شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تقديم
حسين محمّد بافقيه
 
أثناء دراستي في الجامعة، عام 1407هـ/1987م- عرفتُ الدكتور عاصم حمدان، وقد قَفَلَ حينئذٍ من إنكلترا، أستاذًا جامعيًّا شابًّا، فخَفَفْنا إليه والتففْنا حوله ليلقي علينا درسه في "الأدب المملوكيّ" الذي حاز فيه درجة الدكتوراه، في تلك المدَّة التي كانت المحافل الأدبيَّة والثقافيَّة في المملكة مشغولةً بالخصومة المحتدمة حول "الحداثة"، وبلغ من أثر تلك الخصومة أن استولت على عقل طائفة من طلاب قسم اللغة العربيَّة، بجامعة الملك عبد العزيز، وأفضتْ بنفر منهم إلى الولع بقضايا النقد الأدبيّ "الحداثيّ" دون غيرها من القضايا، ولم يكونوا ليتصوَّروا أنَّ في مناهج تاريخ الأدب والدراسات الأدبيَّة الأخرى فسحةً من القول، وما كان ذلك ليأتي على خاطرهم، دعْ عنك أنْ يتخصَّص باحث شابّ في أدب العصور المتأخِّرة.
ولم يكن الأستاذ الدكتور عاصم حمدان، في ذلك العهد، بالغريب عن المحافل الثقافيَّة والإعلاميَّة، فلقد كان، وهذه المفارقة الأخرى، يكتب مقالاً أسبوعيًّا في صحيفة "المدينة المنوَّرة"، ويعلِّق على عدد من الأحداث السياسيَّة اليوميَّة، وينتهج دربًا ينأى به كثيرًا عمَّا يمكن أنْ يظنّه القرَّاء من أستاذ تخصَّص في أدب العصرين المملوكيّ والعثمانيّ وثقافتهما، ثمّ لا يكتفي بذلك، ولكنَّه، بين هذا وذاك، يخوض في القضايا الساخنة التي شهدتْها الصحافة الأدبيَّة، وكان أحد المشاركين فيها، والشاهدين عليها.
وفي تلك الأثناء، وبينما تعلَّق جمهرة من المثقفين بتلك القضايا الأدبيَّة والنقديَّة، وأصبحت الألسنة تلوك مجموعة من المفردات الجديدة، التي أخذت مكانها من لغة القوم، كان عاصم حمدان قد اختطّ له طريقًا في الكتابة، أنس له، واشتُهِر به، واطمأنَّ إليه، فلان له قياده، وكانت الكتابة عن الماضي الذي أنفق طَرَفًا منه في المدينة المنوَّرة ومكَّة المكرَّمة جِمَاع رؤيته الأدبيَّة التي ساقها إلى القارئ، وكأنَّه، بذلك، يعلن القطيعة مع الحاضر الذي ينتمي إليه، جسدًا، أمَّا هواه ووجدانه فيرتميان على عتبات الماضي الذي لا يُستعاد إلا في كلماته الثكلى التي تبكي زمانًا مضى وقومًا قضَوْا.
ويمكن القول: إنَّ عاصم حمدان من الكُتَّاب المعدودين الذين أُوْلِعوا بـ"السيرة الذاتيَّة"، فأعماله المتوالية مسكونة بـ"الأمكنة المنهارة"، فهي سيرة تلك الأمكنة، وهي سيرته هو كذلك، ولعلّ مردّ ذلك تعلُّقه بالمكان عنوانًا، وبالمكان فضاءً، فثبات الأمكنة تقييد لحيوات من فيها، وزوالها تعدٍّ على الذاكرة التي تلتمّ على نفسها، وتعيد ترميم تلك الأمكنة، لغةً، وقد هَوَتْ مادّةً ووجودًا، ويصبح الحنين إلى ذلك الماضي، الذي لا يعود، بردًا وسلامًا على الأنفس الولهى، ورفْضًا صامتًا لنثريَّة الحاضر وجفافه.
وأمكنة عاصم حمدان أمكنة "مقدَّسة" محفوفة بطبقات من النورانيَّة والوجد، تَعْنُو لها كلماته وأجواؤه، وتزيد من طاقتها الروحيَّة، فيصوغها أمكنة "نموذجيَّة" تطوف بها الكلمات في صورة "تطهُّريَّة"، وكأنَّه عابد متبتِّل يشعل بخورًا في محرابها، ومن هنا تفترق "السيرة" لديه عن غيره، فسيرة عاصم حمدان لا تستكين إلى تفاصيل "الاعتراف"، ولا تقف عند حدود "الحنين"، ولكنَّها، تقيم من تلك "الأمكنة المنهارة" سدًّا يعصمه من قسوة الحاضر ودمامته.
