. وأسأل الله أن يجعلها ليلة مباركة وأن يجمعنا على خير مع أطيب تمنياتي له بالتوفيق.
الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه: أرحب ترحيباً خاصاً بالأستاذ عفيفي عبد الوهاب قنصل عام جمهورية مصر العربية، وأرجو أن يكون دائماً في تألقه في كل أمسية كسلفه الذي غادرنا بعد أن غرس كثيراً من جذور المحبة بيننا، فنودع بالتقدير السلف ونستقبل الخلف بكل ترحيب فأهلاً وسهلاً ومرحباً به.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عريف الحفل: أما الآن فيسرني أن أنقل الميكرفون إلى أول المتحدثين وهو سعادة الكاتب والصحفي المعروف عبد الله فراج الشريف.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1656  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 18 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج