وما أخذت نفسي أشتد نحو طبع افتتاحيات الدارة المجلة، فلم يكن ذلك في حسابي، غير أن بعض الصحاب شجعني على جمعها وطبعها، فإذا أنا أقول هي في المجلة لحساب المجلة عنواناً لما هي فيه.. لما هي به، ولكن جمعها وطبعها إلحاح الذات (الأنا) فإذا هي أكون فيها وبها وهي لي، ليس من التواضع أن أنكر الذاتية، وليس من التكبر أن أتضح بها، فالذاتية - ولو كانت عن مركب النقص، ولو وصلت إلى مركب الكمال - فيها شيء من الكبرياء، كبرياء الفعل الذي يثبت وجودك، لا كبرياء الغلو على الناس أو التعالي عليهم.
وهي الآن بين يدي القرّاء.. بين من يحترمها يرحمني، وبين راجمها يترجم نفسه عليّ، وما الكاتب إلاّ بين هذين، ولست أعتذر، فلم يكن جمعها يحتاج إلى اعتذار.