شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحَلْقَةُ السَّبْعُونَ
لقي الفتى أستاذه الشيخ في الطريق فسلم عليه ثم أخذ يفتح معه بعض الأحاديث في شؤون الدنيا وأمرها فوجد من أستاذه أذناً صاغية واستجابة كريمة مشاركة له في معظم طروحاته فما أن وصلا إلى المكان المعد للدرس حتى أخذ كل منهما مكانه وبدأ الفتى بطرح سؤاله الثالث عشر قائلاً وكيف نعرب جملة ((أهلاً وسهلاً)) ؟
رد الشيخ: أهلاً مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره لفعل مقدر بـ ((لقيت أهلاً)) وفاعله ضمير تقديره أنت، ((سهلاً)) الواو عاطفة وسهلاً معطوف عليه منصوب مثله.. أو مفعول به منصوب لفعل مقدَّر بـ ((نزلت سهلاً)) أو وطئت سهلاً..
ثم ألقى الفتى سؤاله الرابع عشر فقال: وما هو إعراب ((مرحباً بك)) ؟ قال الشيخ مفعول مطلق منصوب لفعل مقدَّر بـ ((أرحب مرحباً بك)) الباء حرف جر والكاف للخطاب اسم مبني على الفتح في محل جر بالباء..
ثم ألقى الفتى سؤاله الخامس عشر قائلاً: وما هو وجه إعراب ((على رسلك)) ؟ قال الشيخ: على حرف جر.. رسلك.. رسل اسم مجرور بـ على.. وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، ورسل مضاف وكاف المخاطبة مضاف إليه.. اسم مبني على الفتح في محل جر بالإضافة..
وسأل الفتى سؤاله السادس عشر فقال وكيف نعرب المثال الآتي: تبًّا لك؟ قال الشيخ بالفتح على وجهين، الأول مفعول به منصوب لفعل مقدَّر بـ ((أتمنى تبًّاً لك)) .. والتَّبُّ هو الهلاك.. ويجوز فيه النصب على أنه مفعول مطلق لفعل محذوف قبله تقديره.. تُبِبْتَ.. تبًّا.. لك جار ومجرور.. وعلى الرفع من وجهين أيضاً.. تبٌّ لك.. على الخبرية لمبتدأ قبله محذوف تقديره هذا تب لك وعلى الابتداء.. ويكون الجار والمجرور خبره..
رفع الفتى إصبعه مشيراً بسؤال عاجل طرأ عليه لاحظ الشيخ إصبع الفتى مرفوعة فسمح له بطرح سؤاله.. قال الفتى.. عفواً أستاذي الكريم قلت لي في درس الابتداء.. أنه لا يمكن أن يبدأ بالنكرة فكيف تعرب ((تب)) مبتدأ مع أنه نكرة غير موصوفة أو مضافة.
أحس الشيخ أن فتاه قد شب عن الطوق وبات يسأل أسئلة جيدة تنم عن ذكاء وقاد.. فابتسم إبتسامة عريضة وقال.. تبٌّ هنا بمعنى هلاك.. والهلاك كون عام غير مخصص لنكرة معينة.. شأنه شأن من يقول.. سلام عليكم، فالسلام هنا كون عام غير محدد.. فطن الفتى إلى جواب أستاذه الشيخ وقال معذرة أيها الشيخ فقد تعجلت في طرح سؤالي.. قال الشيخ لا عليك فمن حقك أن تسأل أي سؤال يطرأ عليك مهما كان تافهاً في نظرك للوقوف على الإجابة الصحيحة عليه.
ثم طرح الفتى سؤاله السابع عشر فقال سمعت من يقول: هذا الوغد نحتاً، فما هو وجه نصب ((نحتاً)) أيها الشيخ؟ قال الشيخ مفعول به بمعنى ساقطاً أو منحطًّا.
ثم طرح الفتى سؤاله الثامن عشر فقال وكيف تعرب جملة ((بأبي أنت وأمي))؟ قال الشيخ الباء حرف جر أصلي وأب اسم مجرور وياء المتكلم مضاف إليه والجار والمجرور متعلق بفعل محذوف تقديره ((أفديك)) أنت ضمير منفصل في محل نصب توكيد للمفعول به وهو كاف الخطاب التي لحقت الفعل المقدر.. ((أفديك)) ويجوز لنا وجه آخر في ((أنت)) ضمير فصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، و ((بأبي)) جار ومجرور متعلق بخبر محذوف.. تقديره ((مفدى)) فتصبح تركيبة الجملة ((بأبي أنت مفدى)) أو أنت بأبي مفدى. راح الفتى يدوّن ملاحظات أستاذه الشيخ في كراسته وهو معجب به أشد الإعجاب..
ثم طرح سؤاله التاسع عشر فقال: وكيف نعرب قولنا ((صبرٌ جميلٌ)) ، قال الشيخ بالرفع خبر لمبتدأ محذوف جوازاً تقديره صبرك صبر جميل.. وجميل صفة له.. كما يجوز لنا الفتح فتقول.. صبراً جميلاً، على المفعولية المطلقة لفعل محذوف تقديره إصبر صبراً جميلاً.. وجميلاً في كلا الحالتين صفة للموصوف رفعاً كان أم نصباً.
ثم طرح الفتى سؤاله ((العشرين)) فقال وكيف تعرب ((شكراً لك)) ! قال الشيخ مفعول مطلق نائب عن فعله منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره وفعله المحذوف تقديره ((أشكرك شكراً)) .. ويجوز فيه النصب على المفعولية لفعل مقدَّر بـ ((أقدم شكراً لك)) .. أو أهدي كما يجوز لنا فيه الرفع على الخبرية لمبتدأ محذوف جوازاً تقديره.. هذا شكر لك.. ولك جار ومجرور، وعلى السعة يمكن إعرابه خبراً مقدماً ولك جار ومجرور مبتدأ.. كأنك تقول.. لك شكرٌ.
وأخذ الفتى يواصل طرح أسئلته فقال وسؤالي الحادي وَالعِشْرُونَ هو.. كيف تعرب جملة لبيك؟
قال الشيخ أولاً أرغب في شرح موجز لهذا التركيب فالمعنى مشتق لغويًّا من قولهم دارُ فلانٍ تِلْبَ داري أي تحاذيها فكأن القائل يقول أنا محاذيك ومواجهك بما تحب وترضى إجابة لك أما من ناحية الإعراب، فالنصب على المصدرية المقدرة ((تلبية)) بعد تلبية، والتثنية للتوكيد.. كأنك تقول إلباباً ـ بك بعد إلْباب. وكذلك قولهم ((سعديك ـ حنانيك)) .
قال الفتى لأستاذه الشيخ يبدو أننا طرحنا الكثير من الأسئلة هذا المساء، ولا أريد أن أثقل على أستاذي الشيخ فحبذا لو أجلنا باقي الأسئلة للدرس القادم.. قال الشيخ سبقتني يا بني.. فإن الوقت قد أزف، ثم ودع كل منهما الآخر على أمل اللقاء المتجدد، غداً إن شاء الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :786  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 73 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.