شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أبو الهَيْثَم بن التَّيهَان
أبو الهيثم بن التيهان، واسمه مالك، حليف لبني عبد الأشهل من الأوس. رهط سعد ابن معاذ أو هو منهم، فقد كان يقول: محياي ومماتي لبني عبد الأشهل.
وكان أبو الهيثم يكره الأصنام في الجاهلية ويقول بالتوحيد هو وأسعد بن زرارة، وكانا من أول من أسلم من الأنصار بمكة، ويجعل في الثمانية النفر الذين آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة من الأنصار، فأسلموا قبل قومهم. ويجعل أيضاً في الستة النفر الذين يروى أنهم أول من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار بمكة، فأسلموا قبل قومهم وقدموا المدينة بذلك وأفشوا بها الإسلام.
وقد شهد أبو الهيثم العقبة مع السبعين من الأنصار وهو أحد النقباء الأثني عشر. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي الهيثم بن التيهان وعثمان بن مظعون.. وشهد أبو الهيثم بن التيهان بدراً، وأُحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعثه رسول الله إلى خيبر خارصاً فخرص عليهم التمر. وبدأ يعمل بيديه ليعيش هو وزوجته فكان يسنى بنفسه لا دابة عنده وإنما يجرّ الغربَ من بئر في حائطه فيسقي نخلاته.. ومن هنا تبدأ قصة لها مغزى وفضائل، فيها من البطولة والتقوى ما يشير بأحرف من نور، إلى الخلق العظيم يملأ الدنيا أرجاً يضوع فوحه من سيرة النبي وأصحابه عليه الصلاة والسلام وعليهم رضوان الله.
وخرج النبي العظيم صلى الله عليه وسلم من داره وقد ربط على بطنه الحجر من الجوع. وخرج أبو بكر، وخرج عمر.. وقد صنعا بنفسيهما ما صنع رسول الله. وتلاقوا كل يكاد يخفي عن صاحبه ما هو عليه من الشدة لا خشية أن يكلف أخاه بعون. وإنما هي الرحمة لأخيه، لا يريد أن يكلفه مشقة الألم.. كل منهم يألم لألم صاحبه. وقال رسول الله: ما أخرجكما؟ فأشارا إلى ما ربطا على بطنيهما، وأشار رسول الله مثل إشارتهما كأنما هي الأسوة الحسنة به لا يتميز عليهم اليوم بشبع.. وساروا جميعاً إلى حائط أبي الهيثم بن التيهان أمام الباب.. يقرئون أهل البيت السلام، ولم يجبهم أحد، وعاد الرسول عليه السلام مرة ثانية وثالثة واستأنى قليلاً يسمع الإجابة، ونطقت زوج أبي الهيثم: وعليك الصلاة والسلام يا رسول الله. وقال محمد: لماذا لم تردي السلام أول الأمر. فقالت: إنما أحببت أن أستزيد النبي وأذنت بالدخول.. وجاءت برطب فأكلوا.. وحضر أبو الهيثم فسلم وحيّا.. ثم قام كأنما هو ((يحترف)) لهم يعد طعاماً.. وكانت عنده شويهات يتبلغ بها، يمتحنها. وأدرك الرسول ما يريد.. فقال - وتشريع ما يقول - ((إياك وذات اللبن)) وتغذوا.. محمد وأبو بكر وعمر وأبو الهيثم، فهل هناك من هو أعظم وأكرم وأصبر من هؤلاء؟.. وأرادوا الخروج وكأنما المضيف لا يريد أن يخرج الضيوف حباً وسروراً وتبركاً. ونظر النبي إلى أبي الهيثم وقال: إذا جاء السبي فأتنا ليشعره بأنه يعرف حاله ويريد أن يهب له من يعينه. وجاء السبي وذهب أبو الهيثم يستنجز الوعد فقال له الرسول: لم يأتنا إلا هذان العبدان فاختر أحدهما فقال أبو الهيثم: اختر أنت يا رسول الله. فأشار النبي إلى العبدين.. هذا الأتقى، وهذا الأقوى.. فخذ الأتقى. وذهب المولى مع سيده ونظرت الزوج إلى هذا العبد مع زوجها وأطرقت تفكر ثم رفعت رأسها تقول لزوجها: أصنعت ما صنعت تبغي به عبداً رقيقاً؟ لأنك تريد الجزاء الأوفى من رب السماوات الأعلى، أعتقه.. أعتقه.. وسمع كلام زوجه وأعتق المولى الرقيق ورجع العبد إلى عبد الله ورسوله محمد يخبره القصة وأنه عتق، فاصبح الأخ الحر الصحابي.
وتكلم رسول الله - وكلامه شرع - إذا أراد الله بعبد خيراً هيأ له بطانة خير ترشده إلى خير وتهديه إلى عمل صالح.
هكذا جمع هذا الأثر، وإنما هو بمعناه أو كما قال رسول الله، وهكذا كان بطلنا رجل خير ورجل إيمان؛ إنه من الأنصار الذين تبوءوا الدار والإيمان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :760  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 142 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.