الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > نوتة الوافر

نوتة الوافر

تستعمل تامة بست تفعيلات ومجزوءة بأربع.

تفعيلاته هي:

مُفَاْعَلَتُنْ - مُفَاْعَلَتُن - مُفَاْعَلَتُنْ

- - o - - - o / - - o - - - o / - - o - - - o

مُفَاْعَلَتُنْ - مُفَاْعَلَتُن - مُفَاْعَلَتُنْ

- - o - - - o / - - o - - - o / - - o - - - o

لا تجيء عروضه إلا مقطوفة.. فتصبح فيها ((مفاعلتن)) ((فَعُولُنْ)) والقطف كما تعلم هو تسكين الخامس المتحرك وحذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة أو بمعنى آخر القطف هو عبارة عن ((عَصْب + حذْف)) فكل ما لدينا من الشعر العربي جاء مقطوف العروضة لذا علينا اعتماد وزنه على النحو التالي:

مُفَاْعَلَتُنْ.. مُفَاْعَلَتُن.. فَعُولُنْ

أ ـ أعاريضه:

1 ـ عروضه مقطوفة ((مُفَاْعَلْ)) وتنقل إلى ((فعولن)).

2 ـ عروضه مجزوءة صحيحة ((مُفَاْعَلَتُنْ)).

ب ـ ضروبه:

1 ـ ضرب مجزوء صحيح ((مُفَعَاْلَتُنْ)).

2 ـ ضرب مقطوف ((فَعُولُنْ)).

3 ـ ضرب معصوب ((مَفَاْعِيْلُنْ)) بدلاً من ((مفاعلْتُنْ)).

في الحشو يمكنك ((مفاعلْتن، مفاعلتُ، مفاعيلُ، فاعلتن)).

زيادة:

مفاعلتن = مفاعلْتُنْ تقلب إلى مفاعيلن (العَصْب).

مفاعلتن = مفاعِلن = العقل.

مفاعلتن = مفاعيلُ = النقص.

نموذج تقطيعي لنوتة الوافر

إذا ما زادَ عُمْرُك كان نَقْصاً

لْ

ونُقْصَانُ الحياةِ مع التَّمَامِ

نلاحظ في البيت أولاً تعصيب الحشو.. بحيث سُكِّنَتْ الحركة الخامسة من التفعيلة وهي حرف ((اللام)) فأصبحت ((مُفَاْعَلْتُنْ)) في الصدر والعجز منه، ونلاحظ أيضاً في العروضة والضرب ما يسمى بـ ((القطف)) وهو عبارة عن ((عَصْب + حذْف)) بحيث أصبحت ((مُفَاعِلْ)) فبالحذف تحولت ((مفاعلتن)) إلى مفاعِلُ)) وبالعصب سُكِّنَ الحرف الخامس منها وقلبت إلى ((فَعُوْلُنْ)) لوجود مثيل لها في النوتة العروضية.

نماذج شعرية مختلفة لنوتة الوافر

قال الشاعر من تمام الوافر: مقطوف الضرب. على ((فَعُولُنْ))

جِراحَاتُ السّنَانِ لها التِئَامُ

ولا يَلْتَامُ ما جَرَحَ اللسانُ

مقطوف الضرب: وقال آخر..

أُعاتِبُ ذا المودةِ من صديقٍ

إذا ما رآبني منه اجتنابُ

مقطوف الضرب: وقال آخر..

يَطِيرُ إليكَ من شَوْقٍ فُؤادي

ولكن ليسَ تَتْرُكُهُ الضُّلُوعُ

ونحو قول الشاعرة السعودية الدكتورة ((مريم البغدادي)) من التام .. مقطوف.. الضرب.. حيث جاءت فيه ((مفاعلتن)) على زنة ((فَعُولُنْ))..