وبينما هيمنت الأمكنة المقدَّسة على سيرته، كان من السائغ أنْ يتحوَّل أناس عاصم حمدان إلى أناس مضمَّخين بألق تلك الأمكنة، تحفُّهم بـ"بَرَكَتها"، وتُلقي في روعهم "حكمتها". فأناسه حكماء، حتَّى لو كانوا في قَعْر المجتمع، ومتصوِّفة، حتَّى لو لم يَدْرُجوا في مسارب التصوُّف، بينهم وبين تلك الأمكنة صِلَة، لا يحيوْن إلا على ضفافها، وحين تضمحِلّ وتهوي، يضمحلون ويهوون من شاهق، وحين يستعيدها ويستعيدهم عاصم حمدان، فكأنَّما لغته تحوَّلت إلى ترنيمة يرتِّلها في صباحه ومسائه، يعيد بها إلى نفسه الطمأنينة والسكينة، وما إنْ ينتهِي من مكان، حتَّى يكرّ راجعًا إلى مكان آخر منهار، تعيد ذاكرته بناءه من جديد، في معجم أثير للأمكنة، يبدأ بـ"حارة الآغوات: 1413هـ"، ثمَّ لا يلبث حتَّى ينحدر إلى "حارة المناخة: 1414هـ"، و"أشجان الشاميَّة: 1416هـ"، و"ذكريات من الحصوة: 1419هـ"، و"هتاف من باب السَّلام: 1421هـ"، و"رحلة الشوق في دروب العنبريَّة: 1425هـ".
وعلى غير بعيد من عوالم أمكنته، يستعيد عاصم حمدان، على حِدَة، شخصيَّات تلك الأمكنة، حين يسقط الواحد منهم تلو الآخر، وهو إذ يستعيد تلك السِّيَر لا يقيمها على ما سوى الذِّكْر الحسن، ويحشد كلّ ما في طوقه ليجعل منها سيرة "مناقب" لا سيرة "مثالب"، وهو في هذا وفيّ لسُنَنٍ وأعرافٍ راسخة ينتمي إليها، روحًا وثقافة، فـ"السيرة"، في أفقها "الصوفيّ" ترمي إلى إبراز "المناقب" وسكّها، والسكوت عمَّا ينافيها، وما إنْ يقْضِي أحد أولئك الأشخاص حتَّى ينتقل من عالم "التراب"، إلى عالم "النّور"، وتنأى اللغة عن أنْ تخوض في شأن آخر يَحُول دون تلك "المناقبيَّة" التي لا يهمّها أنْ تجور على "التاريخ" و"الحقيقة"، قَدْرَ وفائها لذلك الأفق "المناقبيّ" الذي أخلصت له، ولعلّ هذا المعنى "التطهُّريّ" لأمكنته وأناسه هو الذي ينأى بها عن أنْ تكون أمكنة "روائيَّة"، وشخصيَّات "روائيَّة"، فـ"الرواية"، مكانًا، هي البيئة المثلى للأضداد الاجتماعيَّة والأخلاقيَّة، والفضاء "المتخيَّل" الذي يسمح بالنموّ والاختلاف، في حين لا يَدْرُج في أمكنة عاصم حمدان إلا "الكاملون"، وليس هناك من فسحة في لغته لما يجافي ذلك الفضاء الذي تسبح فيه شخصيَّاته.
ولكن.. هل يعني ذلك مَيْل عاصم حمدان عن الواقع، الذي أشاح بوجهه عنه فيما اختطَّه في سيرته الذاتيَّة؟
بعين الكاتب الصحفيّ يطلّ عاصم حمدان على قرَّائه كلّ أسبوع معالجًا طائفة من الأحداث السياسيَّة أو الثقافيَّة أو الاجتماعيَّة، ورائده، في كلّ ذلك، أنْ لا يجور على منهجه في الحياة: أنْ يكون مربِّيًا ومصلحًا اجتماعيًّا، وقارئه، وإنْ وجد أنَّه لا سبيل لديه إلا أنْ يختلف معه في بعض ما يراه، فإنَّه يُدرك أنَّ رائده من وراء كتابته أنْ "يُصْلِح" ما حسبه "ميلاً" عن الحقّ، ويعرف أنَّ سخونة بعض كلماته لا ينبغي أنْ تحيد عن هذا القصد، ولا غرابة أنْ تجده متصالحًا مع من يُظَنَّ أنَّهم أخصام الأمس، وكأنَّه يضع حدًّا بين الفكرة وصاحبها، ودون أنْ نفهم هذه الخاصَّة، فلن نستطيع تفسير لِين جانبه مع من يخالفونه رأيه في الأدب أو الحياة، ولكَ أنْ تعرف فيه إعراضًا حادًّا عن "الحداثة"، وبعض دعاواها، ولكنَّك لن تجده إلا منافحًا عن بعض منتحليها، وما مقالاته في "الخصومة" حول الحداثة، سوى إلماح إلى تلك الطريقة، وكأنَّه يقدِّم بين يديْ القرَّاء "وساطة"، قد تبدو متأخِّرة، ولكنَّها مهمَّة، لكونها تشي بعدد من التحوُّلات التي ألمَّت بالمحافل الثقافيَّة والدينيَّة في المملكة العربيَّة السعوديَّة في المدَّة الأخيرة، ومن أظهرها إعادة النَّظر في "قضيَّة الحداثة" التي قدَّم عاصم حمدان شهادته فيها، وبأسلوبه الذي يدفع بها إلى أنْ تكون قضيَّة بين "المتصالحين"، لا بين "الخصوم".
