شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المقدمة
وهذه بضاعتنا ننثرها منشورة على صفحات القرطاس، لا أكاثر بها ولا أكترث بمن لم يردها أو هو لم يرد إليها، مقالات لم تكن مصندقة في المخلاة لأنها مصادقة في إعرابها عن فكر كاتبها وعن مبادئه وعن الأحوال التي عاشت عليه أو هي عاثت به فصبر على لأوائها وبلائها وظفر بكثير من الخير أنعم الله عليه به. فدعامة الخير هو أن كان قارئاً وكان كاتباً ومحدثاً، فإذا هو ينعم بما نثر من هذه المخلاة وما أحب إلا أن تجد هذه المقالات أكثر من قارئ يملأ كشكوله سواء ادخر أو ترك.
والمخلاة والكشكول، استعرتهما من الإمام العاملي فله كتابان باسمهما وحبذا التقليد لمثل من هو في درجة هذا الإمام من أئمة التراث والمخلاة اسم يطلق على ما يختزن فيها صاحبها ما يعده للإنفاق، وما أكثر أسماء هذه المخلاة فقد اتسعت اللغة الشاعرة بهذه الأسماء. المحفظة، الملف، الجراب، المخباة، الحسكل، المزودة، الصفنة، الخرج، الصندوق، السحاره، الخزنة، الدولاب، الكيس، الشوال، العيبة، المستودع، السعن، العكة، الجفنة، الحق، الشنطة، الحقيبة، إلى آخر ما هو أكثر، وهذه اللفظة يسمى بها ما تحلمه الجمال من البضاعة التي يجلبونها؛ وقد استعاروا منها آل فلان عيبة لآل فلان أي النصير، فقد قالوا المطلب بن عبد مناف كان عيبة لأخيه هاشم يحددون نصيره ليفهم من ذلك أن أخاه التوأم عبد شمس وأخاه نوفل كل منهما كان عيبة للآخر، أي نصيراً حتى جرت الأمور حين أصبح عبد شمس ونوفل عيبة، أي معابة بما جرى من خلاف بينهما، وعن العيبة حفظنا هذا البيت من شواهد اللغة الشاعرة.
يمرون بالدهنا خفافاً عيابهم
ويرجعن من دارين بجر الحقائب
يذهبون إلى دارين يتبضعون وجمالهم محملة.
وهذه المخلاة لا أتخلى عنها وإنما أتحلى بها، فلا بد أن أجد لها نصيراً، ولا بد أن يذيعها من تنكر لها، فكثير من مواقف السلب تأتي برد الفعل إيجابيًّا.
والله من وراء القصد..
محمد حسين زيدان
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1186  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 584 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج