| حي (الحسـينَ) بصـرحِ "آل سعـودِ" |
| واقبسْ سَناهُ وصِفـهُ سَمـطَ عُقـودِ |
| واشهد به المجدَ العريقَ مُكلَلاً |
| واشِدْ بهِ من طارفٍ وتَليدِ |
| وانشُرْ ثنـاءَكَ فيـه عبَّـاقَ الشَّـذى |
| واصدحْ بِهِ في لؤلؤٍ مَنضُودِ |
| واستجلِ في "المَلِكـين" وحـدةَ أمـةٍ |
| ما بينَها من حاجزٍ وحُدودِ |
| سَيانَ مِنها (الضّادُ) في مُراكشَ |
| و (الرافدينِ) و (مصـرَ) أو في البيـدِ |
| كالدَّوحِ في أغصانِهِ والسَّمْكَ في |
| بُنيانِهِ والصَّرحَ في التَّوطِيدِ |
| * * * |
| هي في الشَّمالِ وفي الجنـوبِ عُروبـةٌ |
| نَزهو بهـا في (الوَعـي) (والتَّجديـد) |
| وكأنَّما هي في الوَشائجِ والهُدى |
| بِشرٌ أطلَّ بها صباحُ (العيدِ) |
| وكأنَّما هـي في السَّـلامِ وفي الوَغـى |
| جسمٌ وروحٌ من ظُبىً وحَديدِ |
| بل إنَّها الشَّمـسُ المُضيئـةُ والضُّحـى |
| بِطُموحِها ونُهوضِها المَشهود |
| * * * |
| غبرتْ بها الأحـداثُ وهـي ضَحيـةٌ |
| للوجدِ والتَّخذيلِ والتَّبديدِ |
| ورَمى "الشُّعوبيونَ" في أكبادِها |
| وعُيونِها بالهمِّ والتَّسهيدِ |
| * * * |
| نقِموا عليها أَنَّها (مُختارةٌ) |
| بالوحيِ وحيِ اللهِ و (التَّوحيدِ) |
| وتكالبوا من حَولِها وتَعاقَبوا |
| كَبتَ الشعـورِ وهـدمَ كـلِّ مَشيـدِ |
| وعَدَوْا على أخلاقِها وتُراثها |
| مُتربصينَ لها بكُلِّ وصيدِ |
| حتى إذا انتفضتْ بها آجامُها |
| عن أشبُلٍ زآرةٍ وأُسودِ |
| واستقبلتْ فجرَ الحياةِ كأنَّها |
| زجرُ الصَّواعِق دمدمتْ برُعُودِ |
| نَصَبـوا لها الأَشـراكَ وهـي حَبائـلٌ |
| شتى وأدنَاها احتضانُ (يهودِ) |
| وكأنما سُحروا بها بل أَنَّهم |
| غَدروا وما وفّوا لها بعهُودِ |
| وكأنما كانت (فلسطينُ) لهم |
| لا (كدحَ آباءٍ) و (فتحَ جدودِ) |
| أغـروا بها الشُّـذاذَ فانفطـرتْ بهـمْ |
| وتمزَّقتْ بالضَّيم والتَّشريدِ |
| و (اللاجئونَ) هَياكلٌ وثَواكلٌ |
| ما بين نائحةٍ وبينَ طريدِ |
| أَيْمانهُمْ مَغلولةٌ ودماؤهُمْ |
| مَطلولَةٌ والموتُ غيرُ بَعيدِ |
| تتسللُ الأرواحُ من أجسامِهِم |
| حَسرى ويلحقُ والدٌ بوليدِ |
| ألقوا بهم عَبرَ الصَّحارى رِمةً |
| واستأثروا بالكَرْمِ والعُنقودِ |
| * * * |
| واللهُ أغيرُ أنْ يُذلَّ عِبادُهُ |
| والغيبُ محتَجَبٌ وراءَ سُدودِ |
| لكنَّما هي غَايةٌ ووَسائلٌ |
| وسَبيلُنا (الإِخلاصُ) في المَجهودِ |