وفي البحث العلميّ أخرج عاصم حمدان مجموعة من المؤلَّفات في الدراسات المقارنة، وتاريخ الأدب، وهي وإنْ لم يخْلُ عدد منها من السِّجال والحِجَاج، مثل كتابه "التآمر الصهيونيّ الصليبيّ على الإسلام: 1409هـ"؛ فإنَّها تنمّ عن عناية فائقة بموضوع "الآخر" الذي أخرج فيه كتابين "نحن والآخر: 1415هـ"، و"دراسات مقارنة بين الأدبين العربيّ والغربيّ: 1418هـ"، غير أنَّ الميدان الذي جَلَّى فيه هو التاريخ الأدبيّ والعلميّ للمدينتين المقدَّستين؛ مكَّة المكرَّمة والمدينة المنوّرة.
ويعدّ كتاباه "المدينة المنوَّرة بين الأدب والتاريخ: 1411هـ"، و"صفحات من تاريخ الإبداع الأدبيّ بالمدينة المنوَّرة" من الأعمال الرائدة التي تؤرِّخ للحركة الأدبيَّة والحلقات العلميَّة في المدينة المنوَّرة، والتي أدرك عاصم حمدان في مقتبل عمره طرفًا منها، واختطّ في كتابته تلك منهجًا يقوم على الملاءمة بين الوثائقيّ والمعاش ممَّا شاهده أو سمعه، وممَّا اتَّفق له في حياته العلميَّة التي أمضى شَطْرًا منها تلميذًا ومريدًا لكوكبة من العلماء والمشايخ، فتهيَّأ لكتابته تلك أنْ تكون أمسّ رحمًا بالظاهرة التي يدرسها، وأكثر وفاء للحقيقة والتَّاريخ، دون أنْ تحيف بالنَّفَس الشخصيّ، فهي تقرن العلميّ بالفنِّي في قرن واحد، ولعلَّ بحثه عن "الحلقات العلميَّة في المسجد الحرام: 1424هـ" يجلِّي جانبًا ممَّا أسوقه، حين تتضافر الوثيقة التاريخيَّة مع اليوميّ والمعاش والمشاهَد، في كتابة تعيد إلى الأذهان المدرسة الحجازيَّة في التأريخ للعلماء، ممَّا نجد طرفًا منها فيما تناهى إلينا من أعمال عبدالله أبو الخير مرداد، وعمر عبد الجبَّار، وها هو ذا عاصم حمدان يمتّ إلى تلك المدرسة بسبب، وإنْ كان روح الباحث الأكاديميّ ينساب في تلك الكتابة العلميَّة، ولكن دون أنْ يصيبها بالجفاف.
وفي كتابه هذا، الذي اتَّخَذ من "الرُّسْتميَّة" عنوانًا له، يجول بك عاصم حمدان في مسالك التاريخ، ويأخذ قارئه إلى تلك الأمكنة التي أحبَّها، وإلى أولئك القوم الذين أُولِع بهم، ويقيِّد بقلم الولِه بالماضي لوحة صافية لأُناس ليسوا كأيّ أُناس، فهم -كما يُلِحّ على ذلك كثيرًا- مجبولون على الخير، وكأنَّهم ملائكة في صور بَشَر. ولا تحسبنَّ في ذلك افتئاتًا على الحقيقة وحيفًا على التاريخ، فالحقيقة والتاريخ هنا ليسا إلا ما أَحَسَّ به، وما سكن في نفسه، وحكّ في صدره، وسيرتُه ـ وكتابه هذا ضَرْب من السِّيرة - مشدودة إلى ذلك الأفق النُّورانيّ، فأنتَ تقرأ سيرته في سِيَر أولئك النَّفر الذين قيَّد شيئًا من أخبارهم، وتعجب لتلك الذَّاكرة التي لا تزال تلهج بالأمكنة القديمة ومن نزل فيها، وتطرب حين تقرأ أسماء أولئك النَّاس "الطيِّبين": (كشَلَّة، والمعلِّم طيفور، والعَمّ طيرة، وفرنسا، وأبو قدور، وأبو سطوة..)، وتعرف من سَرده طرفًا من سيرة "الحارَة" في المدينة المنوَّرة، والأزقَّة المُطيفة بحرمها الشريف.