لِمَ الأيامُ لا تَبْغِي وصالي؟

وتُبْقِي لي المَصَائِبَ في رِحَالي

لِمَ الأيامُ خَصْمِي لم تدَعْني؟

أرى حتى السعادةَ في الخَيالِ؟

حَبَتْني كُلَّ غَدْرٍ جرَّعَتْني

وألْقَتْ بالنِّصَالِ على النِّصالِ

تَفَنَّنَتِ المَصَائِبُ في عَذَابي

فَتَأْتي عن يَميني.. أَوْ شِمَالي

ومِنْ خَلْفِي تُرَاوِدُ مِنْ أَمَامي

ومِنْ جَنْبَيَّ تَبْدَأُ بالقِتَالِ

ومنه قول الأمير الشاعر ((عبد الله الفيصل)) من التام المقطوف..

أكَادُ أشُكُّ في نَفْسي لأني

أكادُ أشُكُّ فِيكَ وأنتَ منّي

يقول الناسُ إنّكَ خُنتَ عَهْدي

ولم تَحْفَظْ هوايَ ولم تَصُنّي

وأنتَ مُناي أجمَعُها مَشَتْ بي

إلَيْكَ خُطَى الشَّبابِ المُطْمَئِنِ

وقول آخر.. مقطوف الضرب:

إذا ذهبَ العِتَاب فليس ودٌّ

ويَبْقَى الودُّ ما بقَى العِتَاب

وقول آخر.. مقطوف الضرب:

كأن الشمسَ لما غِبْتَ عنها

فليس لها على الدنيا طُلُوعُ

مقطوف الضرب:

إذا لم تَسْتَطِعْ شيئاً فَدَعْه

وجَاوِزْهُ إلى ما تَسْتَطِيْعُ

ومنه قول الشاعر السعودي الراوية ((حسين سرحان)) في رثاء ابنته ((مزنة)) تام مقطوف الضرب:

أراكِ بكلِّ مُتَّجَهٍ بِشَرْقٍ

وغَرْبٍ في شَمالٍ أو جَنُوبِ

عَلَيْكِ على ضَرِيحِكِ كلُّ ((مُزْنٍ))

تَهُبُّ بِه الرِّيَاحُ مَعَ الهَبُوبِ

تَمُجُّ الغيْثَ في مِسْكٍ شَذِيٍّ

لَهُ أَرَجٌ لِتَمْزِيْقِ الجُيُوبِ

المجزوء.. قال الشاعر:

صحيح الضرب:

غزالٌ زانَهُ الحَوَرُ

وساعدَ طَرْفَهُ القَدَرُ

صحيح الضرب:

يُرِيكَ إذا بَدَا وَجْهَاً

حَكَاهُ الشَّمْسُ والقَمَرُ

معصوب الضرب: وقول آخر..

بَكَيْتُ لِنَأْيِهِ عَنِّي

ولا أبْكِي بِتَشْهِيقِ

وقال آخر.. معصوب الضرب:

أُعاتِبُها وآمُرُها

فَتُغْضِبُني.. وتَعْصِيني

وقال آخر.. صحيح الضرب:

أَتَيْأَسُ أن تَرَى جُرْحاً

فأينَ اللَّهُ والقَدَرُ؟

صحيح الضرب:

هي الأيامُ والغِيَرُ

وأمرُ اللَّهِ يُنْتَظَرُ

ومن المجزوء المعصوب الضرب قول الشاعر السعودي المرحوم إبراهيم فلالي:

أخي بالوَحْدَةِ الكُبْرَى

نَعِيشُ العمرَ أحْراراً

ونَجْعَلُ من مَرابِضِنا

قِلاعاً تَنْفُثُ النَّارا

فَصُهْيُونٌ عَرَفْناهُ

مدى الأيَّام غَدَّاراً

سَنُجْلِيه بِوَحْدَتِنَا

وَنَجْلي كلَّ من جَارا

إضاءة:

قلنا بجواز العصب في نوتة الوافر بحيث تصير ((مَفَاعيلُنْ)) وقد يدخلها في العروضة المجزوءة على أن تبقى ولو تفعيلة واحدة صحيحة على الأقل خوف الالتباس ببحر الهزج وبعضهم أجاز حذف النون منها فتصير ))مفاعيلُ)) وهو مستكره فاحترس منه. لعدم شفافية موسيقاه على الأذن.