| يَا صَائِلَ الخَطْوِ إِنَّ المَوْتَ مُفْتَرِسُ |
| لا يَدْفَعُ المَوْتَ لا جَاهٌ.. ولاَ حَرَسُ |
| كَمْ قَوَّضَ الدَّهْرُ صَيَّالاً بِقُوَّتِهِ |
| وَخَيَّمَ الحُزْنُ في بَيْتٍ لَهُ وَنَسُ؟ |
| مَضَيْتَ تَفْرَحُ بِالدُّنْيَا وزُخْرُفِهَا |
| وَغَرَّكَ المَالُ.. وَالأَضْوَاءُ والْهَوَسُ |
| إِنْ كُنْتَ تَرْجُو مِنَ الأَيَّامِ نَائِلَةً |
| تَذَكَّرِ اليَوْمَ أَقْوَاماً بِهَا نَكَسُوا؟! |
| تُعَاقِرُ الكَأْسَ تِلْوَ الكَأْسِ مُحْتَفِياً |
| وَجُلُّ وَقْتِكَ في اللَّذْاتِ مُنْغَمِسُ |
| لا تُفَرِطِ التِّيهَ إنَّ العُمْرَ ثَانِيَةٌ |
| إِنْ طَالَ يَوْماً مَصِيرُ العُمْرِ يَنْدَرِسُ |
| مِنْ يَحْزِبِ الأَمْرَ في دُنْيَاهُ مُحْتَسِبَاً |
| حَتْماً يَرَى النُورَ في الأَعْمَاقِ يَنْبَجِسُ |
| فَاسْتَلْهِمِ الرُّشْدَ إِنّ النَّفْسَ غَافِلَةٌ |
| وَهَلْ تُضِيءُ نُفُوسٌ نَبْضُهَا غَلَسُ؟ |
| تَسْعَى إلى الخَيْرِ لاَ تَرْجوُ جَوَازِيهُ |
| وَتَسْتَشِفُّ رُؤَى أَحْلاَمِ مَنْ وُكِسُوا |
| أَمْ حَطَّكَ المَالُ في دُنْيَا مُغَلَّفَةٍ |
| تَصْلَى الهَوَانَ وَفي أَرْدَانِهَا هَلَسُ؟ |
| فَبِتَّ تَرْعَى مِنَ الأَحْلامِ مُوبِقَهَا |
| وتَصْرِمُ اللَّيْلَ إحْفَاءاً لِمنْ جَلَسُوا؟ |
| تُسَامِرُ الخِلَّ في نَجْوَى مُحَرَّمَةٍ |
| وَتَسْكُبُ الرَّاحَ مَحْفُوفاً بِهَا النَّجَسُ |
| يَا مَنْ تَسِيرُ عَلَى أَشْلاَئِهَا صَلَفَاً |
| مُصَعِّرَ الخَدِّ لا يَزْكُو لَهُ نَفَسُ |
| كَأَنَّمَا الكِبْرُ أَمْسَى لاَ يُفَارِقُهُ |
| يَمْشي الهَوَيْنَى وَفي أَعْطَافِهِ وَجَسُ |
| هَلاَّ عَقَلْتَ جِمَاحَ النَّفْسِ مُهْتَدِياً؟ |
| وَجِئْتَ بالبِشْرِ إِسْعَاداً لِمنْ تَعِسُوا؟ |
| وَرُحْتَ تَرْأَمُ مَنْ يَحْتَاجُ في دَعَةٍ |
| وَتَرْسُمُ الحُبَّ إِصْفَاءً لِمَنْ نَحِسُوا؟ |
| هَلاَّ ذَكّرْتَ عَذابَ القَبْرِ مُتَّعِظَاً! |
| فَضَمَّةُ القَبْرِ للغَاوِينَ مُرْتَكَسُ |
| يَضْرَى بها المَرْءُ لاَ يَقْوَى مُنَاهَضَةً |
| وَهَلْ يَطِيقُ عَذَابَ القَبْرِ مُنْتَكِسُ؟ |
| القَبْرُ إِنْ فِئْتَ جَنَّاتٌ مُخَضَّرَةٌ |
| وَأنْ أَبَيْتَ جَحِيْمٌ صَمْتُهُ عَمَسُ |
| لاَ تَصْرِمِ العُمْرَ في اللَّذَاتِ مُلْتِهَياً |
| وَاذْكُرْ مِنَ الصَّحْبِ كَمْ غَابُوا وَكَمْ دَرَسُوا؟! |
| مَا ضَرَّكَ اليَوْمَ في نَجْوَى مُحَبَّبَةٍ |
| تُعِيدُ لِلقَلْبِ إِيمَاناً لَهُ قَبَسُ! |
| وَتَرسُمُ الحُبَّ شَفَّافاً كَصَافِيَةٍ |
| مِنَ السَّحَابِ لِنَبْضٍ كَادَ يَنْخَرِسُ |
| *** |