وفي عاصم حمدان مَزِيَّة يدركها من وقف على شيْء من أدبه، فالرّجل وفِيٌّ لأصدقائه، على اختلاف ما بينهم في الطبقة والثقافة، وشاهد ذلك أنَّك تجد في "الرُّستميَّة" -كما تجد في الكتب التي تدخل في فلكه- كيف يبكي أصدقاءه ورفقاء دربه، فإذا نزل القضاء بأحد منهم، نَشِطَ ليسطِّر طرفًا ممَّا وقع بينه وبين من استأثره الله برحمته، وإنَّك إذ تقرأ ما نثره، تُلْفي ذلك الألم الممضّ الذي نزل بقلبه، ويرجع بك القهقرى عقودًا من الزَّمان فيها شيْء من سيرته، وشيْء من سيرة تلك الأمكنة وأناسها الطيِّبين.
وأحسب أنَّ في كلمات عاصم حمدان دَفْعًا لموت تلك الأمكنة، فهي وإنْ غالَها الزَّمان، ماثلة في عقله، متصوَّرة في ما يكتبه، ففي كتابته حياة تلك الأمكنة المنهارة، وفيها ضمان لبقائه، وكأنَّه يدفع بها قسوة الحاضر ودمامته، ويسعى إلى الحفاظ على ما تبقَّى من ذاكرته، وهذا ما تنبئ به فقرة من فقرات "الرُّستميَّة":
"هذه معالم حارَة بني عليّ، هذا بستان الطيبيَّة، وهذه الدوابّ تحمل "البُقَع" من أعالي قباء إلى وسط المدينة، وفي "الحلقة" التي كانت تتوسَّط الفسحة التي تقع بين حوش "منصور" و"باب جديد"-الأجيال الجديدة في نعمة فذاكرتها واحدة، ولكنْ لجيل أنتمي أو أنتسب إليه.. الأمر يتعدَّى الألم والحرقة إلى شيْء من انشطار الذاكرة، فهي تعيش الماضي وتتيه في هذا الحاضر، فتُرى من الذي سوف يخرجها من هذا التيه؟".
وأكبر الظَّنّ أنَّ هذه الجملة الاعتراضيَّة التي أوقفت سرده إلى حين تُظْهر حقيقة عاصم حمدان، فذاكرته "تعيش الماضي وتتيه في هذا الحاضر"، ولن يُخرج ذاكرته من هذا التيه سوى بعثه لذلك الماضي وإعادة بنائه كتابةً، فحياته الحاضرة تِيْه يغشاه تِيْه، والأمكنة القديمة التي كانت تُبَدِّد شيئًا من مخاوفه، أضحتْ، وقد عَلَتْ سِنّه، غريبة عنه، فَتَاهَ في مساربها أمَّا الدِّيارُ فإنَّها كدِيارِهِمْ وأرى رِجَالَ الحَيّ غَيْرَ رِجَالِها ولكن كيف ينجو عاصم حمدان بنفسه، وقد أذعن لحاضر لا يحبّه؟
إنَّه لا يملك، كما يقرِّر، إلا أن يُجهش بالبكاء، كلَّما برزت صورة ذلك الماضي، ولكنَّ ذلك الماضي، كما يعتقد حَيّ، وما حياته إلا أن يستعيده في كتاب تِلْو كتاب، وكأنَّه موكول بحراسة تلك الأمكنة والذَّود عنها، بل إنَّه يحرس نفسه من "التِّيه"، ويدفع عنها دمامة الحاضر، بعد أن سقط رفقاء دربه واحدًا إثر واحد، وأدرك سطوة الزَّمن وهو ناءٍ عن أمكنته التي أحبّ ورفقاء دربه الذين اطمأنّ إليهم، وأضحى، وهذا قَدَره، كأنَّه يردِّد قول الطغرائيّ من وراء القرون:
هذا جزاء امرئ أقرانه دَرَجُوا
مِنْ قَبْلِهِ فَتَمَنَّى فُسْحَةَ الأَجَلِ
 
 
 
 
طباعة
 القراءات :538  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 3 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.