| ذَكَرَتْ أَمْسَهَا .. فَحَنَّتْ إِلَيْهِ .. |
| مِثْلَمَا حَنَّ .. لِلدِّيَارِ .. غَرِيبُ .. |
| وَرَأَتْ يَوْمَهَا .. خَلاَءً بِقَفْرٍ .. |
| لَيْسَ فِيه عُودٌ نَدِيٌّ رَطِيبُ .. |
| كَهْلَةٌ .. تَعْشَقُ الحَيَاةَ .. وَلَكِنْ .. |
| لَمْ يَعُدْ لِلحَيَاةِ .. فِيهَا .. نَصِيبُ .. |
| نَضَبَ النَّبْعُ فِي المَسَارِ وَجَفَّتْ |
| بَيْنَ أَعْرَاقِهِ .. المُنَى .. وَالدَّبِيبُ .. |
| فَاسْتَعَارَتْ شَبَابَهَا مِنْ شَبَابٍ .. |
| شَبَّ فِيهِ .. بَيْنَ الدِّمَاءِ .. اللَّهِيبُ .. |
| وَاسْتَعَانَتْ بِمَالِهَا .. وَتَوَارَتْ .. |
| خَلْفَ لَيْلٍ .. فِي صُبْحِهِ التَّكْذِيبُ .. |
| وَمَضَى يَوْمُهَا الْكَئيبُ حَزِيناً .. |
| طَالَ .. فِي كُلِّ سَاعِهِ .. التَّعْذِيبُ .. |
| وَابْتَدَا .. وَابْتَدَتْ تَعِيشُ حَيَاةً .. |
| مِلؤُهَا الهَمُّ .. وَالضَّنَى .. وَالنَّحِيبُ .. |
| يَوْمَ أَنْ خَانَهَا!! وَقَالَ: كَفَانِي .. مَا أُلاَقِيهِ .. حَسْبُنَا تَعْذِيبُ .. |
| فَأَلاَذَتْ بِرُكْنِهَا .. بَعْدَ لأْيٍّ .. |
| وَاسْتَنَارَتْ بِمَا يَقُولُ الطَّبِيبُ .. |
| وَأَقَرَّتْ .. أَنَّ الشَّبَابَ طَرِيقٌ .. لاَ يُجَارِيهِ .. فِي الْمَسِيرِ ..مَشِيبُ!! |