| الهرجُ والمرجُ والترويعُ والخَطَرُ |
| بها تُباغِتُنا الآصالُ، والبكرُ |
| وما هنالِك في الآفاقِ من نبأٍ |
| إلا البلاءُ وإلا الشرُّ والكَدَرُ |
| كأنما الناسُ غيرَ الناسِ، ما برِحتْ |
| قلوبُهُمْ.. برسيسِ الحِقدِ تنفطرُ |
| يُجابهون (الأذى) في كُلِّ ما سَمِعوا |
| ويشتكونَ (القَذى) من كُلِّ ما نَظروا |
| * * * |
| أودى بهم – أنَّهم ظنوا بقُدرَتِهِم |
| أن لا يَضيقَ بهم في غَزوهِ (القَمرُ) |
| وهُم من (الطينِ) و(الصلصالِ) قد خُلقوا |
| وما لهم -ويلَهم- نفعٌ ولا ضَرَرُ |
| لكنَّما هو وقدْ لجَّ الغرورُ بهم |
| (آياتُ ربِّكَ) لو هُم بالهُدى ازدُجروا |
| سحقٌ، ومَحقٌ، وشِركٌ – لا يُطهِّرُهُ |
| إلاَّ الجحيمُ، وإلا النارُ تستعرُ |
| وما بِنا خشيةٌ.. إلا بما كَسَبَتْ |
| أيدي الطواغيتِ، أو أوزارُنَا الكُبرُ |
| هو (النذيرُ) وفيه الساعةُ اقتربتْ |
| وهو (القضاءُ) الذي ينقضُّ (والقَدرُ) |
| فما مضى مِثلُهُ في الخلقِ قاطبةً |
| ولا تعنَّى به من قَبلِنا – البَشرُ |
| * * * |
| فالبؤسُ مرتكسٌ، والخوفُ ملتبسٌ |
| والضَّعفُ مبتئسٌ، والجوُّ مُعتكِرُ |
| والسلم محتلسٌ، والحربُ مفترسٌ |
| والخيرُ مُنعكِس، والشرُّ مُنتشرُ |
| والفِسقُ منطلقٌ، والشملُ مفترقٌ |
| والظلمُ.. مُنطبِقُ، والعدلُ مُندعِرُ |
| والإفكُ في لُجَجٍ، والشكُ في هَوَجٍ |
| والقَحطُ، والجدبُ والإِضرار والضَّررْ |
| * * * |
| تجاهلَ الناسُ (وحيَ اللَّهِ) وانغمسوا |
| في المُوبقاتِ، وما بالوا ولا ازدجروا |
| كأنَّهم لن يموتوا.. ثم يُبتَعثوا |
| بما هُمُ اكتسبوا (وزناً) وما ادخروا |
| ولا نجاةَ لهم – مما يحيقُ بِهم |
| إلا –بتوبَتِهِم– من كُلِّ ما فَجَروا |
| * * * |
| يا عالِمَ السرِ والنَّجوى، ومن خَشَعَتْ |
| له (الخلائقُ)، والأِشباحُ، والصُّورُ |
| لَنحنُ جيرانُك الأَدنونَ في بلدٍ |
| (مثابةً) لك فيه (البيتُ) و(الحجرُ) |
| فهبْ لنا مِنك (عَفواً) نطمئنُ بِهِ . |
| و(رحمةً) دونَها الأرزاءُ تندَحِرُ |
| * * * |