| * * * |
| ولرُبَّ مَكروهٍ تأتّى بَعدَهُ |
| (خيرٌ كثيرٌ) رغمَ كُلِّ حَقودِ |
| فلقدْ تيقَّظَ كُلُّ قلبٍ غَافلٍ |
| وانقضَّ كلُّ (مُدجَّجٍ) و (نَجيدِ) |
| * * * |
| إنَّ اليمينَ لتُفتَدى بشِمالِهَا |
| أما الوريدُ فيُفتدى بوريدِ |
| * * * |
| ومن (المُصائـبِ) للشُعـوبِ (فوائـدٌ) |
| وبها انبعاثُ الناسِ بعدَ خُمودِ |
| (بدرٌ) ويـومُ (حنـينَ) أعظـمُ قـدوةٍ |
| في ظلِ مُرهَفَةٍ وخَفقِ (بُنودِ) |
| ليس البقاءُ لِمن يَنـامُ علـى القَـذى |
| لكِنَّما هو حقَّ كلِّ عَتيدِ |
| * * * |
| يا أيُّها (الضيفُ الكَريمُ) تحيةً |
| تُزجى إِليكَ شجيةَ التَّغريدِ |
| تشدو بها (النَّسمـاتُ) وهـي بلابـلٌ |
| وخَمائلٌ من سُندسٍ وورُودِ |
| وكأنَّما (الرَّيحانُ) نَفحُ عبيرِهَا |
| أو أنَّها امتزجتْ (بطيبِ سُعودِ) |
| ريَّانةٌ بِعواطفٍ (أخويةٍ) |
| هيهاتَ ينظِمُهَا رَويُّ قصيدِ |
| بالحبِ بالإِخـلاصِ بالشُّكـرِ الـذي |
| وَعَدَ الإِلهُ عليه كُلَّ مَزيدِ |
| وتُضيءُ غاشية الدُّجى رَفافةً |
| بالنُّورِ يَهزأُ بالخُطوبِ السُّودِ |
| إنَّ (المودةَ) في القُلوبِ وإنّما |
| في الناظرينَ لها عُدول شهودِ |
| ولَطالما وصَّى بها وسعى لَها |
| خَيرُ (الأئمةِ) والملوكِ الصِيدِ |
| من لا يَراكَ لديهِ إلا صِنوَهُ |
| و (شقيقَهُ) في الرَّجعِ والتأكيدِ |
| هذا الذي تَعتزُّ مِنه (بِصارمٍ) |
| عَضْبٍ ويَظفِرُ مِنك بالتَّعضِيدِ |
| * * * |
| لك من (جلالتِـهِ) وأنـت (صَفيُّـه) |
| ما شئتَ مـن حُـبٍّ ومـن تَمجيـدِ |
| أرسى قواعِـدَه الشهيـدُ
(2)
وشادَهـا |
| (عبدُ العزيـزِ) وبُوركـتْ (بسُعـودِ) |
| فمن ابتغى مِنهُ الودادَ أثابَهُ |
| ضِعفاً ولم يَعبأْ بنفثِ مَريدِ |
| عَهدٌ عليهِ بهِ تعبَّدَ ربَّهُ |
| فيمن أنابَ لربِّهِ المَعبودِ |
| أنْ لا تُضامَ العُربُ حيثُ أظَلَّها |
| (دينُ الإِلهِ) و (رايةُ التَّوحيدِ) |
| * * * |
| ولأنتَ مِنه كما رأيتَ عُيونَهُ |
| في غَيرِ ما دَخلٍ ولا تَصريدِ |
| ويقينُهُ أنَّ (المودَةَ قُربَةٌ) |
| في (الهَاشِميِّ) وغيـظُ كُـلِّ حَسـودِ |
| يحبوكَ بالترحيبِ من قَسَمَاتِهِ |
| تكريمَ مُحتسبٍ وشكرَ وَدودِ |
| فأسلمْ وعِشْ مُستبشراً مُتفائلاً |
| بالعِزِّ والتَّمكينِ والتأييدِ |
| وليحيَ مَـن هُـو (للعُروبـةِ) كلَّهـا |
| ذُخرٌ و(للإِسلامِ) خيرُ عميدِ |