شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
آثار مكة السياحية (1)
في مكة المكرمة آثار إسلامية وتاريخية تكاد تنفرد بها عن غيرها.. وإن كانت الكعبة الشريفة والمشاعر المقدسة قد أعطت لأم القرى منذ بدء الخليقة المكانة المرموقة مما تتميز به عن جميع البلاد والأماكن على ظهر البسيطة. ففيها الآيات البينات بعد أول بيت وضع للناس مباركاً.. وعلى رباها وبين سهولها وبطاحها تنزل الوحي.. وفي شعابها نما وترعرع العرب.. وفي شعب بني هاشم بالذات نبتت الدوحة النبوية الكريمة.. وكفى مكة من القداسة ما وصفها به القرآن الكريم وما ورد على لسان النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
ولنترك جانباً القبور.. وما كان يقام عليها من قباب وشواخص شاع بناؤها في عهود الانحلال الديني.. فأخذ السذج والجهلاء من المسلمين يقصدونها على اعتبار أنها جزء من مناسك الحج.. فيتمسحون بها ويتبركون.. والدين براء من ذلك.. وإن كانت السنَّة قد حثت على زيارة القبور لأنها تذكر الآخرة.. فإن هذه الزيارة إن خرجت عن الحد عادت إثماً وشركاً يحبط العمل الصالح.. فلم تكن زيارة الشهداء والصالحين والتمسح بقبورهم وسيلة تقرب إلى الله زلفى.. واليوم ونحن في عصر العلم والنور لا أعتقد أن العقول تقبل الدعوة إلى أمثال هذه الترهات..
والمسلم الذي يحتاج إلى معرفة من دفن من الصحابة وآل البيت في مكة بإمكانه الرجوع إلى المصادر والمؤلفات الموثوق بصحتها للوقوف على ذلك.. وقد تعرض لذلك الدكتور محمد حسين هيكل باشا صاحب كتاب (في منزل الوحي).. وهو أحدث مؤلف تقريباً رجع فيه صاحبه إلى من سبقه من المؤلفين عن تاريخ مكة وآثار مكة الإسلامية.. ووقف بنفسه على كثير منها.. فكان يطبق المسميات على المواقع.. ويرجع إلى كتب المؤلفين (كشفاء الغرام) و(تاريخ مكة) و(مرآة الحرمين) وغيرها ثم يعطي الرأي الأخير..
يقول الدكتور هيكل رحمه الله.. عندما زار مقبرة المعلاة بمكة "أن بي لزيارة القبور لهوى ملحاً. فالمقابر مستقر الأعزاء" الذين سبقونا إلى دار الخلد وهي مستقر الإنسانية كلها، وموضع سكنها بعد الفراغ من واجب الحياة. والمقابر هي العبرة الباقية تحدثنا عن الوجود. وتصور لنا قيمته. أليس القبر هو الإنسانية الماضية.. وإذا صح ما قيل من أن من مات قامت قيامته. فالقبر هو المظهر المادي لصلة الأحياء والأموات. والأموات هم إخواننا وآباؤنا وأبناؤنا الذين سبقونا إلى الرحيل. والذين يتصلون بنا بعد موتهم بما خلفوه لنا من آثار.. ونتصل نحن بهم اتصالاً لا ينقصه إلا تبادل المنافع في الحياة.. ثم ضرب رحمه الله مثلاً بمخاطبة الرسول عليه السلام قتلى بدر من المشركين بعد أن دفنهم المسلمون في القليب.
ولقد أعجبت بهذه الفلسفة التي سطرها قلم الدكتور هيكل رحمه الله عن القبور والمقابر.. والعبرة التي نسترجعها مما حث عليه الرسول من زيارة القبور.. لا للتبرك ولا للتمسح.. ولكن لنذكر الآخرة ونعمل لذلك اليوم الذي تجد فيه كل نفس ما عملت من خير محضراً.. وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً..
إذاً لنعدد الآثار الأخر والمآثر التي نحن في حاجة إلى إحيائها غير المقابر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1771  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 242 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل