شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ عبد اللَّه فراج الشريف))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله وسلَّم على نبينا المختار وآله الأطهار وصحبه الأخيار.
وبعد: فقد صادف هوى في نفسي، ورغبة ملحّة عندي، ما اقترحه عليّ بعض الأخوة أحبتي، أن أتحدثَ الليلة إليكم عن ضيف الاثنينية، الأديب الشاعر والمؤرخ الماهر والباحث الاجتماعي الأستاذ الجليل (عبد الله بن الشيخ علي بن حسن الجشي)، فهو من نخبة رجالٍ أعشق دوماً تتبُّع سيرهم، وإن لم أتعرف عليهم شخصياً، ذاك أن الوطن يحتل المساحة كلها في تفكيرهم، ويستحوذ على كل اهتمامهم، ولي كل العذر إن قصرت عباراتي عن أن تلاحق ما لضيفنا من أعمالٍ جليلة، ولكن أجهد أن تكون صادقة معبرة عمّا تكنه النفس للشيخ الجليل من تقدير وإجلال، وهو الذي نال حظوه الوطن كله، فكرّم رسمياً وشعبياً وفي مناسبات عدة، وقال عنه أعظم نقادنا شهرة أعني أستاذنا الجليل الدكتور عبد الله الغذامي: حينما نتكلم عن عبد الله الجشي فنحن لا نتكلم عن شاعر يكتب الشعر الجميل ليطربنا، ولكن نتكلم عن حلمٍ وطني، يحمل وطناً في قلبه، ويمتلك حلماً كبيراً لهذا الوطن، هذا الرجل يحمل عنا بعض أسئلتنا، مثلما يحمل عنا أحلامنا، وهو الوطني الملتهب وطنية: قطيفاً ويمامة وطيبة، تلك كانت أحلامه، في رموز وطنيته، عبر التسمية والحياة داخل المنزل، وعلى مساحة الوطن قلوباً وأرضاً، وإن المتتبع لسيرة ضيفنا سيكتشف أن الهم الأول له، إنما هو الهمّ الوطني، فهو الذي يشكل محور اهتماماته، هم الأرض التي حملها في نفسه، وابن هذه الأرض الذي أصبح هاجسه الأول، انظر إلى ملحمته الشعرية الكبرى، التي بناها على عشرين نشيداً وسماها ((شراع على السراب)) وعرفها بقوله: ((ملحمة تروي قصة الإنسان الذي عاش على شواطئ الخليج العربي قبل أن يغير انبثاق الزيت معالم الحياة)) لتعلم أن هذه الأرض وإنسانها غاية إبداعه وعمله، هكذا تحدث عنه ناقد آخر هو الدكتور عبد الرحمن إسماعيل، إن ضيفنا عاش ألم الزمن وقساوة الحياة ومرارة الغربة فصاغ ذلك كله منه الوطنّي الحرّ، الذي يقدم لوطنه كل شيء، ولا يأخذ في المقابل شيئاً، حتى أنه عندما أراد تحصيل العلم الذي يرغب لم يجده إلاّ في أرض أخرى كانت له حاضنة على فترتين، مجموع ما أقامه عليها سبعة وثلاثون عاماً، وهناك في النجف تدفقت عطاءات ضيفنا، واعتبر أحد شعرائه، وترجم له في سياقهم، وشارك في إنشاء الرابطة الأدبية فيه، وأشرف على مكتبتها، وإدارة أشهر مجلاتها الأدبية، وفي القطيف مسقط رأسه، كان الزعيم للحركة الأدبية النشطة، التي أهدتنا في هذا الوطن قطوفاً دانية من أدب راقٍ وبحوث جيدة، واقتسمت النجف والقطيف وكلتاهما مدينتان سكنهما التاريخ وأبرزت معالمهما الحضارة الإسلامية الوارفة التأثير في ضيفنا، فكان النجم الذي نحتفي به اليوم، في دارة أبى صاحبها إلا أن تكون معلماً في أرض الوطن، تكرم النخبة ممن خدموا العلم والأدب والثقافة، في هذا الوطن شرقه وغربه شماله وجنوبه، ولا تنسى أيضاً أخوة من عرب ومسلمين كانوا ولا يزالون نجوماً في أوطانهم، ولن أنسى أن أشير إلى أن عائلة ضيفنا الجليل من أشهر عائلات القطيف، التي تنوّعت عطاءاتها للوطن، فرجالاتها يخدمون وطنهم بإخلاص، ويقدمون لأبنائه النموذج الأنبل في الحسِّ الوطني المرهف، وإن لضيفنا أعمالاً إبداعية شعرية ونثرية وبحوثاً تاريخية متنوعة بلغت اثني عشر عنواناً وفي الأهمية ما يدعو إلى إعادة طبعها في مجموعة كاملة لأعماله، نهديها إلى شبابنا ليقتدوا بنموذج أمثل للوطنية، أمد الله في عمر ضيفنا الجليل ومتعه بالصحة وسلَّمه الله من كل أذى، والسلام عليكم ورحمة الله.
عريف الحفل: الآن ننقل المايكرفون للسيدات حيث تتحدث الأستاذ سعاد عثمان علي الكاتبة والأديبة المعروفة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1064  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.