شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ محمد بن علي الغيثي مدير عام الموانىء سابقاً ))
بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أيها السادة. اسمحوا لي أن أوضح أن سعادة الأخ أحمد عاشور قد طلب مني بعد مغرب هذا اليوم, أن أتحدث بصفة خاصة وشخصية عن صاحب السمو الملكي الأمير تركي ابن ناصر بن عبد العزيز كصديق عرفته منذ سنين, ولولا معرفتي الكاملة برحابة صدر سموه واتساع أفقه وحلمه, لما قبلت هذه المهمة في هذا الوقت الضيق, ولكن كل ما علمته عن سموه من حِلم وحسن خلق دفعني أن أخوض في هذا الأمر وكلي معرفة، فإن أحسنت أكون صادقاً فيما قلت وحلم سموه كبير فيما لو سهوت عن بعض الأمور التي قد لا يتسع المجال لذكرها هذا اليوم.
كانت معرفتي بسموه غير مقننة أو مرتبة, لقد كنت في المنطقة الشرقية آنذاك بداية عملي في ميناء الملك عبد العزيز وطلب مني أحد الأصدقاء لسمو الأمير وهو صديق أيضاً لي أن نزور الأمير دون سابق معرفة في منزله، ولبيت طلبه وذهبنا وكان سمو الأمير تركي في منزله ودخلت وكنت متردداً لأنني دخلت دون إذن أو سابق طلب لهذه الزيارة, لفت نظري أن سمو الأمير كان يود أن يكسر هذا الحاجز الكبير وطلب من صديقي أن نشاركهم (كان يلعب ورق) وطلب من صديقي ومني أن نشاركهم اللعب وما كان ذلك بإمكاني لأنني لا أحسن هذه اللعبة, فقالى لي ما معناه إذا ما كنت تعرف تلعب كيف تكون سعودياً, كسر ذلك الحاجز ومن ذلك اليوم, آليت على نفسي أن تكون صداقتنا التي ربطها سمو الأمير بهذا التأثير البالغ والحلم والعطف الكبير ودامت هذه السنوات, لقد مرت أحداث كثيرة ليسمح لي سمو الأمير أن ألقي الضوء على بعضها لأني لم أكن مرتباً إلقاء خطاب يليق بهذه المناسبة ولكن سأتلو بعض الذكريات التي ستكون هي الذكرى لسمو الأمير من حسن خلق وسعة بال وحلم وشمول عطف وكرم لكل معارفه وأصدقائه, ومن يلجأ إليه, كنت في بعض الأيام مع سمو الأمير وكان سموه لديه منزل في الخبر يؤسس فيه بعض الأعمال البحرية، وقد طلب إليه المقاول الذي يشيد ذلك العمل أن أساهم في هذا العمل، ووضع في بال سمو الأمير أن محمد الغيثي هو صاحب الحلول في ذلك الشأن، وحقيقة لم أكن ذلك الإنسان، ولكن كان الرجل غاية في الإقناع، فقد وضعني في موقف محرج جداً إلى درجة أنني فقدت السيطرة، وكيف لي أن أشرح لسمو الأمير ذلك الوضع بل وخشيت على تلك الصداقة التي أرعاها أن يضيعها ذلك الإنسان. لا أريد أن أشير إلى أسماء ولكن هذه حقائق في هذه الدوامة حدث لي طارىء وكنت محتاجاً لسمو الأمير في استشارة خاصة ومساعدة تدلني على أمر هامٍ في حياتي، واتصلت بسموه وكان في الرياض وطلبت إليه شرح بعض الأمور التي تتعلق بي شخصياً، وعدني ثاني يوم بأن يكون في مدينة الخبر.
وأذكر لسموه أنه أعطاني أكثر من ساعة ونصف، كنت لوحدي معه، شرحت له أمري وتلقيت منه النصيحة والدعم مما ساعدني على حل تلك المشكلة، وشعرت في هذا اللقاء وكأن شيئاً لم يكن مما كان ومن تخوفي وأوهامي، لذلك الرجل الشهم الكريم العطوف الذي يحيط أصدقاءه ومعارفه والعاملين معه بالحب الكبير والحزم في عمله.
عرفناه في أحلك الأيام، أيام غزو الكويت، وكنا نعمل في المنطقة الشرقية؛ وكان سمو الأمير السند والصدر الذي نلجأ إليه. ونشكو إليه ونشرح له أمورنا فيلبينا ويرشدنا، لا أنسى لسموه مواقف كثيرة عندما وقع لي حادث في عملي ونقلت على أثره إلى المستشفى كمريض للقلب، وكنت أدرك أنني لست مريضاً ولكن الأطباء أصروا على ذلك, من كان طبيبي الذي رفع من معنوياتي ووقف إلى جانبي هو سمو الأمير تركي. زارني ووقف عندي في المستشفى لعدة مرات, عرض علي كل الخدمات الممكنة لصديق أن يعملها، أنا لست في مجال لأذكر كل شيء وهنالك الكثير والكثير وسمو الأمير لا يود أن أذكر هذه الأمور ولكن الحقيقة تقتضي وربما كرمه وسعة صدره وحلمه وعطائه الدائم لا يتذكر هذه الأمور، ولكن نحن أصدقاؤه وأحباؤه نذكرها بالخير كل الخير، وبكل المودة فيما بيننا، ذلك هو تركي بن عبد العزيز كما يحب أن يخاطب بين أصدقائه ومريديه، أمير في عمله، في تصرفاته تراه في غاية التواضع في غاية الحلم ولكن لا تنسى أن ذلك الرجل وراءه حزم وشدة في عمله، وفي إحقاق الحق وإنصاف المظلوم، لا زال سمو الأمير تركي بمعرفتي الشخصية يرعى الكثير، يؤدي الكثير، ولا زال مصدر خير وحب وبركة لجميع أصدقائه ومحبيه, أرجو أن أكون قد وفقت في هذه العجالة وفي هذه الكلمة التي لم أرتب لها وإنما أتت بشكل طبيعي من إنسان صديق ارتبط ربما بسمو الأمير تركي ورغب أن يوضح بعض ما حدث من علاقة وتواصل بيني وبين هذا الإنسان الكبير، أنعم الله عليكم وعليه وبارك فيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: أيها السادة, نأمل من الأخوة الاختصار حتى نسعد ونشرف بفتح باب الحوار مع سموه الكريم في نهاية هذه الأمسية, أحيل الميكروفون الآن إلى سعادة الدكتور محمد سالم بن عبد الله سرور الصبّان مستشار البترول والثروة المعدنية ومن أبرز المشاركين في كثير من المجالات العلمية والعملية.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :971  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 176 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج